لندن 22 مارس 2017 / قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيزيزا ماي في أول رد فعل لها على أسوأ هجوم إرهابي تتعرض له لندن منذ عام 2005 إنه " هجوم مريض ومنحط"، مشيدة في الوقت ذاته بشجاعة ضباط الشرطية الذين تعاملوا معه.
قالت ماي ذلك متحدثة من أمام مقر إقامة رئيس الوزراء في 10 داونينغ ستريت بعد اجتماع مع كبار المستشاريين الأمنيين البريطانيين عقب الهجوم الذي خلف 5 قتلى بينهم منفذ الهجوم وضابط شرطة إضافة إلى ما يقرب من 40 مصابا، مؤكدة أن مستوى التهديد الإرهابي الحالي في بريطانيا، أي مستوى الخطر الشديد، سيبقى دون تغيير.
وتابعت ماي أن " موقع هذا الهجوم لم يكن عفويا. الإرهابي اختار أن يضرب في قلب عاصمتنا حيث يأتي الناس من جميع الجنسيات والأديان والثقافات. شوارع ويستمينستر هذه هي موطن أقدم برلمان في العالم وراسخة بروح الحرية. لهذا السبب هي هدف لأولئك الذين يرفضون هذه القيم. أي محاولة لإلحاق الهزيمة بهذه القيم من خلال الارهاب أو العنف محكوم عليها بالفشل".
وتابعت" سنسير قدما معا ولن نستسلم للإرهاب ولن نسمح لصوت الكراهية والشر أن يفرقنا".
ونفذ الحادث شخص واحد حيث صدم سيارته في عدد من المارة على جسر ويستمينستر ما أدى الى إصابة ما يقرب من 40 شخصا، في حادث يشبه إلى حد كبير حوادث أخرى حدثت في أوروبا. وقيل أن بعض الضحايا تعرضوا لاصابات كارثية، بينهم رجال شرطة وعدد من الأطفال الفرنسيين.
وبعد ذلك ارتطمت السيارة بحاجز معدني يحيط بمقر مجلس العموم (البرلمان). وقالت شرطة العاصمة إن الرجل ترجل من السيارة ممسكا بسكين وواصل الهجوم محاولا دخول مقر البرلمان.
وقام بطعن ضابط شرطة من فريق الحراسة على المبنى قبل أن يطلق عليه الرصاص من جانب شرطيين آخرين. وقضي الضابط المطعون وتوفي المهاجم متأثرا بإصابته في وقت لاحق. وأُبلغت أسرة الضابط بالمأساة.
وبينما كان الضابط المطعون يصارع الموت على الأرض، حاول توباياس إلوود الوزير بالحكومة، وهو ضابط سابق بالجيش أيضا، أن ينقذ حياة الضابط لكن دون جدوى.
وعندما أدرك المارة، العديد منهم من جنسيات أجنبية، أن ما يحدث أمامهم هو هجوم إرهابي، هرولوا للاحتماء من الخطر. وارتفعت أصوات بعضهم بالبكاء وسط حالة من الذعر.
وفور وقوع الحادث أقامت الشرطة الحواجز الأمنية في وسط لندن. وفُرض على المئات من السياسيين والموظفين وكذلك الزوار داخل مقر البرلمان عدم الخروج. وبدأت الشرطة عملية أمنية كبيرة.
ونُقلت رئيسة الوزراء وسط حراسة مكثفة من الشرطة من مقر مجلس العموم الى مقر إقامتها في 10 داونينغ ستريت.
وبعد السماح لهم بالخروج انهمرت كلمات الثناء والمديح على طريقة حماية رجال الشرطة من قبل المئات من السياسيين الذين احتجزوا داخل البرلمان.
ونقل عدة مئات من أطفال المرحلة الإبتدائية كانوا في زيارة إلى البرلمان إلى منطقة آمنة داخل قصر ويستمينستر حتى تأكدت الشرطة من عدو وجدود قنابل أو إرهابيين آخرين. وسمح للأطفال بالخروج بشكل منظم وسط حراسة مشددة من جانب عدد كبير من رجال الشرطة المسلحين.
وعلى الجانب المقابل من نهر التايمز، احتجز المئات من الأشخاص بين السماء والأرض داخل مقصورات عجلة عين لندن، المعلم السياحي الشهير، لمدة ساعة كاجراء أمني حتى تأكدت الشرطة من سلامة المنطقة. وقد شاهد العديد منهم وقائع الاعتداء الإرهابي من المقصورات، حيث تطل عين لندن على المنطقة بأكملها.
وساد الهدوء الشوارع المحيطة بويستمينستر ووايتهول من ميدان ترافلغار ليلة الأربعاء مع استمرار وجود الحواجز الأمنية.
وفتحت الشرطة التحقيق في الحادث لمعرفة دوافع المهاجم وما إذا كان له شركاء.