مقابلة خاصة: رئيس وزراء مصر الأسبق: اتوقع طفرة كبيرة في العلاقات الاقتصادية مع الصين

القاهرة 15 أكتوبر 2017 / اعتبر الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المصري الأسبق، أن العلاقات السياسية بين مصر والصين "جيدة جدا"، وتوقع أن تشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين طفرة لتتواءم مع مستوى وجودة العلاقات السياسية.

وقال شرف، إن " هناك إمكانات وفرص للتعاون على مستوى عال بين مصر والصين، فالعلاقات السياسية شهدت طفرة بوصولها إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية، والعلاقات الاقتصادية يجب ان ترتفع لمستوى العلاقات السياسية".

وأضاف " اعتقد أن هذا سيتحقق في الفترة المقبلة خصوصا في ظل وجود إرادة سياسية لإحداث طفرة اقتصادية ستترجم في الفترة المقبلة في مستوى أكبر للعلاقات الاقتصادية".

وأوضح أن تعزيز التعاون الاقتصادي يأخذ وقتا، لكن طالما أن البلدين يؤمنان بهذا الهدف فإنه سيحدث.

وتابع أنه " طالما أن هناك (إيمان بـ) الفكرة (وهي رفع مستوى العلاقات الاقتصادية) يبقى التطبيق سيأتي"، مشيرا إلى أنه " تحت مظلة مبادرة الحزام والطريق ستكون هناك فرص أكثر" للتعاون بين مصر والصين.

وأردف " عندما أذهب إلى الصين أجد رغبة في التعاون، وتقدير لمصر، لكن العلاقات الاقتصادية تأخذ وقتا وستشهد طفرة كبيرة".

ورأى شرف، أن الصين حققت "ما يشبه المعجزة"، حيث أصبح اقتصادها الثاني عالميا، بل أنها كانت تحقق معدلات نمو عالية في وقت كان العالم يعاني من الركود.

وأضاف أن " الصين في موقف اقتصادي جيد تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ، وأنا كمهندس يمكن أن اتحدث لأيام وأسابيع عن الانجازات الهندسية التي شهدتها الصين من كباري وطرق وأنفاق وغيرها".

واستدرك " لكن أكثر ما لفت انتباهي بقوة في الصين هو الداخل القوي، حيث أصبح الشعب الصيني أكثر قربا من بعض".

وشرح شرف فكرة "الداخل القوى"، قائلا إن الحكومة الصينية استطاعت من خلال تطبيق سياستها الرامية للقضاء على الفقر أن تنمي الطبقة المتوسطة.

وزاد أن هناك عددا كبيرا جدا من الفقراء في الصين أصبحوا حاليا فوق خط الفقر، وأن ما نسبته 3 أو 4 % فقط من الصينيين مازالوا تحت خط الفقر حاليا، وتخطط الحكومة الصينية لرفعهم فوق خط الفقر في العام 2020، ما يعنى أن الصين تسبق متطلبات الأجندة الاممية الخاصة بالقضاء على الفقر في العام 2030.

وأوضح أن " الطبقة الوسطى في الصين تشهدا نموا هائلا، ففي 2016 أصبح حوالي 60 % من الصينيين يعيشون في الحضر مقابل 20 % في ثمانينيات القرن الماضي، ومن المخطط أن ترتفع النسبة إلى 75 % في العام 2030، وهذا يعبر عن قوة الطبقة المتوسطة".

وأشاد شرف بانفتاح الصين على الخارج، مشيرا إلى أن الصين تتبع سياسة تهدف إلى إحداث "تنمية مشتركة" من خلال مبادرة الحزام والطريق، بما يشكل محورا أساسيا نحو عالم جديد وعولمة جديدة أكثر رحمة بدلا من العولمة الحالية التي ينتشر فيها الهيمنة.

ورأى أن الصين " تتبع الدبلوماسية الاقتصادية، أي نساعدك وتساعدنا، وليس الدبلوماسية السياسية أو العسكرية التي تؤدى للتدخل في شؤون الآخرين".

وتوقع أن يستمر "الحلم الصيني"، مضيفا " أن تكون قوة عظمى سياسيا واقتصاديا تتطلب قبول الآخر لك، والشعوب بدأت تضج بالدبلوماسية المهيمنة التى تتدخل في شؤون الآخر"، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار إلى أن مبادرة الحزام والطريق سوف تساهم في تعزيز التعاون بين الدول المطلة على طريق الحرير، بما يؤدى إلى حدوث " تنمية مشتركة أو متناغمة" بين هذه الدول.

واستطرد أن " تكتل دول البريكس حقق إنجازا جيدا جدا، فما بالنا بتكتل يمثل 70 % من سكان العالم من خلال مبادرة الحزام والطريق، اعتقد أنه سيكون له تأثير كبير".

وأكد أن " العالم يشتاق إلى تنمية غير مشروطة تحت مظلة طريق الحرير، ولو تمت هذه التنمية سيعظم دور الصين".

ولفت إلى أن الوضع الاقتصادي القوي للصين يسهم في تعزيز ثقافتها ونشرها عالميا، في إطار مبدأ "إنسانية واحدة وثقافات متعددة"، حيث لا يمكن أبدا أن يكون هناك نظام عالمي سليم تهيمن فيه ثقافة معينة أو تفرض ثقافة على الآخر.