وزير الخارجية الصيني: تعزيز السلام والمصالحة أفضل طريقة لإحياء ذكرى مانديلا

الأمم المتحدة 24 سبتمبر 2018 /قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي هنا يوم الاثنين إن الطريقة المثلى لإحياء ذكرى نيلسون مانديلا هي تعزيز روح السلام والمصالحة والمساواة والشمول التي دعا إليها الزعيم الجنوب أفريقي الراحل.

وبينما أكد على أن قيم مانديلا تفضي إلى قضية الأمم المتحدة، حذر وانغ من أن النزعة الأحادية والحمائية آخذة في الارتفاع، مما يشكل تحديا خطيرا للنظام الدولي الذي يركز على الأمم المتحدة.

وفي كلمة له أمام قمة نيلسون مانديلا للسلام في الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا وانغ المجتمع الدولي إلى الوقوف صفا واحدا تحت راية التعددية، ودعم الدور الأساسي للأمم المتحدة في الشؤون الدولية، وتوفير قابلية تنبؤ أكثر استقرارا لهذا العالم المضطرب.

وأثنى على مانديلا لالتزامه بالمفاوضات السياسية للنهوض بعملية السلام والمصالحة في جنوب أفريقيا، مشيرا إلى أنه صنع مثالا جديرا بالاقتداء لتلك البلدان والمناطق التي تعيش في الصراعات لتحقيق المصالحة الوطنية وإعادة الإعمار.

وتطرق وانغ أيضا إلى نصيحة مانديلا بأن القضاء على الفقر يحمي حقوق الإنسان الأساسية، مشيرا إلى أن العديد من مشاكل العالم تعود أسبابها الجذرية إلى الفقر، وأن المخرج الأكيد لذلك هو عبر التنمية.

وقال إن "العالم بحاجة إلى معالجة كل من الأعراض والأسباب الجذرية للصراعات، وتنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة، ومساعدة البلدان النامية على تحسين سبل معيشة شعوبها، وتعزيز قدراتها على التنمية، وبالتالي توفير الدعائم الأساسية لاستدامة السلام".

في الوقت نفسه، لفت كبير الدبلوماسيين الصينيين إلى أن مانديلا كان أحد مؤسسي العلاقات الجنوب أفريقية - الصينية، حيث قدم إسهاما هاما في العلاقات بين الصين وجنوب أفريقيا والعلاقات بين الصين وأفريقيا.

وقال وانغ إن "الصين وأفريقيا هما مجتمع مستقبل مشترك يسعى إلى تحقيق تعاون مربح للجانبين. وتعد الوحدة والتعاون مع الدول الأفريقية أساسا مهما من السياسة الخارجية للصين"، مشيرا إلى نجاح منتدى التعاون الصيني الأفريقي الذي عقد في بكين قبل وقت ليس ببعيد.

ودعا وانغ جميع الدول إلى اتخاذ مئوية مانديلا كنقطة انطلاق جديدة، وهذه القمة كفرصة جديدة للعمل معا لبناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية وعالم ينعم بسلام دائم وأمن عالمي.

وقبل انعقاد القمة، تبنت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أول قرار للجمعية العامة في دورتها الـ 73، يتضمن "الالتزام بإظهار الاحترام والتسامح والتفاهم والمصالحة بشكل متبادل في العلاقات".

وفي وقت سابق من يوم الاثنين، تم رفع الستار عن تمثال لنيلسون مانديلا في مقر الأمم المتحدة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يرافقه ماتاميلا سيريل رامافوسا رئيس جنوب أفريقيا، وماريا فرناندا إسبينوزا غارسيس رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويصور التمثال، الذي تم إهدائه من جنوب أفريقيا للأمم المتحدة، مانديلا بالحجم الطبيعي باسطا ذراعيه وترتسم على محياه ابتسامة دافئة وعريضة.

وولد مانديلا في عام 1918 وتوفي قبل خمس سنوات بسبب عدوى أصابت الجهاز التنفسي. وكان قد سُجن لمدة 27 عاما بسبب محاربته للفصل العنصري وأصبح أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا.