人民网 2017:11:17.09:06:17
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحليل إخباري: تهديد حوادث إطلاق النار لأرواح الأبرياء...خطأ أمريكا فهل لها تداركه؟

2017:11:17.08:14    حجم الخط    اطبع

بكين 16 نوفمبر 2017 /مرة أخرى.. شهدت الولايات المتحدة حادث إطلاق نار استهدف مدرسة ابتدائية شمالي ولاية كاليفورنيا يوم الثلاثاء أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، ويبدو للوهلة الأولى أن حصيلة القتلى هذه ليست كبيرة كالتي خلفتها حوادث مماثلة سابقة مدرجة في قائمة طويلة من حوادث إطلاق النار المأساوية، لكن الإحصاءات تكشف أن متوسط عدد من لقوا مصرعهم في حوادث متعلقة بالسلاح في أمريكا ارتفع ليصل إلى 93 شخصا من بينهم 32 قتلوا جراء إطلاق نار في الفترة ما بين عامي 2011 و2015. أما في عام 2016 وحده، فقد تجاوز عدد ضحايا السلاح بوجه عام في الولايات المتحدة 33 ألف.

وقد بدا جليا في السنوات الأخيرة أن وقوع حوادث إطلاق النار بات تيارا لا نهاية له يحتل نسبة كبيرة من الأخبار العاجلة التي تتناقلها وسائل الإعلام العالمية. ورغم ذلك نادرا ما تثير حوادث إطلاق النار التى تخلف قتيلين أو ثلاثة قتلى فقط القلق على الصعيد الداخلي الأمريكي. ولكن عند مقارنتها بالدول الأوروبية،يتبين أن تكرار وقوع هذا النوع من الحوادث في الولايات المتحدة يتجاوز حجم الهجمات الإرهابية التي تعاني منها القارة العجوز. ومع ذلك يظهر العام سام موقفا "متساهلا "و "غير مبالي" إزاء حوادث إطلاق النار، وهذا يصيب العالم بدهشة بالغة لأن حالة "الخوف" و"الرعب "الأمريكي أمام أي هجوم إرهابي تأتي مختلفة عن ذلك اختلافا جذريا.

ويظل السؤال الذي يدور في أذهان الكثيرين: لماذا تظهر الولايات المتحدة حيالهما موقفين مختلفين؟ رغم أن أرواحا بريئة عزيزة على قلوب أحبائها تزهق سواء في الهجمات الإرهابية أو في حوادث إطلاق النار. والإجابة تتخلص في التوجيه المتعمد من جانب المسؤولين في قطاعي السياسة والإعلام هناك.

أما السبب الرئيسي وراء هذا النوع من الحوادث لابد أنه يرجع إلى وجود ثغرة خطيرة في إدارة المجتمع الأمريكي، فهذا الكم الكبير والمتكرر من حوادث إطلاق النار الجماعي بالولايات المتحدة يكشف أولا عن اشتداد حدة الانقسامات الاجتماعية التي تتجسد في تصاعد الخلافات وتعمقها بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وثانيا عن تزايد حدة الانقسام الطبقي الذي يؤدى بدوره إلى ظهور أوجه عديدة من العنف المجتمعي.

ولاحظ دياو دا مينغ الخبير الصيني المتخصص في العلاقات الدولية تزايد التناقضات القائمة على نطاق واسع في المجتمع الأمريكي على نحو أكبر منذ بدء الأزمة المالية العالمية، قائلا "لقد صار من السهل على الذكور من البيض أو الأقليات في الولايات المتحدة التعبير عن غضبهم واستيائهم من خلال ارتكاب أعمال عنف."

أما فيما يتعلق بكل من السيطرة على السلاح وقوانين حمل السلاح التي يراها البعض متساهلة، فيصعب على النظام السياسي الأمريكي في الوقت الراهن حشد الرأي العام بما يكفي لإجراء إصلاح في هذا الصدد، في الوقت الذي يواجه فيه قوة مضادة لعملية السيطرة على السلاح، حيث تقف وراء قوة المعارضة هناك مجموعة المصالح الكبرى والمواقف المتعنتة داخل المجتمع الأمريكي تجاه حمل السلاح الذي يعتبره آخرون من حقوقهم الدستورية للدفاع عن أنفسهم.

ومن المنظور العالمي، تشكل الولايات المتحدة نحو 5% من سكان العالم، ولكنها تمتلك ما يتراوح بين 35 و50% من الأسلحة التي يحوزها مدنيون في العالم، وذلك وفقا لبيانات مشروع مسح الأسلحة الصغيرة. وهذا يعني أن الولايات المتحدة لديها أعلى مستوى من حيازة المدنيين للسلاح على وجه كوكبنا، حسبما أفاد مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة.

وللآسف، إن لم تصمم الولايات المتحدةعلى ضرورة إصلاح النظام الراهن، فمن المتوقع أن تسقط في حلقة مفرغة من الصدمات والتساهل، ثم الصدمات والتساهل.

وبحوادث إطلاق النار هذه، تقدم أمريكا صورة سيئة لها أمام العالم حيث لا تواجه المشكلة بشكل مباشر ولا تتخذ تدابير حازمة. ودائما ما تشغل انتباه شعبها بالقضايا الخارجية مع إهمال مسألة الإدارة الاجتماعية الداخلية في البلاد.

علاوة على ذلك،يمكننا القول إن السلاح هو السبب المباشر وراء هذه المآسي التي تقع مرارا على أراضي أمريكا،وليتكشف من ناحية أخرى كما يشير المحللون أن الحكومة الأمريكية تفتقر إلى توفير توعية جيدة ودعم اجتماعي وتسيء معالجة ثقافة العنف وذلك يؤدي بدوره إلى تشكل ما يسمى بـ"جين العنف" في الشخصية الأمريكية، الذي يمكن أن يتطور بدوره إلى عوامل عنف غير مرئية تفضى إلى وقوع المزيد من أعمال العنف.

ومن هناك، تنتشر عوامل العنف الموجودة في الثقافة الأمريكية إلى مناطق أخرى في العالم عبر التليفزيون والموسيقي والألعاب الإلكترونية والأفلام والإنترنت. فوفقا للإحصاءات الصادرة عن الاتحاد الوطني لمكافحة العنف التليفزيوني حول المحتويات المتعلقة بأعمال العنف في البرامج التليفزيونية الأمريكية عام 2014، فإن حوالي 37% من برامج التليفزيون الوطني في الولايات المتحدة تحتوي على عوامل عنف؛ و86% من برامج المسرح المنزلي تحتوي على عوامل العنف؛ و85% من البرامج على الشبكات التليفزيونية الأمريكية تحتوي أيضا على نفس العوامل.

فهل سيستطيع الشعب الأمريكي التخلص من تهديد حوادث إطلاق النار مستقبلا؟ هذا يتوقف على ما إذا كانت الولايات المتحدة لديها إصرار وعزيمة على تغيير وإصلاح الذات.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×