عون : التحذير الأمريكي من تنامي نفوذ حزب الله في الحكومة "يختلف عن الواقع"

بيروت 19 فبراير 2019 / اعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم (الاربعاء) أن التحذير الأمريكي من تنامي نفوذ حزب الله في الحكومة الحالية في بلاده، "يختلف عن الواقع"، مؤكدا أن ذلك "ليس صحيحا" على الصعيد السياسي والأمني.

وقال عون في تصريحات لدى لقائه بوفد من مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية اليوم بشأن التحذير الأمريكي من مخاطر حزب الله ونفوذه في الحكومة الحالية "هذه هي الرؤية الأمريكية، وهي تختلف عن الواقع".

وأوضح أن "حزب الله حافظ على وجوده السياسي السابق في الحكومة، وليس صحيحا أن نفوذه على لبنان يزداد".

وحظي حزب الله بحصة من ثلاثة وزراء في حكومة سعد الحريري، التي تشكلت في نهاية يناير الماضي بعد أكثر من ثمانية أشهر على تكليفه.

وتابع عون "ما يقال في الأوساط السياسية أحيانا في هذا السياق هو مجرد مزايدات".

وأضاف عون أنه "حتى على المستوى الأمني، حيث يقال أن للحزب نفوذا في الجنوب والبقاع، فلا سلطة أعلى من سلطة الجيش والقوى الأمنية، التي قامت مؤخرا بعمليات أمنية كبيرة في المنطقة وأرست الأمن والاستقرار".

وكانت سفيرة الولايات المتحدة في بيروت اليزابيت ريتشارد، قد أبلغت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، يوم أمس الثلاثاء قلق بلادها بشأن "الدور المتنامي في الحكومة لمنظمة لا تزال تحتفظ بميليشيا لا تخضع لسيطرة الحكومة"، في إشارة إلى حزب الله دون تسميته.

من جهة ثانية، جدد عون "رفض لبنان انتظار الحل السياسي لعودة اللاجئين السوريين لأنه أمر غامض"، متهما الدول الكبرى بعرقلة إعادة اللاجئين لسوريا.

وقال عون إن تجربة لبنان مع القضية الفلسطينية "لا تشجع"، لافتا إلى قضية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي اللبنانية "الذين لا يزالون ينتظرون الحل السياسي منذ سبعة عقود من الزمن ولا أفق له".

وأعرب عن "الخشية من أن يكون ما نشهده على حدودنا الجنوبية لجهة قيام كيان قومي يهودي يبرر ما يمكن أن يحصل في سوريا".

ورأى أن "المخاوف من تقسيم سوريا جدية، وما حصل مع القضية الفلسطينية دليل على ما يمكن أن يحصل".

واعتبر أن رفض قيام الحزام التركي الآمن في شمال سوريا، هو كلام منطقي لأن مثل هذا الحزام قد يؤدي إلى التقسيم، وهو أمر من شأنه منع عودة النازحين واللاجئين. وهذا أمر خطير جدا"، داعيا إلى قراءة الأحداث على المدى البعيد وعدم الاكتفاء بمواكبتها أو اللحاق بها".

وأعرب عن استغرابه لـ "مواقف بعض الدول الكبرى التي لا تقوم بأي جهد لاعادة اللاجئين ولا تريدنا في المقابل أن نعمل لتحقيق هذه العودة".

ورأى الرئيس اللبناني أن "القول بأن عودة النازحين السوريين إلى بلدهم غير آمنة هو أمر مبالغ فيه"، مشيرا إلى أنه "تمت إعادة 156 ألف نازح من لبنان ولم يتعرض أي منهم لمضايقات".

ويقيم في لبنان قرابة مليون و300 ألف نازح سوري، بحسب مديرية الأمن العام اللبناني.