تقرير :"الصين! الصين! الصين!"... هتاف الأهالي مع إنقاذ شركة صينية لفيلة سقطوا في بئر عميقة بإفريقيا

بكين 2 أكتوبر 2017 /"الصين! الصين! الصين!" هذه الهتافات ليست هتافات صادرة عن مشجعين داخل ملعب لكرة القدم، ولا عن مشاركين في مهرجان من المهرجانات، وإنما هتافات تنم عن سعادة بالغة غمرت نفوس الأهالي مع نجاح شركة صينية في إنقاذ عدد من الفيلة علقت داخل أحد الآبار بتنزانيا وهي تسير بحثا عن مصدر مياه لتروى ظمئها.

كان الهدوء سائدا وأشعة الشمس الذهبية تبسط نورها في جميع أرجاء المكان ظهيرة يوم الأربعاء الماضي، عندما سُمع صوت أناس يدقون بشدة باب مبنى إدارة المشروعات بفرع شركة ((ستيكول)) الصينية للإنشاء والتعمير في تنزانيا. "يا أصدقائي الأحباء، من فضلكم ساعدونا!" هكذا أخذ مسؤولون محليون في منطقة مانيوني بمحافظة سينجيدا التنزانية يصرخون خارج الباب. وما إن فتح الباب حتى أخبروا موظفي الشركة الصينية بأن خمسة فيلة سقطت في بئر عميقة أثناء بحثها عن مصدر للمياه في محمية "رونغوا جايم" التي تبعد حوالي 40 كلم عن مبنى الإدارة. وكانت الفيلة في حالة خطيرة، وصار مد الصينيين يد العون لها هو الأمل الوحيد لإنقاذها.

وفي دقائق معدودة، حدد مسؤولو الإدارة لكل موظف لديهم دورا ليقوم به في عملية الإنقاذ وأعدوا الأجهزة والمعدات اللازمة لنقلها إلى موقع الحادث، ودرسوا خطة الإنقاذ مع مسؤولي الحكومة التنزانية والعاملين في المحمية وهم في طريقهم إلى البئر. وبعد ساعة من السير على طريق وعر، وصل رجال الإنقاذ الصينيون ومعهم الأجهزة والمعدات إلى الموقع في الوقت الذي كانت فيه الفيلة في حالة إعياء ولكنها رغم ذلك بدت على استعداد للصمود حتى الرمق الأخير.

وعلى الفور، شرعت فرقة الإنقاذ في تنفيذ الخطة المتفق عليها، وهي تعلم تمام العلم أن الفيلة الإفريقية تسلك سلوكا عدوانيا حال مواجهتها لوضع خطير. لذا، كان يتوجب على رجال الإنقاذ مراعاة أمرين في آن واحد، ألا وهما ضمان خروج الفيلة بسلام من البئر وحماية أنفسهم من أي خطر محدق. وبعد أكثر من ساعة من العمل بالأجهزة والمعدات حول البئر، خرجت أنثى فيل وصغيرها من البئر بنجاح.

ولدى رؤيتهم خروج الفيلين بأمان، أخذ الأهالي الذين كانوا حزانى على الفيلة ويائسين من إنقاذها أخذوا يهللون ويصيحون في سعادة غامرة ولكن لي قوانغ تشوانغ العامل المشارك في الإنقاذ لم يسترح وأسرع بالتحدث إلى زملائه قائلا "يا الله! هناك ثلاثة فيلة ما زالت عالقة داخل البئر!".

وبعد أكثر من ساعة أخرى من العمل الشاق، خرج فيلان آخران من البئر. ولكن للأسف لم ينج الفيل الأخير من الموت بسبب ضيق البئر ومكابدته الجوع وتحمله لمشاقه ووطأته لفترة طويلة.

ولم يستطع عامل تشغيل آلة الرفع قوه فنغ تنفس الصعداء إلا بعد إنقاذ الفيلة بشكل كامل. وفي الواقع، عمل رجال الإنقاذ الصينيون لأكثر من خمس ساعات متواصلة بدءا من تلقى طلب الإنقاذ وحتى إتمام العملية.

وعندئذ، أحاط أهالي المنطقة برجال الإنقاذ الصينيين وهم يهتفون ببهجة في صوت واحد قائلين "الصين! الصين!الصين!"

إن تجارة الحيوانات البرية في العالم، وهي تجارة يبلغ حجمها سنويا مليار دولار أمريكي تقريبا، أدت إلى انخفاض حاد في عدد من السلالات . وفي إفريقيا تحديدا، مازال الصيد غير المشروع للفيلة ووحيد القرن نشطا إلى حد كبير. وتعد تنزانيا من أشد الدول الإفريقية عرضة لتلك الأنشطة . وقد أشارت إحصائيات رسمية تنزانية صدرت في يونيو 2015 إلى أن عدد الفيلة في تنزانيا انخفض بشكل حاد إلى 43521 فيلا، بانخفاض نسبته حوالي 60 في المائة عن العدد المسجل في المسح الذي أجري عام 2009. كما حذر الصندوق العالمي للطبيعة من أن الفيلة قد تنقرض بحلول عام 2022 في محميات تنزانيا التي تحرص حرصا كبيرا للغاية على حماية الفيلة وغيرها من الحيوانات البرية.