مقالة خاصة: الشركات الصينية تصعد في التصنيفات العالمية مع التحولات الاقتصادية

بكين 23 يوليو 2017 / تواصل الشركات الصينية الصعود في التصنيفات العالمية حيث تنمو تنافسيتها مع مرور اقتصاد البلاده بمرحلة تحول.

وشهدت قائمة مجلة فورتشن جلوبال لأعلى 500 شركة عالمية، ازدهارا لشركات الصين هذا العام، حسبما ذكرت المجلة الشهيرة على موقعها الالكتروني.

واحتلت الشركات الصينية على نحو غير مسبوق 115 مرتبة، في قائمة 2017، التي صدرت في وقت سابق من الأسبوع الجاري، ولا تتراجع سوى 17 مكان فقط عن الأداء المتصدر للقائمة، الولايات المتحدة، ما يمثل مواصلة الصين زيادة حضورها في القائمة للعام الـ 14على التوالي.

وتعمل الشركات الصينية الموجودة على القائمة أساسا في قطاعات الانترنت والتجزئة والمالية والطاقة والعقارات.

وحلت شركة ستيت جريد وعملاق النفط سينوبيك في المرتبتين الثانية والثالثة بعد ان وصلت عائداتهما 315 و268 مليار دولار على التوالي في عام 2016.

وارتفعت عملاق الاتصالات هواوي من المرتبة ال129 العام الماضي، الى 83 هذا العام، متقدمة بذلك على جميع نظرائها العالميين في هذا القطاع.

ويقول ليو تشياو مدير كلية قوانغهوا للإدارة بجامعة بكين، إن أداء الشركات يمكن أن يعكس جيدا التغيرات في الظروف الاقتصادية. كما ساعد التوسع الثابت للاقتصاد الصيني في 2016 والنصف الاول من العام الجاري، على صعود شركات كبيرة.

وسجلت الصين نموا في إجمالي الناتج المحلي أسرع من المتوقع، بلغ 6.9 بالمئة خلال النصف الاول من العام الجاري، ما يضع البلاد على طريق تحقيق هدف النمو في 2017 البالغ 6.5 بالمئة دون عناء.

وقد يفوق عدد الشركات الصينية نظيرتها الأمريكية في القائمة في غضون من ثلاث الى خمس سنوات، مع استمرار توسع ثاني اكبر اقتصاد في العالم، حسبما يقول ليو.

وما يبعث على التفاؤل هو صعود الشركات الخاصة. فقد وصلت عشر شركات صينية للقائمة للمرة الاولى، ومعظمها شركات خاصة، منها عملاقي خدمات الانترنت علي بابا وتنسينت.

وشارك هذان العملاقان الصينيان في مجال الانترنت، بالاضافة لموقع جا دي دوت كوم، في المراتب الستة الأولى عالميا في مجال الانترنت مع نظراء أمريكيين.

ويشير ذلك للنمو القوي لمحركات النمو الجديدة في الصين، حسبما يقول باي مينغ نائب مدير معهد بحوث السوق الدولية بالاكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي.

كما ساعدت عمليات الاندماج وإعادة التنظيم، الشركات الصينية المملوكة للدولة في زيادة تنافسيتها العالمية، عبر تحسين تخصيص الموارد الصناعية، حسبما اشار باي.

ودخلت القائمة إجمالي 48 شركة تمكلها الدولة وتدار بشكل مركزي، منها شركات أعيد تنظيمها مثل مجموعة باووو للصلب وشركة سي آر آر سي.

وارتفع ترتيب شركة مينميتالس من 323 في العام الماضي الى 120 هذا العام بعد تنفيذ إعادة التنظيم الاستراتيجي مع شركة ميتاليوجيكال في اواخر 2015.

وتشجع الصين عمليات الاندماج واعادة التنظيم في القطاع الحكومي وتخطط لتقليل عدد الشركات المملوكة للدولة والمدارة مركزيا لاقل من 100 شركة، كجزء من إصلاحات جارية لتطوير كفاءة الشركات.

الا ان الشركات الصينية مازالت لها إمكانات كبيرة لتحسين قدرتها على تحقيق أرباح.

وبلغ متوسط عوائد أصول 109 شركة صينية على القائمة 1.65 بالمئة وهو اقل من نظيرتها الامريكية، بحسب ليو.

وسيطرأ على سوق العمل والهيكل الصناعي وحالات الطلب على الاستهلاك والظروف الاقتصادية الداخلية والخارجية تغيرات عميقة في المستقبل، بحسب ليو.

واختتم بالقول "ستستمر ريادة الاعمال والابتكار في تغيير قطاع الشركات في الصين، ولقد حان الوقت للصين لدعم الشركات الكبرى التي تمنح الأولوية لخلق القيمة بدلا من زيادة العائدات."