تقرير اخباري: الرئيس شي يعرض "الرحلة الجديدة" للصين في أول خطاب له خارج البلاد بعد المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني

/مصدر: شينخوا/  2017:11:11.10:17

    اطبع

دا نانغ، فيتنام 10 نوفمبر 2017 /في أول خطاب للرئيس الصيني شي جين بينغ خارج البلاد بعد المؤتمر الوطني التاريخي للحزب الشيوعي الصيني، عرض الرئيس "الرحلة الجديدة" للصين تجاه تحقيق دولة اشتراكية حديثة عظيمة وكذا الفرص التى تقدمها للعالم.

ووصف الرئيس شي "الرحلة الجديدة" بأنها تتجه نحو تعميق الاصلاح بشكل عام وإطلاق العنان للديناميكية من أجل التنمية ومواكبة العصر واستكشاف نمط جديد للتنمية وتحقيق تكامل أعظم مع العالم واقتصاد منفتح بمعايير أعلى وحياة أفضل للشعب ونمط جديد من العلاقات الدولية ومجتمع مستقبل مشترك للبشرية.

وقال الرئيس شي خلال خطابه الهام في قمة المديرين التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي آسيا-الباسيفيك في مدينة دا نانغ وسط فيتنام "خلال فترة الـ15 عاما المقبلة، ستتمتع الصين بسوق أكبر وتنمية أكثر شمولا."

وقال انه خلال تلك الفترة، من المقرر ان تستورد الصين بضائع بقيمة 24 تريليون دولار وتجذب استثمارات مباشرة بقيمة 2 تريليون دولار. كما ستحقق استثمارات خارجية بقيمة 2 تريليون دولار.

وفي نوفمبر العام المقبل، ستعقد الصين أول معرض اكسبو دولي للاستيراد في شانغهاي، حيث سيقدم منصة جديدة لتوسيع التعاون في السوق الصينية بين جميع الأطراف، حسبما أوضح الرئيس شي.

وقال الرئيس شي لقادة الأعمال "الصين لن تبطئ من خطواتها في الانفتاح"، مضيفا "سنعمل سويا مع الدول الأخرى من أجل خلق محركات جديدة للتنمية المشتركة من خلال إطلاق مبادرة الحزام والطريق."

ووعد الرئيس شي كل الشركات المسجلة في الصين بان تتم معاملتها على قدم المساواة، وان الصين ستمنح المزيد من السلطات لمناطق التجارة الحرة التجريبية من أجل تنفيذ الاصلاح، وستدرس فتح موانئ تجارة حرة.

وأشار الرئيس شي إلى ان الصين ستسرع وتيرة الاصلاح المؤسسي للحفاظ على البيئة والسعي نحو التنمية الخضراء والمستدامة وتنفيذ أشد نظام ممكن لحماية البيئة.

وقال إنه "بحلول 2035، سيكون هناك تحسن كبير في البيئة، وسيتم تحقيق هدف بناء صين جميلة."

كان الحزب الشيوعي الصيني عقد بنجاح المؤتمر الوطني ال19 الشهر الماضي، وأعيد انتخاب الرئيس شي، قائد ثاني أكبر اقتصاد فى العالم، الامين العام للجنة المركزية للحزب في الجلسة الكاملة الأولى للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، التي عقدت بعد مضي يوم من اختتام مؤتمر الحزب.

وتم وضع كافة الارشادات وبرامج العمل خلال المؤتمر التاريخي من أجل مستقبل التنمية للحزب والبلاد، ما يمثل خطة التنمية في الصين بين الوقت الحالي ومنتصف هذا القرن.

ومن المقرر لخطة الحزب الشيوعي الصيني -- التي حددها الرئيس شي -- ان تنتهي من تحقيق هدف بناء مجتمع مزدهر بشكل معتدل في كافة الجوانب بحلول 2020، وان تحقق التحديث الاشتراكي بشكل أساسي بحلول 2035، وان تطور الصين لتكون دولة اشتراكية حديثة عظيمة مزدهرة وقوية وديمقراطية ومتقدمة ثقافيا ومتناغمة وجميلة بحلول منتصف هذا القرن.

وخلال حديثة في قمة الابيك اليوم، قال الرئيس شي إن الصين تعمل بجد من أجل تحقيق الابتكار وجودة أعلى للنمو واستمرار ظهور أشكال جديدة من الأعمال واستخدام المزيد من الابتكار وتحقيق التوازن في التنمية في مختلف المناطق في الصين.

وأضاف "كل ذلك سيخلق المزيد من التأثير القوي والشامل وسيقدم المزيد من الفرص للتعاون وسيمكن المزيد من الدول للحاق بقطار التنمية الصينية السريع."

ووصل الرئيس شي إلى دا نانغ اليوم الجمعة من أجل حضور اجتماع القادة الاقتصاديين السنوي للابيك المقرر 10/11 نوفمبر الجاري تحت عنوان "خلق ديناميكية جديدة، وتدعيم مستقبل مشترك".

ويأتي اجتماع هذا العام على خلفية التحسن في الاقتصاد العالمي وتعافي التجارة والاستثمار العالميين، رغم المخاطر وعدم اليقين.

وخلال تبادله للملاحظات حول الاقتصاد العالمي، قال الرئيس شي ان العالم يشهد تغيرات عميقة في محركات النمو ونمط النمو العالمي والعولمة الاقتصادية ونظام الحوكمة الاقتصادية الدولية.

وحث أعضاء الابيك الـ21 على الاستمرار في تسريع وتيرة الاقتصاد المنفتح الذي يعود بالنفع على الكل، والسعي نحو التنمية التي يقودها الابتكار وخلق محركات جديدة للنمو وتعزيز الارتباطية وتحقيق التنمية المترابطة وجعل التنمية الاقتصادية أكثر شمولا وتوزيع منافعها على الشعوب.

ودافع شي عن أهمية العولمة الاقتصادية في خطابه، قائلا انها شاركت بشكل عظيم في النمو العالمي خلال العقود الماضية.

وقال "في الحقيقة، أصبحت توجها تاريخيا لا يمكن الرجوع عنه."

ولكنه اعترف بان العولمة الاقتصادية تواجه تعديلات جديدة من حيث الشكل والمضمون.

وقال "في السعي نحو العولمة الاقتصادية، علينا ان نجعلها أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا ومساواة، وكذا نافعة للجميع."

وأشار إلى ان الرياح المعاكسة الحالية التي تواجه العولمة الاقتصادية أغلبها تولد من فقدان الشمول في التنمية.

وقال "لا تزال هناك حاجة للعمل الجاد اذا كنا نريد عودة منافع التنمية على الدول في أنحاء العالم، ولذلك نحن نوجه أنظارنا صوب الواقع."

وجدد الرئيس الصيني شي جين بينغ دعوته إلى بناء منطقة تجارة حرة لمنطقة آسيا-الباسيفيك، قائلا انها حلم طال انتظاره لمجتمع الأعمال في المنطقة ويمكن ان تقدم دعما مؤسسيا لنمو اقتصاد منفتح في آسيا-الباسيفيك.

من ناحية أخرى، سلط شي مجددا الضوء على أهمية مبادرة الحزام والطريق الصينية.

وقال "المبادرة من الصين، وتعود بالنفع على العالم أجمع. كما انها تضرب بجذورها في التاريخ ولكنها موجهة نحو المستقبل. انها تركز على قارات آسيا واوروبا وافريقيا، ولكنها مفتوحة أمام جميع الشركاء."

وأضاف "أنا واثق من ان إطلاق مبادرة الحزام والطريق سيخلق منصة أوسع وأكثر ديناميكية للتعاون في منطقة آسيا-الباسيفيك."

الاشادة بالخطاب

في أعقاب قمة المديرين التنفيذيين لقمة أبيك، عقد الرئيس الصيني، وزعماء الأبيك، حوارا مع مندوبي مجلس الأعمال الاستشاري للابيك، وتبادلوا وجهات النظر حول الفرص الجديدة التي قدمها المؤتمر الوطني ال19 للحزب الشيوعي الصيني ومبادرة الحزام والطريق وموضوعات أخرى.

وأشاد رئيس بيرو بيدرو بابلو كوشينسكي الذي استمع لخطاب الرئيس شي خلال القمة بالخطاب.

وأخبر الرئيس شي خلال اجتماع موجز معه بعد الخطاب ان بيرو تولي أهمية كبرى للعلاقات مع الصين وتأمل في تعزيز التعاون متبادل النفع في مجالات البنية التحتية والاستثمار والطاقة والموارد المعدنية.

من ناحية أخرى، فإن تصريحات شي حول العولمة الدولية حظيت بإشادة من جانب المشاركين الآخرين.

وقال نجوين ثين تشي، عضو اللجنة التنفيذية لرابطة الصداقة الفيتنامية-الصينية في مدينة هو تشي مينه "في العموم، الصين، قوة اقتصادية، يمكن ان تقوم بإسهامات مهمة في الاقتصاد الإقليمي لذلك فإن منطقة آسيا-الباسيفيك أصبحت محركا كبيرا لدفع الاقتصاد العالمي وتحرير التجارة كما صرح الرئيس شي."

وأضاف "كثير من الشعوب في المنطقة يرغبون في إقامة اتفاقية التجارة الحرة لمنطقة آسيا الباسيفيك قريبا من أجل الاستفادة من التجارة والاستثمار بشكل منفتح وحر."

وقال سامي كتيلي، المدير التنفيذي لشركة (بي إي بي ستيل بيلدنجز) الكندية "الرئيس شي قال كلمة "شامل" في العديد من المرات، وأعتقد ان هذا أمر حسن"، مضيفا "النمو الاقتصادي لا ينبغي ان يكون مقيدا بدولة واحدة، يجب على المنطقة بأسرها الاستفادة من النمو الاقتصادي."

وقال مايكل دبليو ميكالاك، المدير الاقليمي لمجلس أعمال الولايات المتحدة-الآسيان "أؤمن بالتعددية، واعقتد ان العولمة تحدث الآن. انها تطور طبيعي للشركات والاقتصادات حول العالم."

واضاف "أعتقد اذا كان شي قادرا على جعل العولمة أكثر شمولا وأكثر عدلا وأكثر انفتاحا، فإن ذلك سيكون امرا رائعا."

【1】【2】