قطر: لم نجد أي تعاون أو رد إيجابي من وزارة الحج السعودية بشأن حجاجنا

الدوحة 22 أغسطس 2017 /أكدت قطر اليوم (الثلاثاء) أنها "لم تجد أي تعاون أو رد إيجابي" من وزارة الحج السعودية لاستكمال إجراءات حجاجها، معربة عن خشيتها على حجاجها من تكرار المضايقات التي تعرض لها مواطنوها في يونيو الماضي بالمملكة.

وقال مصدر مسئول في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية ((قنا))، إن الوزارة قامت بالتواصل مع الجهات المختصة في وزارة الحج والعمرة السعودية لمعرفة الترتيبات المتعلقة بالحجاج القطريين في ظل الأوضاع الراهنة.

وأضاف المصدر أن الوزارة "لم تجد أي تعاون أو رد إيجابي من وزارة الحج في المملكة العربية السعودية مما أدى إلى إرباك وتوقف العملية التنظيمية لحجاج دولة قطر حيث لم يتمكن أصحاب الحملات المعتمدة في الدولة من القيام بمهامهم تجاه المواطنين القطريين الراغبين في أداء فريضة الحج هذا العام".

وذكر أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ما زالت بانتظار أي تجاوب من قبل وزارة الحج والعمرة بالمملكة لاستكمال الإجراءات المتعلقة بحجاج الدولة، كما هو معمول به بين البلدين في السابق.

ولفت إلى إنه "حرصا من الدولة على سلامة الحجاج القطريين وتوفير كافة وسائل الراحة لهم أثناء أداء مناسك الحج ونظرا لعدم وجود أي تمثيل دبلوماسي أو رسمي لدولة قطر في المملكة يقوم على رعاية شؤون الحجاج القطريين ونتيجة لما تعرض له المعتمرون القطريون في مكة المكرمة في 5 يونيو الماضي من مضايقات وإجبارهم على ترك أماكن سكنهم ومغادرة الأراضي السعودية ، ونظرا للأوضاع الراهنة فما زال لدى الوزارة قلق وخشية على الحجاج القطريين من تكرار المضايقات التي تعرض لها المواطنون القطريون في الأراضي السعودية".

ويخضع تنظيم شؤون الحج لاتفاقية سنوية يتم ابرامها بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية ووزارة الحج والعمرة السعودية، وقد أبرم الجانبان اتفاقية لهذا العام في 21 فبراير الماضي، وتضمنت بنود هذه الاتفاقية الضوابط الخاصة بتسيير حجاج دولة قطر من حيث وسائل النقل البرية والجوية والإعاشة والإقامة ، وأعداد الحجاج واستعمال المسار الإلكتروني وإصدار التصاريح الخاصة بالحج والتأشيرات الخاصة بالمقيمين، بحسب المصدر نفسه.

وكانت وزارة الخارجية القطرية قد أبدت أمس (الاثنين) استغرابها بشأن إعلان السعودية قصر نقل الحجاج القطريين على طريق الخطوط الجوية السعودية فقط، بعد أن وجه عاهل المملكة الملك سلمان بن عبدالعزيز بفتح المنفذ البري بين البلدين وتقديم عدة تسهيلات لحجاج قطر بينها نقلهم عبر الطيران السعودي حصرا على نفقته الخاصة.

وقال مدير المكتب الإعلامي بالوزارة أحمد بن سعيد الرميحي إن هذا القصر " أمر غير مسبوق وغير منطقي ويثير الاستغراب ويخالف تعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي تحث على تيسير أداء هذه الفريضة لجميع المسلمين".

وشدد الرميحي على أن تيسير أداء الحج يكون عبر "رفع الحصار عن قطر دون قيد أو شرط"، مطالبا بضرورة تجنيب أداء فريضة الحج الخلافات السياسية بين الدول وعدم عرقلة أدائها بوضع شروط تمس سيادة الدول أو تمس حقوق مواطنيها أو كرامتهم والبعد عن استغلال الفريضة كأداة للتجيير السياسي.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر منذ الخامس من يونيو الماضي، متهمة إياها بالتدخل في شئونها ودعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.

ومن ضمن إجراءات قطع العلاقات مع الدوحة، أغلقت السعودية منفذها البري مع قطر، ومنعت الطائرات القطرية من عبور مجالها الجوي.

وتسببت الأزمة الدبلوماسية بين الدوحة وجيرانها في وضع عراقيل وقيود أمام أداء مواطني قطر فريضة الحج هذا العام، لتتهم قطر السعودية بـ "تسييس" الحج وتتقدم بشكوى دولية ضدها، وهو ما فسرته الرياض على أنه دعوة إلى "تدويل" هذه الفريضة واعتبرته "إعلان حرب ضد المملكة".