الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : منتدى السلام العالمي في دورته السادسة ببكين...الاستقرار والتنمية هما مفتاح السلام في الشرق الأوسط

2017:06:26.16:46    حجم الخط    اطبع

بكين 26 يونيو 2017 / عقدت جلسة نقاشية يوم أمس الأحد حول صنع السلام في الشرق الأوسط ضمن فعاليات الدورة السادسة من منتدى السلام العالمي التي أقيمت تحت عنوان "مواجهة تحديات الأمن العالمي: تكاتف الجهود،تحمل المسؤولية، تحقيق الإصلاح " على مدى يومي 24 و25 يونيو الجاري تحت تنظيم جامعة تسينغهوا الصينية المرموقة بالتعاون مع معهد الشعب الصيني للشؤون الخارجية.

وشارك في هذه الجلسة، التي اكتظت قاعتها بعدد كبير من الحضور، السيد وو سي كه المبعوث الصيني الخاص السابق لمنطقة الشرق الأوسط ونائب رئيس جمعية الصداقة الصينية العربية والدكتور سعود السرحان الأمين العام لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية وباسكال بونيفاس مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والإستراتيجية وكورتونوف أندري مدير عام المجلس الروسي للشؤون الدولية.

وانطلاقا من خبرته الكبيرة في قضايا الشرق الأوسط، أعرب السفير السابق وو سي كه عن اعتقاده بأن حل الاضطرابات التي تعج بها هذه المنطقة يكمن في الوقوف على أسبابها الجذرية حتى يتسنى تقديم أفضل "وصفة علاجية " لها.

وتابع بقوله، إن أحاديث كثيرة دارت عن أسباب عدة لهذه القلاقل ، ولكنه أعرب عن يقينه بأن مسألة التنمية تحمل أهمية بالغة في حل قضايا الشرق الأوسط شديدة التعقيد، كما رأي بالمثل أهمية عدم تهميش القضية الفلسطينية نظرا لكونها قضية محورية تؤثر منذ أمد طويل على الوضع العام بالمنطقة ولا يزال المجتمع الدولي يشعر بقلق بالغ حيالها.

وحول أهمية استقرار الأوضاع الداخلية لبلدان الشرق الأوسط في إحلال السلام فيها، أكد وو سي كه أن "ما تشهده مصر، باعتبارها دولة ذات ثقل في المنطقة، من أوضاع داخلية مستقرة سينعكس إيجابا على جميع بلدان المنطقة...فاستقرار مصر هو استقرار للمنطقة بأكملها"، مضيفا أن دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تجديد الخطاب الديني لإظهار جوهر الإسلام الحقيقى أمر مهم للغاية في ظل قيام بعض القائمين على تنفيذ أنشطة إرهابية متطرفة برفع راية الدين.

وأشار السفير السابق إلى أن الصين أكدت في محافل دولية مختلفة موقفها بشأن مكافحة الإرهاب والمتمثل في ضرورة عدم ربط الإرهاب بأمة بعينها أو بدين بعينه، حيث أعرب عن اعتقاده بضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي في القضاء على الإرهاب والعمل بشكل مشترك عبر وسائل مختلفة ومنها تجفيف منابعه، حيث نوه إلى أهمية فهم الإرهاب فهما واضحا كونه يمثل العدو المشترك للبشرية وعدم ممارسة سياسة الكيل بمكيالين عند التعامل معه.

وقال وو سي كه إن ثمة علاقة وثيقة بين الاستقرار والتنمية ودورهما في توفير حياة كريمة للإنسان ،"فكل منهما يكمل الآخر... فلا استقرار بدون تنمية ولا تنمية بدون استقرار".

ومن ناحية أخرى، ذكر أنه شعر أثناء تواصله مع الباحثين والأكاديميين خلال زيارته للعديد من بلدان الشرق الأوسط في الشهر الماضي أنهم يتحدثون عن مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين بأنها لا تهدف فقط إلى إحداث تطوير في البني التحتية وقطاع التصنيع، وإنما تحمل مفهوم التعاون السلمي والشامل والمربح للجميع، "بل وأكدوا أن ثمة حاجة إلى أفكار كهذه لحل مشكلات الشرق الأوسط".

وشدد وو سي كه على أن وضع حد للاضطرابات والصراعات وإحلال السلام بالشرق الأوسط مسألة تتطلب في حقيقة الأمر بذل الكثير من الجهود، وأيضا التحلي بالمثابرة على تحقيق الهدف.

وانتبه الحضور للرؤية التي عرضها الدكتور سعود السرحان، حيث أشار إلى وجود ثلاث مشكلات رئيسية هامة تواجهها منطقة الشرق الأوسط، يتمثل أولها في الصراع العربي- الإسرائيلي، مضيفا أن الوقت قد حان لإيجاد حل لهذه المشكلة التي طال أمدها.

وتابع بقوله إن أفضل سبيل إلى حل هذا الصراع هو مبادرة السلام العربية التي طرحت عام 2002، لافتا إلى أنه بعد مرور نحو 15 عاما على طرح هذه المبادرة الشاملة والعادلة دون تلق أي رد عليها من إسرائيل سواء بالقبول أو الرفض، فإن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية ممارسة مزيد من الضغوط على إسرائيل لحملها على الجلوس إلى الطاولة لمناقشة المبادرة.

وأوضح السرحان أن ثاني المشكلات التي تواجهها المنطقة تتمثل في ضعف الدولة القومية في ظل وجود العديد من اللاعبين الذين يقومون بأدوار مختلفة من المفترض أن تقوم بها الدولة القومية وهم أشبه بميليشيات ضاربا مثالا على ذلك بالحوثيين في اليمن وبميليشيات في العراق, مضيفا أن هؤلاء اللاعبين لديهم جناح عسكري وأحزاب ممثلة في البرلمان لهذا فإنه من الأهمية بمكان تدعيم دور الدول القومية في المنطقة لأن ذلك من شأنه وقف الكثير من الصراعات الحاصلة الآن. "أما المشكلة الثالثة فتكمن في الإرهاب الذي يعد عرضا من أعراض الضعف التي تعترى الدولة القومية، فمجرد أن تكون هناك دولة قومية قوية كما نرى في بعض الدول العربية الكبرى، يصبح الإرهاب ضعيفا للغاية"، هكذا أوضح السرحان.

وذكر أن ثمة العديد من السبل لمكافحة الإرهاب ، أولها وسيلة عاجلة وملحة تتمثل في مكافحته عسكريا لإلحاق الهزيمة بعناصره وتقديمهم للعدالة، وثانيها مكافحة الأيديولوجيا التي تقف وراء الإرهاب والتطرف.

وشدد السرحان على ضرورة حماية المدنيين في جميع أنواع الصراعات ، قائلا "إذا تحدثنا عن سوريا على سبيل المثال، فإن أهم شئ الآن يتمثل في وقف عمليات إراقة الدماء وحماية المدنيين حيث ينبغي أن يكون ذلك أول ما يطرح على الطاولة قبل الحديث عن أي حلول سياسية".

أما الباحث الروسي كورتونوف أندري، فيرى أن ما يعاني منه هذا الجزء من العالم ليس أزمة إقليمية، وإنما أزمة عالمية خطيرة للغاية سيكون لها تأثير واسع على المدى الطويل، قائلا إن الأزمات في المنطقة متعددة ومتشابكة "إنها أشبه بالدمية الروسية (ماتريوشكا) التي كلما فتحتها أخرجت منها دمية أخرى أصغر منها وهلم جرا".

ولكنه رصد وجود ظاهرة يطلق عليها اسم "التعب والسأم من مشكلات الشرق الأوسط"، قائلا إنها ظاهرة تسود معها حالة من عدم الرغبة في التفكير في حل تلك المشكلات العويصة. بيد أنه يرى رغم هذه الظاهرة أنه من الضرورة بمكان البحث عن حلول تركز على عدم فصل الأمن عن التنمية، مدللا على ذلك بتأثير ارتفاع معدلات البطالة على الوضع الأمني العام لأي بلد.

وأعرب عن تأييده للرأى القائل بأنه لا يوجد حل واحد بالنسبة لهذه البؤرة الساخنة من العالم، وأن إتباع مبدأ الشمولية يمكن أن يقود إلى إحلال السلام في المنطقة مع ضرورة أخذ جميع أصحاب المصالح في الاعتبار بحيث تشارك جميع الجهات المعنية في إيجاد حلول وتحقيق السلام المنشود.

وفي ختام كلمته، عرض كورتونوف من وجهة نظره أفضل الحلول لإحلال السلام في الشرق الأوسط والمتمثلة في وضع نظام للأمن الجماعي يتضمن آليات تنفيذ ملموسة يشرف عليها مجلس الأمن الدولي، قائلا إنه لا يرى خيارا أفضل من هذا. /نهاية الخبر/

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×