أعضاء الأمم المتحدة يدعون إلى اتخاذ إجراءات لضمان سلامة حفظة السلام

الأمم المتحدة 11 فبراير 2019 / دعت عدة دول أعضاء بالأمم المتحدة، يوم الاثنين، إلى خطط لضمان سلامة وأمن أفراد حفظ السلام.

وأبرز أحدث تقرير للأمين العام للأمم المتحدة، الذي قدمه خلال الجلسة العامة 258 للجنة الخاصة المعنية بعمليات حفظ السلام، التطورات الرئيسية في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مشيرا أيضا إلى أن تغير طبيعة الصراع قد عرضت قوات حفظ السلام إلى مخاطر أمنية عالية.

وتضاعفت تقريبا حالات الوفاة بين حفظة السلام النظاميين بسبب أعمال العنف في عام 2017، ارتفاعا من 34 في عام 2016 إلى 61 قتيلا، وهي أعلى نسبة مسجلة لعمليات حفظ السلام منذ عام 1994، وفقا للتقرير.

كما وجد التقرير أن التكلفة الإجمالية للسلامة المهنية والوفيات والإصابات والأمراض الصحية على المنظمة وعملياتها لحفظ السلام كانت حوالي 250 مليون دولار أمريكي سنويا.

ونيابة عن حركة عدم الانحياز، قال عمر القادري، نائب الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، إن قتل أفراد حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة وجميع أعمال العنف ضد هؤلاء الأفراد تشكل تحديا كبيرا لمصداقية عمليات الأمم المتحدة الميدانية وقدرة قوات حفظ السلام على الاضطلاع بولايتها.

ودعا الأمانة العامة إلى ضمان اتخاذ التدابير المناسبة لتحسين البنية التحتية المادية الأمنية للمخيمات.

ونيابة عن كندا وأستراليا ونيوزيلندا، أفاد الممثل الدائم لكندا لدى الأمم المتحدة، مارك-أندريه بلانشارد أنها تدعم بشدة إتباع نهج قوي في تقييم الأداء والمساءلة في الأمم المتحدة.

وذكر بلانشارد أن الهدف النهائي المتمثل في تعزيز الأداء يجب أن يكون لزيادة الفعالية الشاملة لعمليات حفظ السلام، لأن ذلك سيؤدي إلى تحسين سلامة وأمن المدنيين وحفظ السلام النظاميين على حد سواء.

بدوره، قال نائب ممثل الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، وو هاي تاو، إنه "ينبغي إيلاء مزيد من الاهتمام لسلامة قوات حفظ السلام"، مضيفا أنه على الأمانة العامة وبعثاتها صياغة قواعد أمنية بطريقة متكاملة، وتعزيز جمع المعلومات وتبادلها، وضمان وجود معدات وتدابير أمنية، وتعزيز قدرة الإسعاف الطبي على نحو فعال.

فيما دعا جيري ماتجيلا، الممثل الدائم لجنوب أفريقيا لدى الأمم المتحدة، إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة في عمليات حفظ السلام من أجل تعزيز سلامة وأمن أفراد حفظ السلام.

ولفت إلى أنه يتعين على الأمم المتحدة أيضا أن تعتمد استخدام التكنولوجيا الذكية وزيادة القدرات الرئيسية لتمكين قوات حفظ السلام من التصدي لأي هجوم من جانب جماعات مسلحة وغيرها من أشكال التهديدات غير النمطية التي تزداد انتشارا ضد عمليات حفظ السلام.

ووفقا لتقرير الأمين العام، فإن الأمم المتحدة وضعت خطة عمل في العام الماضي لتحسين أمن قوات حفظ السلام، وهي "أداة حاسمة للوفاء بالتزام الأمم المتحدة بضمان سلامة وأمن أفراد حفظ السلام"، وقد كانت "الأداة المركزية لتحسين أداء عمليات حفظ السلام في جميع جوانبها الهامة".

وأضاف التقرير أنه بغية تنفيذها، فإن بعثات حفظ السلام الخمس التي تشهد أعلى معدلات للوفيات منذ عام 2013 قد عينت فرقا متخصصة لدفع التفعيل على أرض الواقع.

وتشمل خطة العمل عددا من التدابير، مثل دعم البعثات للسلطات الوطنية في الملاحقات القضائية ضد الهجمات التي تُرتكب ضد حفظة السلام، أو إجراء إعادة دراسة لأماكن انتشار البعثات فيما يتعلق بالمواقع ذات الأولوية وتقييم التهديدات ودعم البعثة والاعتبارات الطبية وكذلك القدرات التشغيلية.

وذكر التقرير أن "هناك مؤشرات أولية على أن تلك الجهود بدأت تؤتي ثمارها، لكن يجب أن نظل يقظين، إذ أن التهديدات التي تجابه قوات حفظ السلام تظل مرتفعة للغاية".

وكان عدد القتلى نتيجة أعمال عدائية في الفترة من يناير إلى سبتمبر من عام 2018 أقل بنسبة 43 في المائة من الرقم المسجل في نفس الفترة الزمنية لعام 2017، كما سجلت فترة الستة أشهر ما بين يناير إلى يونيو 2018 انخفاضا قدره 60 في المائة في عدد الوفيات مقارنة مع فترة الستة أشهر السابقة ما بين يوليو إلى ديسمبر 2017، حسبما ورد في التقرير.