الصين ترفض قرار محكمة التحكيم بشأن بحر الصين الجنوبي

بكين 12 يوليو 2016 /رفضت الحكومة الصينية اليوم (الثلاثاء) الحكم الصادر من محكمة التحكيم التي تنظر في قضية بحر الصين الجنوبي، مشددة على ان ذلك الخلاف ينبغي ان يحل عبر المفاوضات الثنائية.

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال لقائه بزعماء أوروبيين زائرين اليوم، إن سيادة الأراضي الصينية ومصالحها البحرية في بحر الصين الجنوبي، لن تتأثر بالحكم تحت أى ظروف.

وفي بيان صحفي مصاحب للحكم الذي صدر في 479 صفحة، قدمت المحكمة التي تضم خمسة قضاة ملخصا لقراراتها التي قبلت بشكل كامل تقريبا المطالبات المقدمة من قبل حكومة الرئيس الفلبيني السابق بنينو اس اكينو الثالث.

وقال وزير الخارجية الصينى وانغ يى ان الحكم مسرحية سياسية هزلية تتخفي تحت ستار القانون.

وقال الوزير " المسرحية انتهت"، وأضاف " حان الوقت لعودة الأمور إلى وضعها الطبيعية".

حكم باطل

رفعت حكومة الفلبين التحكيم في يناير 2013، وفي فبراير من نفس العام أعلنت الحكومة الصينية انها لن تشارك او تقبل أية نتيجة لهذه الإجراءات .

وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية اليوم (الثلاثاء) قالت " ان الحكم لاغ وباطل وليس له قوة ملزمة ". واتهمت الخارجية الفلبين "بسوء النية "، قائلة إن الهدف ليس حل الخلاف أو الحفاظ على الأمن والإستقرار، ولكن إنكار سيادة الصين وحقوقها ومصالحها البحرية.

وقال البيان " ان إدارة المحاكمة وحكمها غير عادلين ومخالفان للقانون".

وهناك الكثير من الأدلة على ان جزر نانشا والمياه المحيطة بها هي مياه صينية، حيث كان الشعب الصيني أول من اطلق عليها اسمها وطورها وكانت الحكومة الصينية أول من أكدت سيادتها عليها.

وكان مجموعة من الأكاديميين الصينيين والإيرانيين قد نشروا مؤخرا نتائج سلسلة من الخرائط رسمها الجغرافيون الفرس والعرب من القرن التاسع الى القرن السابع عشر والتي تظهر أن المناطق المتنازع عليها من الأراضي الصينية.

وذكر فيكتور قاو وهو معلق الأوضاع الراهنة ومدير الرابطة الوطنية الصينية للأبحاث الدولية لوكالة أنباء ((شينخوا)) ان إنشاء المحكمة يشكل انتهاكا جسيما لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار وحقوق الصين باعتبارها من الدول الأطراف فى الاتفاقية .

وقال " إن المحكمة أداة لحفنة من الدول. فهى غير قانونية فى جوهرها كما ان النتيجة غير ملزمة".

وقال وانغ يى ان التحكيم والتلاعب السياسى أدى إلى جعل وضع قضية بحر الصين الجنوبي في موضع خطير، وذلك مع تصاعد المواجهات والتوتر.

وقال ان الحكم ضار بالسلام والاستقرار في المنطقة ولن يخدم مصالح الفلبين أو الصين أو مصالح المجتمع الدولي على حد سواء.

غضب في الداخل والخارج

وتنتاب ليو جيا بينغ (66 عاما) الحيرة من النتيجة، فالرجل وهو من مقاطعة هاينان بجنوب الصين يقوم بالصيد في بحر الصين الجنوبي طيلة حياته.

وقال" لأجيال مارس أجدادنا الصيد في تلك المياه التى نعتبرها موطننا. ولا يمكن أن يغير حكم محكمة ذلك".

وتسبب الحكم في غضب وإحباط على مواقع التواصل الإجتماعي.

حيث كتب "شينيانشويوان على موقع "ويبو" " انني اقف بقوة مع بلادي، لا يمكن اقتطاع أى جزء من بلادي."

بينما احتج البعض على دور الولايات المتحدة وبعض الدول في تاجيج القضية.

وقالت هوا هوا_ جلوريا " لا تعبثوا في بحر الصين الجنوبي تحت مسمي فعل الخير، إنها ملكنا ولاتخصكم ".

وذكرت تايوان اليوم أنها "لن تقبل مطلقا" نتيجة التحكيم وأن القرار " غير ملزم قانونا".

وحتى الآن عبر اكثر من 60 دولة علنا عن تأييد موقف الصين.

لطريق الصحيح

شددت الخارجية الصينية على ان الصين لا تقبل أية تسوية من طرف ثالث أو أى حل مفروض.

وقالت إنها ستواصل العمل مع الدول ذات الصلة بشكل مباشر عن طريق المفاوضات على أساس الحقوق التاريخية والقانون الدولي.

وفى رسالة منفصلة للخارجية الصينية بعنوان "بيان من حكومة جمهورية الصين الشعبية بشأن السيادة الاقليمية والمصالح والحقوق البحرية فى بحر الصين الجنوبى"، قالت الوزارة " إن الصين تحترم وتؤيد حرية الملاحة والطيران لجميع الدول وفقا للقانون الدولي فى بحر الصين الجنوبي، ولاتزال مستعدة للعمل مع الدول الساحلية الأخرى والمجتمع الدولي من اجل ضمان الأمن وحرية الوصول بلا عوائق لممرات الملاحة البحرية فى بحر الصين الجنوبي."

واختبرت الصين مطارين جديدين في جزر نانشا اليوم لتضيف المزيد من خيارات الهبوط للطائرات بأنحاء بحر الصين الجنوبي. ومن شأن تلك المطارات أن تيسر حركة النقل والانقاذ فى حالات الطوارىء والخدمات الطبية لسكان تلك الجزر.

وحلقت طائرة سيسنا سي اي-680 تابعة لمركز التفتيش الجوي التابع لإدارة الطيران المدني الصينية من المطارين الجديدين إلى سلاسل صخور ميجي وتشوبي.

وأجرت البحرية الصينية تدريبا قتاليا فى المياه المتاخمة لجزيرة هاينان وجز نانشا فى جنوب الصين.