人民网 2018:07:17.10:42:17
الأخبار الأخيرة

تحقيق إخباري: بعد سنة على استعادة الموصل لا تزال المؤسسات الصحية مدمرة

/مصدر: شينخوا/  2018:07:17.10:29

    اطبع
تحقيق إخباري: بعد سنة على استعادة الموصل لا تزال المؤسسات الصحية مدمرة

الموصل، العراق 16 يوليو 2018 /رغم مرور سنة على استعادة مدينة الموصل كبرى مدن الشمال العراقي من سيطرة ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) المتطرف، الا انها لا تزال تعاني من نقض كبير في الخدمات الطبية، ولولا جهود المنظمات الانسانية لشهدت المدينة كارثة انسانية بشهادة المسئولين والسكان المحليين فيها.

وقال زهير الاعرجي قائممقام الموصل (أعلى مسئول إداري بالمدينة) لوكالة أنباء (شينخوا) "إن الوضع الصحي في الموصل مأساوي فقد كانت لدينا خمس مستشفيات كبيرة ومتخصصة دمرت جميعها بالكامل بسبب التنظيم الارهابي الذي كان يستخدم بعضها سجون ومعتقلات وعندما تقدمت القوات العراقية فجر هذه المستشفيات، فضلا عن تدمير مستشفيات أخرى ومراكز صحية نموذجية".

وأوضح أن العمليات العسكرية ضد الارهاب أدت إلى تدمير العديد من المراكز الصحية، واصفا الوضع الصحي بانه صعب للغاية، وقال "بالتعاون مع المنظمات تم عودة 10 مستشفيات ومراكز صحية، لكن هذه المستشفيات والمراكز التي تم إعادة تأهيلها ما زالت الخدمات التي تقدمها أقل من اي مستشفى من المستشفيات الخمس التي كانت في الموصل قبل احتلالها من قبل التنظيم الارهابي".

وتابع الاعرجي "لو لا وجود المنظمات الانسانية التي تقدم الرعاية الصحية وتجري العمليات لأبناء مدينة الموصل لحصلت كارثة انسانية لعدم وجود اي مؤسسة صحية أثناء عمليات التحرير وبعدها"، داعيا منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى مساعدة أهالي الموصل في المجال الصحي الذي تعرض إلى تدمير كامل.

من جانبه، قال هيمن ناكراتنام مسئول بعثة (أطباء بلا حدود) في الموصل لـ (شينخوا) " الوضع الصحي في الموصل يواجه صعوبات كبيرة وتحديات جمة فمدينة يبلغ تعدادها 1.8 مليون نسمة ودمرت فيها تسع مستشفيات بالكامل من أصل 13 مستشفى، هي بحاجة ملحة لإعادة إعمار هذه المستشفيات لتقديم الرعاية الصحية لهم".

وأوضح أن 70 بالمائة من المؤسسات الصحية في الموصل فقدت قدرتها على تقديم المساعدات والرعاية الطبية للمواطنين، مبينا أن إحدى المستشفيات التي كان فيها 3500 سرير، حاليا يوجد فيها الف سرير.

وأضاف "مع عودة المزيد من السكان إلى منازلهم فانهم بحاجة إلى مزيد من الرعاية الصحية، وهذا يؤدي إلى زيادة الفجوة بين الإعداد والخدمات الطبية"، لافتا إلى أن الناس تعود لكن بدون توفر الماء والكهرباء وحتى سكن مناسب مع عدم وجود رعاية صحية وهذه مشاكل تواجههم، فهم بحاجة كبيرة للرعاية الصحية".

وأشار إلى أن منظمة (أطباء بلا حدود) لديها مستشفى في الجانب الشرقي ومستشفى أخرى بالجانب الغربي للموصل، مبينا أن 95 بالمائة من الحالات الطارئة التي تستقبلها المستشفى بالجانب الغربي هي نتيجة انفجار الالغام والعبوات الناسفة في منازلهم التي عادوا اليها.

ودعا ناكراتنام إلى مزيد من الدعم والاسناد للقطاع الصحي في الموصل الذي يحتاج إلى إعادة إعمار المستشفيات من جديد، مشددا على أن نوعية الماء وقلة الكهرباء والظروف البيئة كلها بحاجة إلى معالجة لانها تؤدي إلى مزيد من تراجع الوضع الصحي في الموصل.

وتابع "نحتاج إلى كل أنواع الدعم من أقسام الطوارئ ووحدات طبية لإجراء العمليات ونحتاج ايضا إلى أقسام لمعالجة الأمراض النفسية التي اصيب بها العديد من السكان نتيجة فقدان اعزاء لهم"، متعهدا بزيادة برامج منظمته قريبا بالتركيز على زيادة اجراء العمليات الجراحية أو الاصابات التي اجريت لها عمليات سابقا لكنها تحتاج إلى إعادة اجراء عمليات مرة أخرى.

وحذر المسئول الانساني من حصول كوارث في الموصل قائلا "اذا لم تبدأ عمليات إعمار المؤسسات الصحية وتوفر الحاجات الاساسية من الاجهزة والمعدات الطبية سوف نواجه المزيد من التحديات والكوارث، نحتاج إلى البداية في إعمار المؤسسات الصحية في الموصل".

إلى ذلك، قال سرود سعاد نافع مدير مركز اربيل لإعادة التأهيل البدني في اللجنة الدولية للصليب الأحمر لـ (شينخوا) يقدم مركزنا خدماته لمحافظات كردستان الثلاث (اربيل والسليمانية ودهوك) والمحافظات المجاورة لها وهي محافظتي نينوى وكركوك، ولكن في السنوات الأخيرة عندما بدأ النازحون بالقدوم إلى اربيل من سوريا ومن نينوى ومن الانبار قمنا بتقديم الخدمات لهم".

وأضاف "في السنوات الأخيرة قدمنا خدمات لأكثر من 1300 نازح وأكثر من 200 لاجيء، بالاضافة إلى فعالياتنا الاعتيادية المتعلقة بتقديم الخدمات للمعاقين في منطقة كردستان"، مبينا أن المركز يجهز المعاقين بأطراف مثل الارجل والايادي والكفوف التي يقوم بتصنيعها في الورشة الخاصة به، فضلا عن تقديم الكراسي الخاصة بالمعاقين بمختلف أنواعها والادوات المساعدة لهم.

وفيما يخص الموصل، قال نافع "إن الموصل تعاني من نقص كبير في مجال توفير الأطراف، وسكانها بحاجة كبيرة لهذه الاطراف بسبب عمليات ارهابية نفذها التنظيم المتطرف، لذلك قدم الينا الكثير من المعاقين بعد التحرير واستفادوا من الخدمات التي نقدمها".

وتابع "أكثر من الف معاق من الموصل أو المناطق المحيطة بها تلقوا مساعدات واستفادوا من الخدمات التي نقدمها"، مضيفا "من أجل تقليل معاناة المعاقين ونتيجة صعوبة وصولهم إلى اربيل نقوم حاليا ببناء ورشة للأطراف داخل الموصل، وسوف تباشر عملها خلال شهرين أو ثلاثة".

وأشار إلى أن القادمين من الموصل يقدم لهم المركز قسما من أجور النقل فضلا عن توفير الإقامة للمعاق ومرافقه وتقديم الطعام لهم والاستفادة من جميع خدماتنا من حيث الأطراف التي يحتاجونها مجانا".

وأكد نافع أن الحرب في الموصل أدت إلى زيادة عمليات البتر الامر الذي أدى إلى ارتفاع عدد الحالات البتر التي يستقبلها المركز، مشيرا إلى أن المركز ما يزال يستقبل بشكل يومي حالات جديدة يعاني اصحابها من بتر في الساق أو اليد أو لديهم أطراف لكنهم يمشون بصعوبة فيقوم كادر المركز بأخذ قياسات لهم وتزويدهم بأطراف جديدة تتناسب مع حاجاتهم، بالاضافة إلى تزويدهم بالكراسي التي تناسب وضع كل واحد منهم.

المرضى ومعاناتهم المستمرة

وأكد المريض صكر بدر (26 سنة) والذي يرقد في مستشفى (أطباء بلا حدود) بالجانب الشرقي للموصل أن معاناته ما زالت مستمرة، معربا عن تقديره وامتنانه للخدمات التي تقدمها هذه المنظمة الانسانية التي أعادت اليه الأمل بالشفاء والعودة لممارسة حياته الطبيعية.

وقال بدر الذي اصيب اثناء المعارك لـ (شينخوا) "هربت في ليل 15 يونيو العام الماضي انا وزوجتي وطفلي واصبت برصاص قناص داعشي، ولم اعد اقدر على السير، فقامت زوجتي بوضع الطفل جانبا وسحبتني إلى أن اوصلتني للخطوط الامامية لقوات مكافحة الارهاب التي قامت بنقلي إلى مستشفى عسكري وأجرى لي عمليات تنظيف للعظم والجرح ثم نقلت إلى مخيم حمام العليل جنوب الموصل وبقيت هناك لمدة ثلاثة اشهر ولعدم وجود خدمات طبية جيدة اضطررت اجراء عمليتين في ساقي بمستشفيات خاصة لكنها فشلت".

وتابع "بعدها راجعت منظمة (أطباء بلا حدود) التي اجرت لي العديد من الفحوص وقدمت لي الرعاية الطبية واعطوني موعدا لمراجعتهم في هذه المستشفى وفعلا حضرت إلى المستشفى وسوف اقوم بعملية في ساقي كون العظم متهشم ما أدى إلى حصول اعوجاج في ساقي".

وأفاد بأن ادارة المستشفى اخبرته بانها ستجري له العملية وفي حالة حاجته إلى عملية أخرى أكثر تعقيدا سيتم نقله على حساب المستشفى إلى مشفى خاص بالعاصمة الاردنية عمان.

وخلص إلى القول "هذه المنظمة قدمت لي خدمات كثيرة واصبح لدي أمل بان امشي على قدمي من جديد واعود إلى ممارسة حياتي الطبيعية واستأنف عملي لكي اقوم باعمار منزلي المدمر وارعى طفلي وزوجتي، انا مدين طوال حياتي لهذه المنظمة التي ساعدتني انا والكثير من أبناء الموصل، ولولا هذه المنظمة ربما انا والعديد قد تحولت حياتنا إلى جحيم".

في ردهة أخرى في نفس المستشفى يرقد الطفل انس البالغ من العمر 13 سنة والذي اصيب بشظية قذيفة هاون أثناء عمله بائع في أحد اسواق الموصل، اصابته في الحبل الشوكي للعمود الفقري ما أدى إلى اصابته بالشلل، ويعاني حاليا من تقرحات في الظهر كونه لا يقوى على الحركة، ما اضطر والدته إلى مراجعتها لمستشفى (أطباء بلا حدود) والتي استقبلته وتقوم حاليا بتقديم المساعدة له لشفاءه من تقرحات الظهر، حسب قول والدته.

وقال انس وهو مبتسم ل (شينخوا) "اتمنى ان اعود امشي والعب كرة القدم مع اصدقائي واذهب إلى المدرسة"، مضيفا ان "المستشفى يساعدني في الدراسة حيث يقوم شخص منهم بتدريس المواد الدراسية لى وانا هنا، هم اناس جيدون ويحبونني".

جدار الامنيات

في مستشفى (أطباء بلا حدود) بالجانب الشرقي لمدينة الموصل والذي قدم العديد من الخدمات للمدنيين وخاصة الذين اصيبوا بجروح جراء الهجمات الارهابية او العمليات العسكرية، يوجد جدار مطلي باللون الابيض عليه كتابات ورسوم وامنيات يقوم المرضى الذين يغادرون المستشفى بكتابتها عليه ويذكروا اسمائهم وتوقيعهم وتاريخ مغادرتهم للمستشفى ثم طبعة ليد المريض بعد ان يضعها في الاصباغ ليطبعها على الحائط.

معظم الامنيات المدونة على الجدار تقدم الشكر وتعبر عن تقديرها العالي لجهود منظمة (أطباء بلا حدود) التي قدمت لهم خدمات كبيرة وساعدتهم على الشفاء والعودة لممارسة حياتهم الطبيعة، كما اعرب البعض عن امنياتهم بعودة ذويهم المفقودين او اعادة اعمار منازلهم المهدمة، فيما اعرب اخرون عن امنياتهم بالحصول على وظيفة والشفاء التام لكل مريض.

وخصص المستشفى أحد كوادره لكتابة امنيات الاشخاص الذين لا يعرفون الكتابة، حيث يقوم المريض بقول امنيته ويقوم هذا الموظف بتدوينها على هذا الحائط ومن ثم يبصم عليها المريض بيده ويوقع عليها.

وجاء في امنية عمو صلاح التي كتبها في 14 مايو الماضي "اتمنى الشفاء العاجل لكافة المرضى الراقدين في المشفى، والشكر والتقدير لجهود كافة الكادر الذي يعمل في (أطباء بلا حدود) (شلع قلع، اي جميعا بدون اي استثناء)"، فيما كتبت عنود صايل "اتمنى امشي على قدمي وان احصل على قدم واوفي الديون"، وكتب احمد صالح "اخيرا مشيت على قدمي بفضل الله ثم أطباء بلا حدود شكرا لكم جميعا".

اما حسين شاكر فكتب "اتمنى ان يعود ابي وايضا اتمنى ان امشي "، فيما كتبت ورقاء محمد "اتمنى الشفاء والعودة إلى منزلي، شكرا لاطباء بلا حدود"، وكتبت طارقة طارق "اتمنى ان ارجع امشي على قدمي، شكرا لاطباء بلا حدود"، وكتبت مهدية "اتمنى ان يعود ولدي وان اقف على قدماي".

بعض المرضى من الشباب تمنى ان ينخرط في صفوف القوات العراقية لحماية البلاد من الاخطار فكتب مؤمل علاء "اتمنى ان اصبح ضابطا واحمي الوطن".

ان الامنيات التي كتبت على هذا الجدار تدلل على مدى التقدير العالي لجهود منظمة (أطباء بلا حدود) التي قدمت خدمات كثيرة لأهالي هذه المدينة التي تعرضت لدمار كبير، كما تعكس هذه الكتابات حجم المعاناة الانسانية الكبيرة التي تعرض لها المدنيون، وتعبر عن امنياتهم بحياة آمنة مستقرة بعيدة عن الارهاب والحرب.


【1】【2】【3】【4】【5】【6】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×