تعليق: الصين تشارك الرخاء بدلا من الاحادية

البداية الجيدة تعني اتمام نصف العمل. معرض الصين الدولي الأول للواردات الذي افتتحه الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الاثنين كان معرضا عالميا جاء في الوقت المناسب.

يستطيع المزيد من الصينيين الآن شراء منتجات عالية الجودة من الخارج، وذلك بفضل حملة الإصلاح والانفتاح التي استمرت على مدى العقود الأربعة الماضية، حيث باتت العلامات التجارية العالمية تنتشر في الشوارع المزدحمة سواء في إحدى المدن أو حتى في مطبخ منزل يقع في إحدى القرى.

لقد مكَّنت خدمات التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية المزدهرة الناس من الحصول على البنود المفضلة لديهم من أي ركن في العالم من خلال بضع نقرات بسيطة.

والآن؛ حان الوقت لتتوسع الصين وتصبح سوقا أكبر للجميع.

" إن زهرة واحدة لا تصنع ربيعا، بينما تجلب الأزهار المجتمعة في مزهرية كاملة الربيع إلى الحديقة" هذا قول مأثور كرره الرئيس شي في مناسبات دولية مختلفة.

لقد ورد هذا القول في تصريحات الرئيس شي في منتدى بوآو الاقتصادي عام 2013 ، قبل ان يكرره في خطابه بمقر اليونسكو في عام 2014، ومرة ​​أخرى في كلمته الرئيسة خلال حفل افتتاح معرض الصين الدولي للواردات.

وتؤكد المقولة المقتبسة من بيت شعري ورد في قصيدة صينية نُظمت قبل نحو 400 عام على رسالة الصين الراسخة للازدهار المشترك التي ما زالت قيد التنفيذ حتى اليوم.

يذكر ان معرض الصين الدولي للواردات كان فكرة طرحها الرئيس شي. وأحدث خطوة للصين من اجل تحقيق رؤيتها التنموية للجميع، وامتدادا لتدابير تنفيذ الفكرة التي بدأت منذ فترة طويلة.

وخفضت البلاد عدد التدابير المقيدة للاستثمار الأجنبي بنحو الثلثين في السنوات الأخيرة، كما خفضت الرسوم الجمركية ثلاث مرات في عام 2018 وأنشأت مقاطعة جزيرة هاينان بأكملها كمنطقة تجارة حرة.

بالإضافة إلى ذلك ، قال الرئيس شي يوم الاثنين إن الصين ستفتح المزيد من القطاعات أمام الاستثمار الأجنبي، كما انها ستتعامل مع الشركات الأجنبية بصورة عادلة وستستورد منتجات وخدمات بقيمة 40 تريليون دولار أمريكي في السنوات الخمس عشرة القادمة.

وجاءت جميع التحركات في وقت يواجه فيه العالم مخاطر وتحديات أكثر شيوعا، مثل الاحترار العالمي والفقر والتنمية غير المتوازنة والتطرف والإرهاب ، فضلا عن زيادة الحمائية التجارية.

إن جميع ما ورد من مشاكل يتطلب إيجاد حلول متعددة الأطراف. ومع ذلك، فإن النهج الحمائي الناشئ قلل من إمكانية التوصل إلى حلول عملية.

وفي كلمته الرئيسة، وصف الرئيس شي العولمة الاقتصادية بأنها "اتجاه تاريخي لا رجعة فيه".

لقد تم توضيح دعم التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف مرارا وتكرارا في مختلف المقترحات الصينية.

وفي الوقت الذي تكتسب فيه مبادرة "الحزام والطريق" زخما، قال الرئيس شي إن الصين ستسعى جاهدة لإبرام مبكر للشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية، علاوة على تسريع المفاوضات حول اتفاقية الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي، ومنطقة التجارة الحرة بين الصين واليابان وجمهورية كوريا.

وتعمل الصين على خلق أرضية مشتركة للتعاون، ويعد معرض الصين الدولي للواردات واحدا من بين مجموعة واسعة من السلع العامة العالمية التي تقدمها.

ومن المتوقع أن تحقق البلاد مزيدًا من التقدم ، بغض النظر عما إذا كان هذا مع الدول التي تحضر المعرض أو تلك التي ستأتي بعد ذلك.

وفي النهاية، كما قال شي في ختام كلمته الرئيسية ، "إنه ليس عرضا منفردا للصين، بل هو جوقة تشمل دولا من جميع أنحاء العالم."