人民网 2017:11:15.10:45:15
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخباري: أهالي دير الزور يتنفسون الصعداء بعد 3 سنوات من الحصار

2017:09:22.09:29    حجم الخط    اطبع

دير الزور ـ سوريا 21 سبتمبر 2017 /وقف الشاب محمود عبداللطيف الطه (40 عاما) وعلى يده طفل صغير ويقول بصوت حاد "ربما نحن الان نعيش في حلم بعد فك الحصار عن مدينة دير الزور"، معربا عن تمنياته بأن يستمر هذا الحلم وان لا يعود أهالي دير الزور إلى تلك الأيام الصعبة التي تركت بذاكرتهم مشاهد مؤلمة.

وقال الطه الذي يلبس جلابية بيضاء، وهي لباس خاص بأهل دير الزور، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم (الخميس) " لقد مرت علينا أيام سوداء خلال 3 سنوات الحصار، كنا نحلم بالطعام والشراب لكي نقدمه لأطفالنا الذين حرموا وباتوا يعانون من أمراض مختلفة بسبب نقص التغذية"، مشيرا إلى أن معظم أهالي دير الزور كانوا يعانون من تأمين مستلزمات الحياة اليومية، إضافة لوقود التدفئة الذي شكل عبئا إضافيا ارهق كاهل معظم العائلات.

وتشكو الاحياء الخاضعة لسيطرة الجيش السوري منذ عدة سنوات، ولكنها محاصرة من قبل تنظيم (داعش)، من قلة الخدمات، وكثرة الاتربة كونها قريبة من البادية السورية، كما كانت تبدو بالنهار مدينة اشباح لشدة الحرارة حيث تصل في فصل الصيف لأكثر من 45 درجة مئوية.

الخراب والدمار يعم الساحات العامة في أرجاء المدينة، وبعض المنازل بسبب الاعمال العسكرية وسقوط القذائف العشوائية بشكل يومي على الاحياء الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، فلا كهرباء ولا ماء خلال سنوات الحصار الخانقة، وقلة من الناس بتلك الاحياء من يتمكن من شراء حاجياته اليومية، بسبب ارتفاع أسعارها والتي لا تتناسب مع دخل المواطنين هناك.

وتابع الطه يقول " نحن محافظة نشتهر بإنتاج النفط، ولكن المفارقة العجيبة ان أغلى أسعار المشتقات النفطية موجود في دير الزور، حيث يبلغ سعر اللتر من مادة المازوت 2000 ليرة سورية أي بما يعادل 4 دولارات، ولتر البنزين بحوالي 10 دولارات"، لافتا إلى أن الشخص الذي يحصل على رغيف خبز واحد في السنة الأولى من الحصار يكون رجل قوي وتكون امه قد دعت له في ليلة القدر كي يستجيب الله له.

وقال على سبيل المداعبة إن معظم أهالي دير الزور بسبب الحصار لم تعد تصاب بامراض مزمنة مثل امراض القلب والشحوم والضغط، ولكن اغلب من مات كان بسبب القذائف التي كانت تسقط يوميا على الاحياء من قبل تنظيم (داعش).

وأشار إلى أنه قام بإعداد طعام الفطور يوم الأربعاء الماضي ولم يكلفه اية ليرة سورية لان الحكومة تقوم بتوزيع المساعدات الاغاثية على أهالي دير الزور، ولكنه استدرك قائلا إن " نفس هذه الطبخة قبل شهر كلفته بحدود 7000 ليرة، لافتا إلى أن غالبية العائلات كانت تطعم أطفالها خبز ياس مطحون مع زيت او ماء.

من جانبها، قالت ياسمين العبدالله (37 عاما) من سكان حي القصور من الجهة الشرقية للمدينة إنه " قبل الحصارعشنا أياما سوداء، لا يوجد طعام ولاماء للشرب، وان وجد في بأسعار باهظة الثمن، لا نستطيع ان نشتريها بشكل يومي"، مؤكدة بعد فك الحصار " أصبح هناك فرق كبير لدى الأطفال، والأوضاع تغيرت نحو الأفضل من حيث توفر الطعام والمواد الغذائية والطبية "، مؤكدة أن " تجار السوق السوداء داخل الاحياء اثقلوا كأهل الاسر في تلك الاحياء المحاصرة " .

مئات من المواطنين من مختلف الاعمار بدأوا يخرجون من بيوتهم مساء، لترى مشهدا مختلفا عما كان عليه في ساعات الصباح والظهيرة ، وعشرات الباعة بدأوا بعرض منتجاتهم، في مشهد لم يألفه البعض من أهالي دير الزور، فبدا الامر مستغربا ومستهجنا، حيث ترى الفاكهة والخضار، وبعض المقاهي البسيطة ، وافران لبيع المعجنات وغيرها، لتتشكل لديك انطباعا بأن مدينة دير الزور لم تمت وأنها تنفض عن نفسها غبار الحصار.

وقال محافظ دير الزور، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق ‘ن " أهالي دير الزور عانوا لأكثر من 3 سنوات من حصار خانق من قبل تنظيم (داعش) الإرهابي، حيث تم قطع جميع الطرق البرية عن مدينة در الزور وكانت المواد الغذائية تسقط فقط عن الطائرات"، مؤكدا أن الأهالي يعيشون في ظلام دامس بسبب اعتداءات التنظيم الإرهابي على المنشآت الحكومية المهمة من كهرباء وماء، مشيرا إلى أن عشرات القذائف كانت تسقط على الأهالي في تلك الاحياء والتى أسفرت عن سقوط مئات الضحايا والجرحى.

وأضاف محافظ دير الزور إن " الكثير من أهالي دير الزور كانوا يحلمون بالفاكهة حتى ان البعض نسي شكلها ".

وبدروه، روى أبو حمزة الحسين هو رجل ستيني ويضع امامة على طاولة خشبية بعض المواد الغذائية والفاكهة التي حصل عليها من الدولة، ويبيعها للمواطنين بأسعار اقل مما كانت عليه قبل أيام الحصار.

وقال أبو حمزة إن " كيلو التفاح الان بحدود 500 ليرة، أما أيام الحصار كان يباع الكيلو بحوالي 5000 إلى 7000 ليرة "، مؤكدا أنه " من سنوات هناك أطفال في دير الزور لم تأكل فاكهة وربما البعض حذفها من باله ".

وتابع يقول " انا منذ اربع سنوات لم اتذوق طعم البطيخ الأحمر واليوم بفضل بفك الحصار ووصول المساعدات الاغاثية اكلت البطيخ الأحمر " .

الطفل موسى الفارس يبلغ من العمر 10 سنوات قال إنه لم يتذوق البسكويت منذ سنوات والان وبعد ان فك الحصار توفرت المواد الغذائية بشكل كبير، وانخفض سعرها، و تمكنت من شرائها لمرة واحدة وحققت حلمي بالحصول على بسكوتة "، مشيرا إلى أن البسكويت خلال الحصار كان موجود لكن سعره غالي، وحالتنا المادية لا تسمح لنا بشراء المواد الترفيهية يوميا .

المشفى الوطني الرئيسي لم يفلت من الضرب والاعمال العسكرية العنيفة، ولا يوجد فيه أطباء بالحد الكافي، وبالتالي هذا النقص الحاصل بالكادر الطبي، ارهق كأهل الأطباء الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة.

فطبيب الإسعاف يتدخل لاجراء الجراحة أحيانا، ويكون بذات الوقت طبيب عظام وهكذا، والممرضون يعملون الان أطباء بسبب قلة الأطباء.

وقال الطبيب عاطف وهو مدير صحة دير الزور في تصريحات صحفية إن " قطاع الصحة في دير الزور تعرض للدمار والتخريب بحجم 95 بالمئة، ولدينا حوالي 106 مراكز طبية و8 مشافي وما بقي منها حتى الان ويعمل هو مشفى الأسد والبقية تحت سيطرة تنظيم (داعش) ولدينا حاليا 4 مراكز طبية موزعة في عدة مناطق، مشيرا إلى أن المشفى يقدم الخدمات الطيبة ضمن الإمكانيات المتاحة.

وأعلنت دمشق يوم الأحد الماضي تمكن الجيش السوري والقوات المتحالفة معه من تأمين محيط مطار دير الزور العسكري بالكامل بعد السيطرة على قرية الجفرة القريبة منه.

وأعلن الجيش السوري في التاسع من سبتمبر الجاري فك حصار دام ثلاث سنوات على المطار الذي يقع غرب المدينة.

ويخوض الجيش السوري عملية عسكرية كبيرة منذ مايو الماضي لفك الحصار عن مدينة دير الزور، انطلاقا من الصحراء السورية في الريف الشرقي لمحافظة حمص، بجانب هجوم آخر شنه في الريف الجنوبي لمحافظة الرقة شمال سوريا.

وتمكنت قوات الجيش التي تقدمت من جنوب الرقة مطلع الشهر الجاري من كسر حصار فرضه تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة دير الزور منذ مطلع العام 2015، بعدما "وصلت إلى الفوج 137" بالمدخل الغربي للمدينة والتقت قوات مرابطة به.

كما تمكنت هذه القوات مجتمعة من كسر حصار تنظيم الدولة (داعش) على مطار دير الزور العسكري، بعدما أطلقت عملية عسكرية تحت اسم (وثبة الأسد) لتحريره.

وتعتبر دير الزور آخر معقل رئيسي لتنظيم (داعش) في سوريا.

 

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×