تقرير إخباري: مصر وأمريكا تتبادلان الحرص على تعزيز الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة بومبيو للقاهرة

القاهرة 10 يناير 2019 /أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال لقائه اليوم (الخميس) وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حرص بلاده على تعزيز علاقات الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، وتعظيم التشاور معها بشأن مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك.

وقال المتحدث باسم الرئاسة بسام راضي، في تصريح صحفي، إن السيسي وبومبيو استعرضا مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث أكد الرئيس المصري موقف بلاده الثابت بضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية.

وأعرب السيسي، عن حرص مصر على التعاون مع الولايات المتحدة لبحث سبل إحياء ودفع عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

وتطرق اللقاء إلى ملف مكافحة الإرهاب، إذ أكد السيسي إصرار مصر، حكومة وشعبا، على مواصلة جهودها الحثيثة لمواجهة ودحر تلك الآفة، وتقويض خطرها أمنيا وفكريا.

كما شملت المباحثات أيضا عددا من الملفات الإقليمية، لاسيما تطورات الأوضاع في كل من ليبيا وسوريا واليمن، وجهود التوصل إلى تسوية سياسية لتلك الأزمات، بما يحافظ على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية، ويقطع الطريق أمام تحولها إلى مناطق نفوذ لقوى خارجية.

من جانبه؛ أكد بومبيو خلال اللقاء اهتمام بلاده بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع مصر، وتكثيف التشاور المشترك حول قضايا الشرق الأوسط، في ضوء الثقل السياسي والريادة التي تتمتع بها مصر في محيطها الإقليمي، بما يساهم في تحقيق الاستقرار المنشود لكافة شعوب المنطقة.

وهنأ الوزير الأمريكي، مصر على الافتتاح المتزامن لكل من مسجد "الفتاح العليم" وكاتدرائية "ميلاد المسيح" في العاصمة الإدارية، بما يعكس الجهود المصرية لتدعيم مبادئ التآخي والتعايش.

وأشاد بجهود السيسي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في مصر، الأمر الذي تجلى في الطفرة التنموية الملحوظة التي تشهدها البلاد.

واعتبر مصر شريكا مركزيا في التصدي لتحدي الإرهاب العابر للحدود، مشيدا بنجاح الجهود المصرية الحازمة والحاسمة في هذا الإطار.

كما عقد بومبيو جلسة مباحثات مع نظيره المصري سامح شكري، تناولت العلاقات بين البلدين.

وقال بومبيو خلال مؤتمر مشترك مع شكري، إن "مصر والولايات المتحدة تعملان معا لأجل تسوية القضايا الإقليمية وتحقيق التوازن في الشرق الأوسط، وسيتم اتخاذ الخطوات اللازمة في المبادرات التالية الخاصة بهذا الشأن".

وتطرق إلى برنامج الإصلاح الاقتصادي التي تقوم به مصر، معربا عن فخر الإدارة الأمريكية بما حققته القاهرة من تقدم في هذا الخصوص، مؤكدا أن بلاده ستستمر في تشجيع الاقتصاد المصري، وفتح فرص كبيرة للشركات الأمريكية للاستثمار في مصر.

وتابع أن "مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي تقوم بإجراءات إصلاحية ضرورية لتحقيق تقدم في قطاعي الاقتصاد والطاقة.. وهي خطوات مهمة يتم اتخاذها لتحقيق الرخاء للشعب المصري، وواشنطن مستعدة لدعم ذلك".

وشدد على أن بلاده "صديق قوي وداعم" لمصر.

بدوره، أبدى وزير الخارجية المصري سامح شكري تطلع بلاده إلى زيادة دعم الولايات المتحدة لمجمل الجهود الجارية في مصر نحو الانطلاق علي مختلف الأصعدة، بما في ذلك الأطر السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية.

وأعرب عن "التقدير للمساعدات الأمريكية المقدمة لمصر، والتي تخدم مصالح الجانبين بشكل متساو، وأهمية الحفاظ على وتيرتها بل وزيادتها على ضوء المتغيرات الجارية والتحديات التي نواجهها ونتصدى لها سويا خاصة ما يتعلق بدعم مصر في حربها الشاملة على الإرهاب، وهو الأمر الذي يعود بمنافع مؤكدة للجانبين ويحقق مصالح الأمن القومي لمصر والولايات المتحدة في آن واحد".

وأوضح شكري، أن "المباحثات تطرقت أيضا لمختلف أوجه تدعيم العلاقات الثنائية عن طريق زيادة وتيرة الزيارات على المستويات السياسية والفنية وتدعيم وتنويع أطر التشاور والتعاون المشترك؛ بما في ذلك الاتفاق على الإعداد لعقد الحوار الاستراتيجي بين البلدين في صيغة 2+2 بين وزراء الخارجية والدفاع في البلدين خلال هذا العام".

واستطرد أن المباحثات تطرقت كذلك إلى سبل تنمية التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، وأوجه الدعم الأمريكي للخطوات الجارية التي اتخذتها مصر على طريق الإصلاح الاقتصادي، فضلا عن استعراض الفرص الواعدة أمام الشركات الامريكية للاستثمار في مصر.

وأضاف شكري أنه "تم التطرق أيضا إلى قضية سد النهضة الإثيوبي والجهود التي تبذلها مصر من أجل التوصل إلى اتفاق ثلاثي يضمن مصالح مصر وإثيوبيا والسودان، من حيث توفير فرص التنمية لإثيوبيا دون الإضرار بمصالح مصر المائية وتجاوز الجمود الراهن في المفاوضات".

وعقب اللقاءات، زار الوزير الأمريكي كاتدرائية "ميلاد المسيح" في العاصمة الإدارية الجديدة، واستمع إلى شرح مفصل لمراحل بنائها التي استغرقت عامين.

وأبدى بومبيو، إعجابه بالكاتدرائية وشكلها المعماري والأيقونات القبطية المميزة التي تتزين بها، وكذلك الزمن القياسي الذي تم فيه تشييدها.

وتعد هذه الكاتدرائية الأكبر في الشرق الأوسط، وافتتحها الرئيس السيسي يوم (الأحد) الماضي عشية عيد الميلاد.

ويزور بومبيو القاهرة في إطار جولته فى المنطقة التي بدأها الثلاثاء الماضي في العاصمة الأردنية عمان، وتستمر حتى يوم 15 يناير الحالي.

وبالإضافة إلى الأردن والعراق ومصر، من المقرر أن يزور بومبيو في سياق جولته كلا من السعودية والبحرين والإمارات وقطر وسلطنة عمان والكويت.