ألمانيا تحذر تركيا من موقف المانى أشد

برلين 21 أغسطس 2017 / حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من أن حكومتها قد تتبنى خطا أكثر تشددا تجاه النزاع الطويل بين برلين وأنقره .

وقالت ميركل لشبكة التلفزيون التجارى الألمانى (آر تى أل) ليلة الاحد حول موضوع العقوبات على تركيا " اننا نحتفظ دائما بالحق فى زيادة الإجراءات "، مشيرة إلى أن حكومتها " ردت بالفعل بتبنى خط متشدد للغاية حتى الآن " .

وأعربت المستشارة الألمانية عن اعتقادها بأن دوجان اخانلى أحد الكتاب الألمان قد أطلق سراحه مرة أخرى فى اسبانيا بعد اعتقال السلطات المحلية له خلال قضاء عطلة طبقا لأمر الشرطة الدولية الصادر من تركيا .

وقالت " إنا سعيدة للغاية بأن أسبانيا أطلقت سراحه مرة أخرى ... ولا نستطيع إساءة معاملة منظمة دولية مثل الشرطة الدولية بسبب مثل هذه الاجراءات ".

كان أخانلى البالغ من العمر 60 عاما قد ولد فى تركيا الا انه هاجر الى المانيا فى عام 1991 بعد قضاء سنوات فى سجن تركى لأسباب سياسية . وكان الكاتب ينتقد بشكل متكرر الرئيس التركى رجب طيب اردوجان .

ونقل عنه قوله " ان تركيا لا تحب ذلك بالتأكيد . انهم يريدون إسكاتى ...من سن 60 فصاعدا لا أرغب فى أن اظل صامتا" .

وقد طلبت تركيا من اسبانيا طرد الكاتب . ويعتقد الياس ايوار محامى الكاتب أن مثل هذا التحرك من غير المحتمل ان ينجح .

تجدر الاشارة الى ان وزير الخارجية الالمانى زيجمار جابرييل اعرب عن وجهة نظر مشابهة قائلا ان " لديه ثقة كاملة فى النظام القضاء الاسبانى "، ويعرف أن "أصدقاء وشركاء المانيا فى الحكومة الاسبانية يدركون الوضع" .

واضاف " سيكون امرا مأسويا ان تتمكن تركيا من اعتقال افراد يرفعون اصواتهم ضد الرئيس اردوجان فى الجهة الأخرى من أوروبا " .

وأعربت زعيمة حزب الخضر كاترين جورينج- ايكاردت عن مخاوف مشابهة واشارت الى ان تعاون شرطة المانيا مع تركيا ينبغى اعادة تقييمه .

وبالرغم من الترحيب باطلاق سراح اخانلى فان ميركل اعربت عن اسفها اليوم بأن هذه القضية "لسوء الحظ واحدة من قضايا كثيرة تعد سببا لتغيير سياستنا تجاه تركيا بشدة " .

وعلاوة على ذلك فإن المستشارة انتقدت بشدة دعوة اردوجان الاخيرة للمواطنين الألمان من ذوى الاصول التركية لمقاطعة أحزاب ألمانية فى الانتخابات الوطنية فى الدولة .

وقالت ميركل " انه امر غير مقبول تماما أن يحث الرئيس التركى مواطنين ألمان حتى لو كانوا من أصول تركية بعدم الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات البرلمانية " .

وقد حذرت المستشارة بالفعل من تدخل تركى فى الانتخابات الألمانية فى تجمع فى حملتها الانتخابية .

وقد تعرضت العلاقات التقليدية الوثيقة بين برلين وأنقره لتوتر شديد .وفى الشهر الماضى حذرت الحكومة الالمانية السائحين و المستثمرين من ضرورة تجنب تلك الدولة الى جانب التهديد بسحب المساعدات المالية .

وقد اثار هذا التحرك حنق الرئيس اردوجان الذى اتهم برلين " بهجوم فريد " على سيادة تركيا .

ورد سيم اوزدمير زعيم حزب الخضر من ذوى الاصول التركية يوم الاثنين بالتوصية بتجاهل هذه التصريحات .

وكان نيلس انين المتحدث باسم وزير الخارجية جابرييل قد انضم الى الانتقادات لاردوجان فى المانيا .

وقال لصحيفة فرانكفورتر روندشاو " ان الشخص المسئول عن النفور بين تركيا واوروبا يقيم فى أنقره وليس فى بروكسل ".