تحليل إخباري: ترامب يدفع باتجاه الإصلاح الضريبي لكن المشرعين الجمهوريين يختلفون على التفاصيل

واشنطن 18 أكتوبر 2017 / في وقت يدفع فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتجاه الإصلاح الضريبي، يبدو المشرعون الجمهوريون منشغلين بنزاعات تافهة حول التفاصيل، كما لو أنهم دجاج يتهافت على بعض الحبوب، الأمر الذي يثير تساؤلات حول إمكانية الجمهوريين في الحكم.

بعد 9 أشهر من تنصيب ترامب، لا يزال الجمهوريون في تشتت، رغم سيطرتهم على كلا مجلسي الكونغرس، والبيت الأبيض . هذه الخلافات والخصام بين أعضاء الحزب، جعلتهم يفقدون فرصة ذهبية لتمرير أجندتهم.

في الوقت الحالي، يدفع ترامب نحو إمرار مشروع إصلاح ضريبي كبير، في محاولة لإصلاح النظام الضريبي الذي يقول العديد من الاقتصاديين إنه يعيق الاقتصاد من العودة لعافيته بقوة أكبر منذ تعرضه للتردي عامي 2007-2008.

ولكن من يعترض طريق ترامب هم المشرعون الجمهوريون أنفسهم. حتى الآن ، لم يستطيعوا الاتفاق على تفاصيل الميزانية، التي ينبغي عليهم إمرارها قبل التوجه نحو الإصلاح الضريبي.

أحد المشرعين الجمهوريين، المختلف تماما عن زملائه الآخرين ، هو راند باول. هذا السيناتور، من ولاية كنتاكي، وجّه يوم الثلاثاء ، انتقادات للمرشح الرئاسي السابق السيناتور البارز جون ماكين، قائلا إنه والسيناتور المخضرم ليندسي غراهام، كلاهما "يستعرضان" نفسيهما كمحافظين.

وأضاف في لقاء تلفزيوني مع قناة C-Span الأمريكية "أشخاص مثل ماكين وغراهام ، يستعرضان كمحافظين، ولكنهما في الحقيقة ليسا كذلك، وينبغي استدعائهما ، لأنهما يفلسان بلدنا."

حول هذا الموضوع ، قال دان ماهافي، الباحث المخضرم ونائب رئيس، ومدير السياسات في مركز دراسات الرئاسة والكونغرس، في تصريح لـ((شينخوا))، "إن هذه الخلافات بين ماكين وغراهام وباول، تعكس الخلاف في الحزب الجمهوري حول المحافظة، والتمسك بعقيدة الحزب".

وأضاف "بالنسبة لباول، الميزانية تعكس خطرا أكبر للإنفاق غير المنصبط ، والعجوزات الأكبر".

وقال "اعتقد أن الحزب الجمهوري سيتمكن أخيرا من التوصل لاتفاق حول الميزانية، كنقطة بداية، لأنهم يعرفون أن عليهم تحقيق شيء من أهدافهم التشريعية قبل الانتخابات النصفية لعام 2018. وهذا يعني، الموافقة على أوسع قدر ممكن من بنود الميزانية، يكون أسهل كثيرا من مهمة أكثر تعقيدا وهي حزمة الإصلاح الضريبي مجتمعة."

أما الباحث المخضرم في معهد بروكنجز، ويست داريل، فقد صرح لـ((شينخوا)) قائلا إن "باول يريد تخفيض عجز الميزانية، وهو منزعج لأن زملائه الجمهوريين لا يشاركونه الرأي في هذا المنعطف."

وأضاف ويست "باول يعتقد بأن إصلاحات ترامب الضريبية ستفجر العجز، ما لم ترافقها تخفيضات كبيرة في الميزانية، بحيث لا تكون جزءا من الحزمة مجتمعة. لقد عبر عن اهتمامه بمعارضة الخفض الضريبي إذا تسبب بزيادة العجز."

في الحقيقة، إن باول يحظى باهتمام إعلامي كبير خلال سنوات، بسبب الدَين الأمريكي ، الذي تجاوز 20 تريليون دولار الشهر الماضي.

وقال ويست "إن الحزب الجمهوري معروف منذ القدم بأنه يحارب عجز الميزانية، ولكن معظم أعضاء الحزب يغمضون أعينهم تجاه هذا الأمر حاليا."

في هذه الأثناء ، يمضي الرئيس ترامب بخطط إمرار إصلاح ضريبي شامل. وفي حديث ليلة الثلاثاء في مؤسسة هريتيج(التراث) المحافظة، وهي بيت خبرة في واشنطن، قال الرئيس إن في صميم إصلاحه الضريبي "يوميا، الطبقة العاملة الأمريكية."

وأوضح أنه بحاجة للدعم التام من الجمهوريين بالكونغرس، من أجل الحصول على أصوات تسمح بتمرير التشريع، ولكنه أضاف بأن هذا التشريع سيكون "أكبر خفض ضريبي في تاريخ بلدنا."

وفقا للنظام الضريبي الحالي، غالبا ما يتم فرض ضرائب على الشركات مرتين، الأولى في الولايات المتحدة، والثانية بالبلدان التي تعمل فيها. ويقول مؤيدو الخفض الضريبي على الشركات إنه سيساعد في دفع منافسة هذه الشركات الأمريكية عالميا.

والشركات هي الأخرى تقول إن هذا الخفض سيساعدها في توفير فرص العمل داخل الولايات المتحدة.

أما منتقدو خطة ترامب للخفض الضريبي فيقولون إنها مجرد مساعدة ضريبية للأغنياء .

وقبل عدة أشهر، حاول ترامب إمرار مشروع قرار رئيسي لإلغاء قانون الرعاية الصحية المثير للجدل، والمعروف بـ(أوباما كير)، الذي تم تشريعه وتطبيقه في عهد الإدارة السابقة.

ولكن الجمهوريين فشلوا في الوقوف موحدين خلف هذا التشريع، حيث رفض مشرعون جمهوريون بارزون، دعمه . وبالنهاية، فشل مشروع ترامب بالمرور بالكونغرس. وإذا استمر الحال على هذا المنوال، فسيفقد الحزب الجمهوري مصداقيته في الفترة التي تسبق انتخابات الكونغرس العام المقبل 2018، حسب رأي الخبراء.