بكين 5 سبتمبر 2018 (شينخوا) تعمل الصين والدول الأفريقية على تعزيز التعاون في تنمية الطاقة النظيفة وتشكيل شبكة مترابطة للطاقة الكهربائية من أجل تحقيق التنمية المستدامة للقارة السمراء، حسبما ورد من منتدى حول التعاون الصيني الأفريقي في مجال الطاقة عقد يوم الثلاثاء على هامش قمة بكين 2018 لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي.
وطرحت الحكومة الصينية مبادرة لبناء شبكة مترابطة للطاقة العالمية تعمل على تزويد الطلب العالمي بالطاقة النظيفة والمتجددة في عام 2015، حظيت بترحيب واسع وتفاعل إيجابي من المجتمع الدولي.
وتم تأسيس منظمة التنمية والتعاون للربط العالمي للطاقة (جيدكو) في مارس 2016 ببكين، حيث أصبحت أول منظمة دولية تؤسسها الصين في مجال الطاقة، تضم حتى الآن أكثر من 500 عضو من حوالي 80 دولة ومنطقة على جميع أنحاء العالم.
وقال ليو تشن يا رئيس منظمة جيدكو، رئيس الاتحاد الصيني للمؤسسات الكهربائية، إن بناء الشبكة المترابطة للطاقة سيساهم في تحقيق التنمية المستدامة للقارة الأفريقية، كما يتوافق مع جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة للأمم المتحدة، وأجندة الاتحاد الأفريقي لعام 2063.
وأشار ليو إلى دخول القارة الأفريقية مرحلة جديدة من التنمية التي تتميز بالتصنيع والحضرنة والتكامل الإقليمي خلال السنوات الأخيرة، فيما تزخر بفرص جديدة وتحديات كبيرة في نفس الوقت، مؤكدا أن بناء شبكة مترابطة للطاقة سوف يقدم حلولا منظمة وخارطة طريق للعمل من أجل دفع عجلة التنمية المستدامة في أفريقيا.
وطرح ليو مجموعة من المشاريع لبناء شبكة الطاقة الأفريقية، تشمل إنشاء مجموعة من قواعد الطاقة النظيفة تعتمد على موارد الطاقة الكهرومائية الوافرة لأنهار الكونغو والنيل والنيجر وزامبيزي وموارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في شمالي وشرقي وجنوبي القارة.
كما اقترح الإسراع ببناء شبكات الطاقة الكهربائية والبنية التحتية ذات الصلة لتحسين توزيع الطاقة الكهربائية بشكل أوسع في كل الدول الأفريقية وداخل القارة وعبر القارات.
وعلاوة على ذلك، دعا ليو إلى تحقيق التنمية المتكاملة بين توليد الطاقة الكهربائية وصناعة التعدين من أجل توفير الطاقة الكافية والموثوقة لاستخراج الموارد المعدنية وصهرها على نطاق واسع في أفريقيا، واستبدال الطاقة الأحفورية والطاقة الحيوية الأولية بالطاقة النظيفة والمتجددة لحل مشكلة إمدادات الطاقة للشعوب الأفريقية .
من جانبها؛ قالت فيرا سونغوي، وكيلة الأمين العام للأمم والمتحدة، الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة لاقتصادية لأفريقيا في المنتدى، قالت إن 120 مليون شخص لا يزالون يعشيون في الظلام في القارة الأفريقية، في حين تعوق الصعوبات في استخدام الكهرباء وغلاء أسعارها نمو الاقتصاد الأفريقي إلى حد كبير.
وأضافت سونغوي أن تحقيق الأهداف الإنمائية في القارة الأفريقية لا يمكن بدون وجود الطاقة، وخطة لبناء الشبكة المترابطة للطاقة، وتنمية الطاقة النظيفة والمتجددة، ما سيوفر حلا ملموسا ومجديا للتنمية المستدامة والتصنيع الأفريقي، والعودة بفوائد عظيمة لتنمية الدول الأفريقية .
وقالت سونغوي إن الدول الأفريقية تتطلع إلى الاستفادة من التجارب والتكنولوجيات الصينية في بناء شبكة الطاقة الأفريقية، ما سيجلب المزيد من فرص التعاون بين الجانبين على مستوى الحكومات والشركات.
جدير بالذكر أن مجموعة شركات صينية تم تشكيلها من قبل اثنين من صانعي معدات توليد الطاقة رسميا، قد فازت مؤخرا بعقد مقاولة هندسية وبناء لمحطة طاقة تعمل بالفحم النظيف في مصر.
وستوفر الشركتان ست وحدات لتوليد الطاقة تعمل بالفحم النظيف، خالية تقريبا من الانبعاثات الملوثة، ستبلغ قدرتها الإجمالية 6.6 جيجاوات لمحطة كهرباء الحمراويين.
ومن المتوقع بناء محطة توليد الكهرباء على بعد 800 كيلومتر من القاهرة، عاصمة مصر، في غضون ست سنوات لتصبح أكبر محطة طاقة تعمل بالفحم النظيف في أفريقيا.
وفي الوقت نفسه، وقعت منظمة جيدكو مؤخرا اتفاقا بشأن إقامة شراكة تعاون استراتيجي مع الحكومة الغينية لتعزيز التعاون بين الصين وغينيا في قطاع الطاقة ودفع بناء شبكة مترابطة للطاقة في أفريقيا.
وقال الرئيس الغيني ألفا كوندي:"إن فكرة بناء شبكة مترابطة للطاقة في أفريقيا سوف تدفع تطوير واستخدام الطاقة النظيفة في أفريقيا على نطاق واسع تماشيا مع المبادرات الأفريقية لتنمية الطاقة المتجددة وأجندة الاتحاد الأفريقي لعام 2063.
فيما قال ليو تشن يا إن القارة الأفريقية التي تزخر بموارد الطاقة النظيفة تعد جزءا مهما للغاية لتشكيل الشبكة المترابطة العالمية للطاقة، إلى جانب مكانتها كمنطقة واعدة وناشئة أسهمت بالكثير لنمو الاقتصاد العالمي، مضيفا:"لنعمل معا لدفع التنمية المستدامة في أفريقيا وبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية."