الخرطوم 19 ديسمبر 2016 /لم تجد دعوات العصيان المدني في السودان والتي أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي استجابة واسعة فى الشارع السودانى، فيما بدت الحياة طبيعية فى الخرطوم اليوم (الاثنين).
وكان ناشطون ومعارضون سودانيون قد اختاروا تاريخ 19 ديسمبر موعدا لعصيان مدنى احتجاجا على السياسات الاقتصادية الاخيرة التى اعتمدتها الحكومة السودانية وخاصة، فيما يتصل بزيادة اسعار المواد البترولية والدواء والكهرباء.
ولم تشهد حركة السير فى معظم شوارع الخرطوم تغيرا يذكر، بينما زاولت المحلات التجارية والاسواق العامة ومراكز تقديم الخدمات والمؤسسات الحكومية والخاصة والاماكن العامة أعمالها كالمعتاد.
وكشفت جولة لفريق من وكالة أنباء (شينخوا) فى الخرطوم استمرار المدارس الحكومية والعامة فى نظامها الروتينى، بينما تلاحظ انخفاض عدد الطلاب فى بعض الجامعات ولاسيما الخاصة.
وبعد ساعات من بدء العصيان المقرر لم تسجل المعارضة السودانية أو الناشطون اى نشاط سياسى فى الشارع العام، ولم يتم تنظيم اى فعالية ذات ارتباط بالعصيان المدنى.
واستغلت الحكومة تزامن موعد العصيان المدنى مع ذكرى اعلان استقلال السودان من داخل البرلمان فى 19 ديسمبر من العام 1955، ونظمت احتفالات حاشدة بالخرطوم، وذلك ردا على دعاة العصيان المدنى.
ونظمت احتفالات شعبية بمشاركة سياسيين وبرلمانيين ومواطنين امام مقر المجلس التشريعى لولاية الخرطوم، وبدأ الاحتفال وكأنه رد مباشر على دعوات العصيان ورسالة مفادها ان الدعوة للعصيان قد فشلت.
وقال حسبو محمد عبد الرحمن نائب الرئيس السودانى فى كلمة امام الاحتفال بذكرى استقلال السودان " رسالتى للمخربين والداعين للعصيان، اقول لهم هذا الفعل لا يتسق مع معنى الاستقلال، هذا يتناسب مع العملاء والذين يتلقون دولارات من الخارج، السودان للسودانيين الوطنيين، لدعاة العصيان اقول لهم كان من الافضل ان تكون دعوتكم للانتاج".
من جانبه، أكد عبد الرحيم محمد حسين حاكم ولاية الخرطوم فى تصريحات صحفية استتباب الأمن بالعاصمة الخرطوم، وقلل من تأثير دعوات العصيان المدنى.
وانتقد الدعوة للعصيان المدنى، وقال إنها تمثل رسالة سالبة فى وقت توافق فيه السودانيون على الحوار الوطنى وأجمعوا على الوثيقة الوطنية.
وقال "لقد اسفر مؤتمر الحوار الوطنى عن توافق حول الوثيقة الوطنية، وستظل مفتوحة لكل من اراد الالتحاق بها، ان السلام والاستقرار والحوار افضل من دعوات الخريب والعصيان المدنى".
وكانت الدعوات للعصيان المدنى قد بدأت فى نهاية شهر نوفمبر الماضى، وذلك احتجاجا على السياسات الاقتصادية والتى تسببت فى زيادة اسعار السلع الضرورية والمواد البترولية والدواء والكهرباء.
وفى وقت سابق، وصف الرئيس السوداني عمر البشير دعاة العصيان المدنى، بمناضلى "الكيبورد والواتساب"، فى اشارة إلى اعتماد منظمى العصيان على وسائل التواصل الاجتماعى مثل (فيسبوك) و (الواتساب) و (تويتر).