الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : في أول جولة خارجية لترامب...الشرق الأوسط يمثل المحطة الأولى ويقف أمام فرصة سلام تاريخية

2017:05:20.09:30    حجم الخط    اطبع

بكين 19 مايو 2017 / في أول جولة خارجية له منذ توليه مهام منصبه في يناير الماضي، يتوجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم (الجمعة) إلى منطقة الشرق الأوسط حيث من المقرر أن يقوم بزيارة للمملكة العربية السعودية يومي 20 و21 مايو الجاري يحضر خلالها قمة ثنائية واجتماعا مع زعماء خليجيين عرب ولقاء آخر مع زعماء دول عربية وإسلامية، إنها زيارة ينظر إليها الخبراء والمحللون الصينيون على أنها تكتسب أهمية كبيرة وتحمل مغزى ودلالات ورسائل هامة وكذا تمثل مساع جادة لحل القضايا الساخنة في المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

-- الشرق الأوسط ... المحطة الأولى

جرت العادة على أن يختار الرؤساء الأمريكيون الدول المجاورة للولايات المتحدة في أولى جولاتهم الخارجية، لكن هذه المرة وقع اختيار ترامب على الشرق الأوسط، وفي هذا الصدد يرى وانغ هاو الباحث بمركز بحوث الدراسات الأمريكية في جامعة فودان بشانغهاي أن هذه الخطوة من ترامب تدل بوضوح على أن المنطقة تتمتع بقيمة جيوإستراتيجية هامة بالنسبة للولايات المتحدة وأن ترامب يدرج القضية الفلسطينية والملف السوري ومكافحة الإرهاب في صدارة أولويات سياساته الخارجية، ويرغب في تحسين علاقات بلاده مع دول الشرق الأوسط والتأكيد على التزاماتها تجاه حلفائها بالمنطقة وتخفيف أزمة الثقة الناجمة عن ميل سلفه أوباما إلى الجانب الإيراني وإبراز علاقات الشراكة الوثيقة بين بلاده والسعودية.

"فلم تكن المكسيك وكندا الوجهة الخارجية الأولى لترامب، وهذا أمر مفهوم في ضوء العلاقات غير المستقرة بين هاتين البلدين والولايات المتحدة مع سعي ترامب إلى إقامة جدار عازل على طول الحدود بين بلاده وجارتها الجنوبية المكسيك وتعهده بمراجعة اتفاق التبادل الحر لأمريكا الشمالية (نافتا) بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، على نحو يلقى بظلاله على العلاقات بين أمريكا وهاتين الدولتين المجاورتين لها"، على حد قول وانغ.

واتفق معه في الرأي دياو دا مينغ الباحث بمعهد بحوث الدراسات الأمريكية في أكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية ، قائلا إن اختيار ترامب للشرق الأوسط في أول زيارة خارجية له يعكس جليا الميل الدبلوماسي لإدارة ترامب، وهو ميل يتمثل في اهتمام متزايد بشؤون الشرق الأوسط ورغبة في تصحيح الصورة التي تشكلت في الأذهان بأن ترامب معادي للمسلمين وكذا بوادر زخم عودة أمريكية قوية إلى الشرق الأوسط عقب تراجع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة خلال الأيام الأخيرة لأوباما في البيت الأبيض.

واستطرد دياو بقوله إن زيارة ترامب هذه تأتي إنطلاقا من الحاجة الفعلية إلى إجراء تنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة في منطقة تواجه آفة الإرهاب وكذا حرب دائرة في سوريا، فـ"يبدو أن ترامب على استعداد للحفاظ على مكانة الولايات المتحدة من خلال مكافحة التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة (داعش)، لذلك قام بتعديل السياسة الأمريكية التي كان ينتهجها أوباما تجاه سوريا وبدأ يخطو خطوات للعودة مجددا إلى المنطقة"، إذ يرى ترامب أن سياسة أوباما المتمثلة في عدم التدخل بالقدر الكافي لمكافحة الإرهاب ساهمت في تدهور الوضع بالمنطقة، لذا يتوقع دياو أن تكون إدارة ترامب أكثر جدية ونشاطا في مكافحة الإرهاب وإيجاد حل للقضية السورية.

وأوضح تشن شوانغ تشنغ الباحث بمعهد بحوث القضايا الشرق أوسطية في أكاديمية الصين للعلاقات الدولية المعاصرة إن ترامب يدرك أن مكافحة الإرهاب، التي تأتي في مقدمة مهامه، تتطلب التعاون مع الدول العربية التي لا يمكن عند التعامل معها الابتعاد عن القضية الفلسطينية التى تمثل القضية المحورية للأمن والسلام في الشرق الأوسط، لهذا تأتي زيارة ترامب للشرق الأوسط في إطار المساعي إلى توطيد العلاقات مع حلفاء تقليديين بالمنطقة وتقريب العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم العربي بأسره من خلال بذل جهود لحل القضية الفلسطينية.

-- المنطقة أمام... فرصة سلام تاريخية

وأشار وو بينغ بينغ رئيس مؤسسة بحوث الحضارة الإسلامية بجامعة بكين إلى أن القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز دعوة إلى ما يزيد على 50 من قادة الدول العربية والإسلامية لحضورها تعد قمة مهمة للغاية وتتمثل أهميتها في أنها تشكل فرصة جيدة لإمكانية توصل الدول المشاركة فيها إلى اتفاق بشأن آلية لمكافحة الإرهاب بقيادة الدول العربية وتشكيل قوة لمجابهة الإرهابيين في المنطقة والعالم، وكذا فرصة لكي تتضح سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط أمام القادة العرب أثناء اللقاءات الثنائية والمتعددة الأطراف، علاوة على أنها ستحظى كونها القمة الأولى من نوعها بقوة غير مسبوقة في دفع عملية السلام في المنطقة نظرا للحضور الكبير الذي ستشهده من القادة العرب وسعي الأطراف المعنية إلى تركيز وتضافر الجهود لحل قضايا المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية الجوهرية.

وأضاف بقوله إن القمة ستدفع القضية الفلسطينية بشكل إيجابي حيث ستتاح من خلالها فرصة لتعزيز فهم ترامب للقضية، وقد يساعد هذا بدوره في التمهيد لبلورة فكرة أو خطة ما أثناء زيارته لإسرائيل وفلسطين في وقت لاحق.

ومن جانبه، يقول ما شياو لين الأستاذ في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين والخبير في شؤون الشرق الأوسط إن ثمة صعوبات تعترض إحياء مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، لكن المنطقة تشهد حاليا فرصة سلام تاريخية حيث صرح ترامب خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمرة الأولى في البيت الأبيض مؤخرا "نريد إرساء السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وسنحقق ذلك".

ومع ذلك، يرى ما شياو لين أن ترامب يعد رئيسا أمريكيا مقربا لليهود، ولأنه لن يضحى بمصالح إسرائيل في القضية، فعليه أن يأخذ المصالح الكلية للولايات المتحدة في المنطقة بعين الاعتبار نظرا لكونه رئيسا لها، إذ يمكنه الاستفادة من علاقات صهره جاريد كوشنر باليهود لفرض ضغوط نوعا ما على الجانب الإسرائيلي لتقديم بعض التنازلات، مشيرا إلى أن الكرة صارت الآن في ملعب إسرائيل، كما أن الأمر يتوقف على الخطوات التي ستتخذها الولايات المتحدة في المرحلة القادمة. علاوة على ذلك، يعد دور الوساطة الذي تضطلع به مصر والأردن عاملا لا غنى عنه أيضا في هذه القضية.

"في الواقع قام وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيرى بأكثر من عشر زيارات للمنطقة في عامي 2013 و2014، وفي آخر زيارة له أدخل تعديلات على المقترحات المعروضة على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ولكنه لم يحقق نتائج مرجوة بل وانتهى الأمر بخطوات أحادية الجانب وبالتالي إلى تجميد المفاوضات بالكامل"، هكذا ألمح ما شياو لين، متسائلا "صحيح أن أفكار ترامب تبدو دائما جديدة لكنه لم يتطرق إلى جوهر المشكلة، فهل تستطيع إدارة ترامب طرح خطة مقبولة للجانبين هذه المرة؟."

واختتم حديثه قائلا إن التعايش السلمي بحاجة إلى رد فعل مخلص من الجانب الإسرائيلي، كما يتعين على المجتمع الدولي اغتنام الفرصة لمساعدة الجانبين على بناء الثقة المتبادلة لدفع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبالتالي تحقيق سلام دائم وشامل وعادل بين العرب وإسرائيل.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×