人民网 2019:06:07.10:40:07
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق اخباري: صناعة الزجاج يدويا في سوريا تواجه خطر الاندثار

2019:06:07.10:17    حجم الخط    اطبع

دمشق 6 يونيو 2019 / في ورشة قديمة بعض الشيء بمنطقة الزبلطاني شرق العاصمة السورية دمشق، يمسك الستيني محمد حلاق بأنبوب مصنوع من الكروم ويقوم بحركات بهلوانية ليصنع من عجينة زجاجية مصهورة أشكالا مختلفة مدهشة.

ويجهد حلاق (62 عاما) مع شقيقيه وعدد من العمال في ورشتهم الصغيرة سعيا للحفاظ على استمرار تلك المهنة التي ورثوها عن الآباء والأجداد وباتت اليوم مهددة بالانقراض في سوريا مع انتشار مصانع تشكيل الزجاج الحديثة.

وقال حلاق، والذي يلقب بأبي نعيم، لوكالة أنباء ((شينخوا)) ، انه يقوم منذ 51 عاما بهذا العمل بعدما ورثه من أبيه الذي توفي منذ سنوات وكان "شيخ الكار".

"البداية، كانت في منطقة الشاغور شرق دمشق قبل الانتقال إلى خان الزجاج في منطقة الزبلطاني"، كما يقول حلاق.

ويمثل "خان الزجاج" تجمعا لعدد من المهن اليدوية التي اشتهرت بها سوريا عبر تاريخها.

ويدفع تعلق حلاق ومجموعة العمل معه بهذه المهنة وحبهم لها باستمرار حرفة أصبحت في حالة "موت سريري" وسينتهى أمرها قريبا كما يعتقدون.

وحتى الماضي القريب، كانت صناعة الزجاج يدويا من أهم الصناعات الحرفية، خاصة وأن الناس كانوا بحاجة ماسة إلى أدوات مختلفة للمطابخ من أكواب للماء إلى أوعية لتخزين الزيت وأنواع مختلفة من الطعام في بيوت الدمشقيين.

وفي ظل الانتشار الواسع لمصانع الزجاج في البلاد بالقرن العشرين، بدأت هذه المهنة اليدوية تفقد بريقها رويدا رويدا ، وأصبح انتاج العاملين بها مقتصرا على بعض القطع الفنية للسياح الأجانب.

ومع اندلاع الحرب في سوريا في عام 2011، كانت هذه المهنة أول من تأثر بالأحداث، وغادر معظم صانعي الزجاج البلاد أو تشردوا داخليا.

وتمر هذه الصناعة التقليدية بمراحل متعددة قبل أن تنتج قطعا فنية تخطف العيون من الوهلة الأولى.

وقال حلاق، إنهم يستخدمون الزجاج المكسور في صناعة الزجاج الجديد، لذلك من الناحية الفنية يقومون بـ"إعادة تدوير" الزجاج المكسور الذي يجمعونه من الشوارع أو من الأشخاص الذين يبيعونه.

ويتم وضع الزجاج المكسور داخل فرن لعدة ساعات كي ينصهر في درجة حرارة عالية جدا قد تصل الى 1200 درجة.

وبعد ذلك يتم صب القوالب من خلال أنبوب طويل يضعه العامل في فمه ويتم النفخ فيه لتتشكل الأواني الزجاجية الجديدة.

ويصف حلاق صناعة الزجاج المصنوع يدوياً بـ"المهمة الصعبة " والتي تحتاج إلى الكثير من الصبر وتحمل البقاء لساعات طويلة أمام حرارة الفرن.

وبالنسبة لحلاق، فإنه على عكس الأواني الزجاجية المصنوعة في الآلة، فإن الزجاج المصنوع يدوياً فيه روح وفن وإبداع.

ورغم صعوبة هذا العمل وتحدياته، يتمسك الرجل بمهنته التي "يحبها ولايجيد غيرها".

وأشار الى أن "هذه المهنة ذات طبيعة سياحية، لذلك عندما بدأت الحرب، كنا أول من توقف عن العمل والآن أصبحنا آخر من عاد".

وتحتاج المهنة لكى تنجو، كما يؤكد حلاق، إلى دعم مالي لمساعدة الناس على تعلمها ومساعدة أولئك الذين يعملون حاليًا لأن العديد منهم نزحوا من مناطقهم الأصلية.

ويخشى بشار خليل، وهو أحد العاملين في ورشة حلاق، من اندثار المهنة التي يعمل بها منذ 17 عاما.

وقال خليل (38 عاما) لـ((شينخوا)) "لقد بدأت أتعلم هذه المهنة منذ 17 عامًا وأحببتها وأصبحت مولعًا به ، لكن إذا اختفت هذه المهنة، فلن يكون لدي شيء آخر أقوم به".

ومع ذلك، أكد خليل أنه سيحاول مواصلة العمل وقال "سأبني فرنا صغيرا لأمارس هذه المهنة لوحدي".

وقال مصطفى (45 عاما) شقيق حلاق الأصغر، إن "هذه الصناعة جميلة، وتحتاج الى فن ومهارة عالية، والمنتجات التي تخرج من الزجاج تختلف كثيرا عن تلك القطع التي تخرج من الالات".

وأكد مصطفى أن "المهنة تعتمد على شطارة الحرفي الذي ينتج القطع الزجاجية "، مشيرا إلى أن معظم القطع الموجودة لديهم مخصصة للدول الغربية.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×