人民网 2018:06:18.15:27:18
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : النصف الأول من عام 2018 في الشرق الأوسط ... صراعات القوى الإقليمية والدولية أكثر احتداما

2018:06:18.10:01    حجم الخط    اطبع

بكين 17 يونيو 2018 / الضربة الأمريكية على سوريا، وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس...تلك هي أهم اللحظات التي لا يمكن إغفالها عند استعراض التطورات السياسية في الشرق الأوسط للنصف الأول من عام 2018، بل لابد أيضا من رصد تزايد حدة التنافس بين القوى الإقليمية الثلاث، إيران والسعودية وإسرائيل، على وقع سياسات ينتهجها ترامب منذ مجيئه إلى سدة الحكم.

وبدورهم يرى الخبراء الصينيون المتابعون للأحداث في منطقة الشرق الأوسط ذات القضايا الساخنة أن احتدام الصراعات وتشابكها هي الحالة المسيطرة على الوضع الحالي هناك. ويظل السؤال: كيف تستطيع المنطقة مواجهة تحدياتها وإلى أين سيتطور الوضع في المرحلة المقبلة؟

-- إيران .. مستقبل الاتفاق النووي بعد انسحاب واشنطن

أعلن الرئيس ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني رغم معارضة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا. وكان رد الفعل الإيراني غاضبا على المستوى الرسمي،إذ قام بعض أعضاء البرلمان الإيراني بإحراق العلم الأمريكي. وقالت إيران ردا على القرار الأمريكي إنها ستبدأ في تخصيب اليورانيوم، إن لم تتمكن الأطراف من الحفاظ على الاتفاق.

وفي الشهر الماضي، لم تنسحب إيران من الاتفاق أو تستأنف النشاط النووي على الفور، لكنها حاولت كسب تأييد أوروبا والصين وروسيا للإبقاء على الاتفاق. ومع ذلك، وفي ظل الهيمنة المالية الأمريكية، لا يستطيع المجتمع الدولي خلال فترة قصيرة تشكيل آلية فعالة لحماية مصالح إيران، ما يجعل دبلوماسية طهران أكثر ميلا إلى المغامرة مقارنة بذي قبل. ففي 4 يونيو الجاري، أعلن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي استئناف تخصيب اليورانيوم، في رد فعل من المتشددين المحليين أمام ضغوط داخلية وخارجية.

وأكد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف لمفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة ميغيل كانتي خلال جولته الأوروبية، أن الدعم الأوروبي للاتفاق النووي الإيراني غير كاف، مشيرا إلى أن انسحاب أمريكا من الاتفاق وضع مسؤولية أكبر على عاتق الدول الأوروبية للحفاظ عليه، ومطالبا الأوروبيين بزيادة الاستثمارات في إيران.

وفي الواقع، تعهد قادة الاتحاد الأوروبي منذ إعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق، تعهدوا بالسعي إلى الإبقاء على تجارة النفط مع إيران وحماية الاستثمارات الأوروبية في هذا البلد الشرق أوسطي، لكنهم أقروا بأن ذلك لن يكون سهلا.

وتحت ضغوط الولايات المتحدة، تكبد مناخ الاستثمار في إيران أضرارا بالغة. ففي الوقت الذي تعقد فيه الحكومات الأوروبية العزم على دعم الاتفاق النووي الإيراني، تبدو غير قادرة على منع الشركات الأوروبية العملاقة من مغادرة إيران. وتشمل قائمة الانسحاب شركة "توتال" الفرنسية للنفط وشركة "ميرسك" الدنماركية للنقل البحري وشركة "فينترسهال" الألمانية للطاقة. كما أوقفت شركة "بي أس أيه" الفرنسية لصناعة السيارات مشاريعها المشتركة في إيران. حتى أنه خلال هذا الأسبوع، أعلنت شركة "نايكي" للمنتجات الرياضية في اللحظة الأخيرة أنها لن تبيع أحذية رياضية للمنتخب الإيراني المشارك في مباريات كأس العالم لكرة القدم بروسيا.

وأشار تسو تشي تشيانغ، الباحث بمعهد دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة الدراسات الدولية بشانغهاي، إلى أن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني لا يزال غامضا. ومع تزايد الضغوط الناتجة عن العقوبات الأمريكية على إيران، فإنه إذا لم تحصل إيران على دعم كاف من بلدان أخرى، فقد تصبح سياستها أكثر تطرفا، وهو ما سيزيد من حالة عدم اليقين بالمنطقة.

-- إسرائيل .. قلق من نفوذ إيران واتفاقها النووي

لقد أثار اتساع النفوذ الإيراني بالمنطقة في السنوات الماضية قلقا بالغا لدى إسرائيل والسعودية. وكشفت التعقيدات السياسية والعسكرية في كل من سوريا واليمن تشابكا مستمرا للمصالح الدولية والإقليمية.

ومن جانبه، ذكر الدكتور عوفر إسرائيلي الخبير في السياسة الأمنية الدولية والشرق الأوسط، أنه من الصعب توقع احتمال حدوث مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران. ولكن في الوقت الحالي، لا يتفق تصعيد التوتر مع مصلحة إسرائيل كما أن إسرائيل لن تضيع فرصا لضرب الوجود الإيراني العسكري في سوريا، حيث يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دفع إيران إلى الانسحاب من سوريا.

في الواقع، قررت طهران الانسحاب من جنوب سوريا، لكن إسرائيل لا تزال مصرة على انسحاب إيران الكامل من هذا البلد الذي يعيش حربا منذ أكثر من 7 سنوات. بالإضافة إلى ذلك، حددت الولايات المتحدة 12 شرطا للتفاوض بشأن تقييد برنامج الصواريخ البالستية الإيراني.

وفي ظل الخلفية المتمثلة في كبر حجم الخلافات بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية الرئيسية الأخرى عقب اختتام قمة مجموعة الدول الصناعية السبع حيث تراجع ترامب عن موافقته على البيان المشترك الصادر في نهاية القمة، رأى الخبير الإسرائيلي أن إيران ستستغل هذه الخلافات للبحث عن التوازن الإستراتيجي، أما إسرائيل فستبذل مزيدا من الجهود الدبلوماسية لإقناع الدول الأوروبية بالتخلي عن مساعي إنقاذ الاتفاق.

وتحدث نيو سونغ الباحث بمعهد دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة الدراسات الدولية بشانغهاي عن ترحيب كل من السعودية وإسرائيل بموقف ترامب هذا، مضيفا بقوله إنه مع فشل الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب في العراق وسوريا وتورط إيران في الحربين الدائرتين في سوريا واليمن، باتت البيئة الجيوسياسية لكل من إسرائيل والسعودية تواجه تهديدا متصاعدا، لذا اعتبرت إسرائيل نفسها "حليفا لا غنى عنه" بالنسبة لدول المنطقة في مواجهة إيران.

وأضاف أن سيناريو الاتجاه نحو حرب مباشرة ضعيف، حيث تدرك كل من إسرائيل وإيران خطورة الدخول في حرب مباشرة، لا سيما أن المحيط المجاور لكل من الدولتين يدفعهما إلى تجنب خيار حرب واسعة.

أما الصراع بين إيران والسعودية فقد انتقلت نقطة تركيزه إلى اليمن، حيث بدأت القوات الحكومية اليمنية مدعومة بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية يوم 13يونيو عملية عسكرية أطلق عليها اسم "النصر الذهبي" لاستعادة مدينة وميناء الحديدة من قبضة مسلحي جماعة الحوثي.

وقالت الحكومة اليمنية إن "تحرير ميناء الحديدة يشكل علامة فارقة في نضالنا لاستعادة اليمن من المليشيات التي اختطفته لتنفيذ أجندات خارجية"، معتبرة أن "تحرير الميناء يشكل بداية السقوط للمليشيا الحوثية وسيؤمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب وسيقطع أيادي إيران".

-- الصين .. الحفاظ على علاقات اقتصادية وتجارية مع إيران

قالت هان جيان وي، الأستاذة بمعهد دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة الدراسات الدولية بشانغهاي إنه منذ فترة طويلة، لم يكن للصين مصالح سياسية في منطقة الشرق الأوسط أو تبادلات اقتصادية معها. ولكن مع دخول المزيد من الشركات الصينية إلى المنطقة، أصبح استقرار وسلام الشرق الأوسط يحملان أهمية أكبر بالنسبة للصين. وفيما يتعلق بالقضية النووية الإيرانية، يمكن للصين أن تضطلع بدور بناء في إطار منظمة شانغهاي للتعاون ومبادرة الحزام والطريق نظرا لضعف حيلة أوروبا حيال مسألة إنقاذ خطة العمل الشاملة المشتركة.

وأضافت هان جيان وي أن الصين، من ناحية، تدعم معارضة إيران للهيمنة الأمريكية والعقوبات أحادية الجانب من حيث الأخلاق الدولية، ومن ناحية أخرى، من المرجح أن تجد الصين وإيران أرضية مشتركة، خاصة حول إيجاد نمط جديد لمكافحة الهيمنة المالية الأمريكية. وقد تكون مبادلة العملات بداية جيدة. وسوف تواصل الصين، باعتبارها أكبر مستورد للنفط من إيران وأكبر شريك تجاري لها، الحفاظ على علاقات اقتصادية وتجارية عادية مع هذا البلد رغم العقوبات الأمريكية.

وكانت الصين وروسيا قد أعربتا في بيان مشترك صدر في مطلع الشهر الجاري عن أن الانسحاب الأمريكي مخيب للآمال وإنهما ستبذلان قصارى جهدهما لحماية الاتفاق وتوليان أهمية قصوى لحماية مصالح جميع الأطراف المشاركة في التعاون الاقتصادي والتجاري مع إيران.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×