تحقيق اخباري : تنامي الاقبال على شراء الدراجات الهوائية شرقي العراق

بعقوبة، العراق 23 مارس 2017 /شهدت أغلب مدن محافظة ديالى شرقي العراق تنامي الإقبال على شراء الدراجات الهوائية أو ما يطلق عليه محليا "النقل الرخيص" لمواجهة الازدحامات المرورية الحادة التي أصبحت مصدر إزعاج كبير للسكان.

وقال عبد اللطيف حميد الزيدي، موظف حكومي من أهالي بعقوبة، مركز محافظة ديالى لوكالة أنباء (شينخوا) "منذ نحو عام اضطررت لشراء دراجة هوائية كوسيلة نقل للوصول بسرعة إلى دائرتي التي تبعد (3 كم) عن منزلي" مبينا أن قراره لم يأت من فراغ بل من أجل تجنب الازدحامات الحادة التي تجعل فترة وصوله إلى مقر عمله تتجاوز الساعة.

واضاف الزيدي "الأن نطلق على الدراجة الهوائية اسم النقل الرخيص لانها أقل كلفة مادية مقارنة بأجور النقل عبر سيارات الأجرة، لافتا إلى أنه يصل حاليا إلى دائرته ب 20 دقيقة من خلال استخدامه للدراجة الهوائية لانه يسلك طرقا بديلة.

أما سلام عبيد الخيلاني (شرطي) في أطراف بعقوبة فقال" أنا أعمل في إحدى المنشآت الخدمية التي تبعد عن منزلي قرابة (6 كم) وكلفة النقل باهظة خاصة في الليل أما في النهار فالازدحامات المرورية كثيرة ما دفعني لشراء دراجة هوائية".

واوضح الخيلاني انه اشترى دراجة لتحقيق هدفين، الأول التخلص من الازدحام وهدر الوقت والوصول إلى دائرته بوقت أسرع، والثاني لتخفيف الوزن كونه يعاني من السمنة، لافتا إلى أن العديد من زملائه يعتمدون الأن على الدراجات الهوائية كوسيلة للنقل، كونها توفر لهم الوقت والمال فضلا عن الصحة من خلال ممارسة الرياضة.

من جانبه أفاد صبري علي (معلم مدرسة ابتدائية) في أطراف بعقوبة بانه اعتمد على الدراجة الهوائية كوسيلة نقل منذ أربع سنوات لتجاوز أزمة الازدحامات المرورية الحادة الموجودة في اغلب مناطق بعقوبة مع بداية الدوام الرسمي للدوائر.

عدي ثامر خيرالله ( طالب ثانوية) في بعقوبة يستخدم الدراجة الهوائية التي اشتراها له والده للذهاب إلى المدرسة قال" إن 20 بالمائة من طلبة مدرسته يعتمدون على الدراجات الهوائية في التنقل بين المدرسة والمنزل، لانها وسيلة نقل رخيصة كما انها اقل خطورة من ركوب سيارات الاجرة بعد تكرار حالات الخطف".

إلى ذلك أكد صلاح عبدالله القيسي صاحب محل لبيع الدراجات الهوائية في سوق بعقوبة، ارتفاع معدلات الأقبال على شراء الدراجات في الاشهر الماضية ، لافتا إلى أن زبائنه من مختلف الأعمار حتى أن أحدهم تجاوز العقد السابع من عمره.

وأضاف القيسي أن" الأقبال على شراء الدراجات الهوائية جاء نتيجة اسباب متعددة أبرزها إنها وسيلة نقل رخيصة جدا مقارنة بوسائل النقل التقليدية إضافة إلى أنها ذات مرونة عالية في تجاوز الازدحامات ونقاط التفتيش الأمنية بالاضافة لدورها الايجابي في الصحة الجسدية لانها أحد انواع الرياضة المميزة".

بدوره قال الطبيب قاسم احمد "إن طبيعة الحياة الراهنة في ظل التطور الحاصل فرضت انماطا على المعيشة ساعدت على بروز السمنة نتيجة عدم ممارسة الرياضة في ابسط صورها سواء المشي أو السباحة".

وأضاف أحمد أن" استخدام الدراجات عنصر مهم في تنشيط الجسد" مبينا أن الازدحامات وارتفاع أجور كلفة النقل ساهمت في تغيير المزاج العام لشريحة واسعة من المجتمع ودفعتهم إلى اقتناء الدراجات الهوائية وهذا مؤشر جيد ساعد في تنمية ثقافة ممارسة الرياضة من خلال استخدام الدراجات.

من جهة ثانية أقرت عضو مجلس محافظة ديالى نجاة الطائي بارتفاع معدلات الازدحامات المرورية الحادة في بعقوبة وبقية مدن ديالى نتيجة عدة اسباب أبرزها الارتفاع الهائل بعدد المركبات وعدم تطوير منظومة الطرق سواء الداخلية او الخارجية لاستيعاب الاعداد المتزايدة للسيارات.

وأشارت الطائي إلى أن لجوء البعض لاستخدام الدراجات الهوائية يعتبر بديلا ايجابيا، للتخلص من الازدحامات خاصة في مركز بعقوبة الذي يشهد زخما مروريا غير طبيعي في اغلب الاوقات.

وتعاني أغلب مراكز المدن الرئيسية في محافظة ديالى وخاصة مركزها بعقوبة من ازدحامات مرورية خانقة جدا خاصة مع بدء أوقات العمل الرسمي، ووقت التسوق بسبب كثافة السيارات ومحدودية الطرق التي يعود تاريخ انشائها لعقود مضت دون أية توسيعات تلبي الزيادة الحاصلة بعدد السيارات.