人民网 2018:12:14.09:11:14
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخباري: أطفال الموصل الذين ولدوا خلال سيطرة داعش ما يزالون بدون هويات رسمية

2018:12:14.09:14    حجم الخط    اطبع

الموصل، العراق 13 ديسمبر 2018 / بعد عام ونصف على استعادة الموصل كبرى مدن الشمال العراقي من سيطرة التنظيم المتطرف ما يزال العديد من اطفالها الذين ولدوا خلال سيطرة التنظيم بدون هويات ووثائق رسمية الامر الذي اثار مخاوف اهلهم من حرمانهم لابسط الحقوق واهمها التعليم في المدارس.

هذه الحالة موجودة لدى المئات أو الالاف من العوائل الموصلية التي رزقت باطفال خلال سيطرة التنظيم المتطرف في يونيو عام 2014 ولغاية استعادتها في يوليو 2017، حيث امتنعت العديد من هذه العوائل من تسجيل ابنائها لدى سلطات التنظيم المتطرف لايمانهم بان هذا التنظيم زائل وهذه الوثائق سوف تسبب لهم المشاكل بعد عودة السلطات الحكومية.

وقال مثنى فاضل يونس (37 سنة) اب لطفلتين احداهما ولدت اثناء سيطرة التنظيم الارهابي على الموصل، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في منزله الذي استأجره في الجانب الشرقي من الموصل، بعد ان دمر منزله بالجانب الغربي "ان ولادة طفل للعائلة خلال فترة سيطرة تنظيم داعش مشكلة كبيرة، ومعاناة ومراجعات تستغرق الكثير من الوقت، لان وجود وثيقة من تنظيم داعش لدى اي مواطن تخلق له المشاكل والمصاعب، لدى الاجهزة الامنية".

واضاف وهو يحمل وثيقة ميلاد ابنته اسيل البالغة من العمر ثلاث سنوات "احمد الله انها خالية من اي ختم للتنظيم المتطرف، والا شكلت لدي مشكلة كبيرة"، مبينا انه استخرج هذه الوثيقة قبل ان يغير التنظيم المتطرف الوثائق التي كانت تستخدم من قبل السلطات الحكومة، لان التنظيم يعتبرها مخالفة لتعاليم الدين.

وأوضح انه راجع دائرة الجنسية لاصدار هوية احوال مدينة لابنته (بطاقة شخصية) لكنه صدم بما موجود هناك من تعقيدات واجراءات روتينية وازدحام كثير قائلا "ذهبت إلى هناك لكن الازدحام كثير جدا والاجراءات معقدة ومطولة، ما يجعلها تستغرق وقتا طويلا، وهذا يستوجب حضوري عدة مرات إلى دائرة الجنسية، وحضوري يعني توقفي عن العمل لذلك أجلت الموضوع لعدم امتلاكي الاموال".

ودعا يونس الجهات الحكومية إلى التدخل وتسهيل الاجراءات لاستخراج هويات للاطفال حتى لا يضيع مستقبلهم لان الطفل الذي لا توجد لديه هوية لا يمكنه التسجيل في المدارس، معربا عن امله في ان يحصل اولاده على تعليم جديد لكي يضمنوا مستقبلهم.

من جانبه، قال احمد عبدالموجود فتحي "إن مشكلتي معقدة، كوني تزوجت العام 2013 قبل سيطرة التنظيم المتطرف على الموصل، لكني لم اغير هويتي إلى متزوج في ذلك الوقت، والان وبعد ان رزقت بعدة اطفال ما ازال في الهوية أعزب (غير متزوج)".

واضاف عند مراجعتي لتغيير هويتي طلبوا مني هوية والدتي، ولان والدتي قتلت بانفجار اثناء عمليات التحرير، فيجب ان استخرج وثيقة وفاة لها اولا، وعند ذهابي إلى الدوائر الصحية المختصة طلبوا مني جثة والدتي حتى يصدروا لي وثيقة وفاة لها"، متسائلا "من اين أتي بجثة والدتي التي قتلت اثناء القصف وتحولت إلى اشلاء متناثرة لا اعرف اين مكانها.

وتابع والغضب والالم بادية عليه "ان التعقيدات وكثرة الاجراءات والروتين، وعدم امتلاكي للاموال لمراجعة الدوائر المختصة اجبرني على ترك قضية استخراج هويات لاطفالي، وهذا يهدد مستقبلهم لانهم لن يتمكنوا من الذهاب إلى المدارس، انا قلق جدا على مستقبلهم خصوصا وان اكبرهم يجب ان تدخل المدرسة في العام المقبل"، معربا عن امله بحل هذه المشكلة التي تعاني منها مئات او آلاف العوائل.

واوضح انه لم يقم بتسجيل اطفاله في المستشفيات خلال سيطرة التنظيم على المدينة لايمانه بان هذا التنظيم سيطرد عاجلا ام آجلا وقال " لم افكر مطلقا باستخراج وثيقة لاطفالي من التنظيم، حتى لا احسب على هذا التنظيم وحتى لا اقع في مشاكل واستجوابات من قبل الاجهزة الامنية".

واشار الى ان هناك آلاف الاطفال ولدوا في الموصل خلال سيطرة التنظيم وبعضهم حصل على وثائق من التنظيم، والبعض الاخر لم يراجع، والان اغلبهم لم يحصل على هويات من الدوائر الرسمية بسبب كثرة الاجراءات وتعقيدها، مبينا ان القليل من العوائل استخرجت هويات لاطفالها.

شخص كان جالس في امام بيت مدمر منه اجزاء كبيرة رفض الكشف عن اسمه، قائلا "سئمنا مراجعة الدوائر لاستخراج هويات لاطفالنا، بسبب التعقيدات وكثرة الاوراق المطلوبة، ومراجعة الدوائر الامنية والمحاكم لنثبت ان هؤلاء الاطفال هم ابنائنا، واننا ليس من مؤيدي التنظيم"، مضيفا "لو اننا ايدنا التنظيم الارهابي لما بقينا في منطقتنا رغم تهديد منازلنا وخسارتنا كل ما نملك".

وواصل حديثه قائلا "إلى الله المشتكى لانه لم يقدم لنا احد العون ويساعدنا في هذه القضية البسيطة حتى نضمن ذهاب اطفالنا إلى المدارس وحصولهم على التعليم".

وأوضح ان المشكلة ليست فقط بهويات الاطفال بل هناك مشاكل في قسائم ووثائق الزواج التي منحتها محاكم التنظيم وشهادات الوفاة وغيرها من الوثائق.

اخبرنا بعض اهالي المدينة القديمة وسط الموصل بان هناك العديد من العوائل قد فقدت مستمسكاتها الرسمية اما صادرها التنظيم لكي يستخدمها للهروب بعد تزويرها، او انها فقدت نتيجة هدم المنازل على اصحابها او حرقها، مؤكدين ان هذه القضية يعاني منها الكثير وخاصة سكان المدينة القديمة والاحياء التي شهدت تدميرا كبيرا.

إلى ذلك، قال الخبير الامني العميد المتقاعد عبدالله الجبوري" إن مشكلة اصدار هويات الاطفال الذين ولدوا اثناء سيطرة داعش يمكن تقسيمها إلى نوعين، الاول اطفال الدواعش، وهؤلاء مشكلتهم اكثر تعقيدا، لان ابائهم اما قتلوا او هربوا وبعضهم اجانب، ووفق القانون فان الطفل يتبع والده اي لا يجوز اصدار هوية عراقية له الا في حالات حددها القانون، والثاني الاطفال الذين يولدون وتضطر عوائلهم لاصدار شهادات ميلاد تحمل ختم التنظيم المتطرف".

وتابع "ان مشكلة الاطفال الذين يحملون وثائق عليها اختام التنظيم المتطرف يمكن معالجتها وحلها، من خلال جمع المعلومات من قبل الاجهزة الامنية المختصة وتدقيقها، وهذا ما يفسر اسباب تأخر اصدار الهوية لان الاجهزة الامنية تدقق موقف والد الطفل، لكي تعرف هل هو من المنتمين للتنظيم او المتعاونين معه، او مواطن عادي، وهذا يحتاج إلى وقت للتدقيق".

واضاف "اما الاطفال (اولاد الدواعش) فهؤلاء سيشكلون في المستقبل خطرا على الوضع الامني ليس في الموصل فقط بل في عموم العراق لان عدم امتلاكهم للاوراق الثبوتية والهويات الرسمية سيحرمهم من الحصول على التعليم والخدمات الصحية والاجتماعية كافة، الامر الذي يدفعهم إلى البقاء معزولين ويشعرون بانهم لا ينتمون لاي بلد ما يجعلهم عرضه للاستغلال من قبل التنظيمات الارهابية".

ومضى يقول "يجب تشكيل لجان مختصة من كل الجهات ووضع برنامج مكثف لاعادة تأهيلهم لانهم اطفال وليس لهم ذنب سوى ان ابائهم قد انتموا إلى التنظيم المتطرف، فهؤلاء الاطفال ضحية ويجب انتشالهم من هذا الوضع وعدم تركهم لقمة سائغة للجماعات الارهابية".

وسيطر التنظيم المتطرف على الموصل مطلع يونيو العام 2014 واعلنها عاصمة لما يسمى "دولة الخلافة" وفرض عليها قانونه الخاص والغى جميع القوانين الحكومية، الامر الذي أدى إلى تذمر سكان المدينة من تلك القوانين التي سببت لهم فيما بعد العديد من المشاكل.

وأعلن رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في العاشر من يوليو العام 2017 استعادة مدينة الموصل بالكامل من سيطرة التنظيم المتطرف، ورغم مرور سنة ونصف الا المدينة ما تزال تعاني من المشاكل التي سببها لهم التنظيم المتطرف.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×