دوشنبه 16 يونيو 2019 / قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الأحد) إن الزيارة التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى قيرغيزستان وطاجيكستان فتحت فصلا جديدا لبناء نمط جديد من العلاقات الدولية ومجتمع مصير مشترك للبشرية.
وحضر شي خلال جولته التي استمرت خمسة أيام القمة الـ19 لمنظمة شانغهاي للتعاون في بيشكك والقمة الخامسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا في دوشنبه.
وقال وانغ إن هذه الزيارة كانت تهدف إلى تعزيز علاقات الجوار والصداقة والبناء المشترك للحزام والطريق وتدعيم روح شانغهاي وتوجيه التعاون بين دول آسيا.
تعزيز العلاقات
وذكر وانغ أن الصين ودول آسيا الوسطى، من بينها قيرغيزستان وطاجيكستان، تربطهما الجبال والأنهار ومصير مشترك.
وأضاف أن زيارة شي إلى قيرغيزستان وطاجيكستان أظهرت علاقات الصداقة الوثيقة بينه وبين رئيسي البلدين والمستوى الرفيع لعلاقات الصين مع الدولتين.
وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم تغيرات عميقة غير مسبوقة منذ قرن، تواجه الصين ودول آسيا الوسطى تحديات تنموية وأمنية مشتركة ويحتاج الطرفان إلى بناء علاقات تعاونية أوثق من أجل حماية أفضل للمصالح الخاصة والمشتركة.
وأشار الوزير إلى أنه في كل من قيرغيزستان وطاجيكستان، وقع الرؤساء على بيان مشترك بشأن زيادة تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة ووضعوا خطة جديدة للتنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية.
وفي قمة منظمة شانغهاي للتعاون، حث شي على بذل جهود متضافرة لجعل المنظمة آلية نموذجية للتعاون الإقليمي على خلفية الوضع الدولي المعقد.
وقال وانغ إن رؤية شي حصلت على ردود إيجابية من القادة المشاركين الآخرين، مضيفا أنهم اتفقوا أيضا على دفع روح شانغهاي وتدعيم التعاون في مجالات، من بينها الأمن والاقتصاد والتبادلات الشعبية، وحماية مبادئ العلاقات الدولية، ودعم بناء اقتصاد عالمي مفتوح، والدفع المشترك لتنمية أعظم للمنظمة من نقطة بداية جديدة.
ورسم شي خلال قمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا، تصورا لآسيا تتسم بالاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والأمن والاستقرار والتنمية والرخاء والانفتاح والشمول وكذا التعاون والابتكار.
وقال وانغ إن فكرة شي تمثل توافقا واسع النطاق بشأن اتجاه التنمية المستقبلية في آسيا وتثري مضمون ودلالة المؤتمر وتقدم إرشادا فلسفيا وتوجيهيا للتعاون الإقليمي.
دعم تعاون الحزام والطريق
وحث شي الدول الأعضاء خلال القمتين على تنفيذ التوافق الذي جرى التوصل إليه في منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي والمزيد من التضافر بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجيات التنمية الخاصة.
وقال وانغ إن مبادرة الحزام والطريق بدأت في آسيا الوسطى، مضيفا أن زيارات شي إلى قيرغيزستان وطاجيكستان أظهرت مرة أخرى أن الصين تتخذ تدابير ملموسة لدفع بناء الحزام والطريق من نقطة بداية أعلى.
وحيث إن البلدين من بين الداعمين والمشاركين الأوائل في تعاون الحزام والطريق، فإن تعاونهما مع الصين حقق نتائج مثمرة، وفقا لما قال.
وأوضح أنه خلال الأعوام القليلة الماضية، وقعت الصين على وثائق تعاون مع أغلبية ساحقة من الدول الأعضاء والدول المراقبة في أطر منظمة شانغهاي للتعاون ومؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا، للبناء المشترك للحزام والطريق، مضيفا أن استراتيجيات التنمية الخاصة بها حققت مواءمة تدريجية، وأن نتائج التعاون تظهر بشكل مستمر.
وقال وانغ إن شي تبادل وجهات النظر بعمق مع قادة آخرين بشأن كيفية تطبيق الإنجازات المهمة لمنتدى الحزام والطريق الثاني ودعم الارتباطية الإقليمية وتعزيز التنمية والتعاون وتوصلوا إلى توافقات كثيرة، وذلك خلال حضوره قمتي منظمة شانغهاي للتعاون ومؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا.
وأضاف أن ذلك ضخ زخما جديدا في البناء المشترك عالي الجودة للحزام والطريق.
حماية التعددية
وقال وانغ إن المنظمة والمؤتمر منصتان مهمتان للدبلوماسية الصينية.
وأشار شي خلال زيارته إلى أن الصين، كعضو في العائلة الآسيوية ودولة كبيرة مسؤولة في المجتمع الدولي، ستلتزم بقوة بمسار التنمية السلمية، متعهدا بعدم السعي مطلقا لتحقيق مصالح على حساب الآخرين.
وقال الرئيس إن الصين ستلتزم أيضا بالانفتاح وتحقيق المنافع للجميع وتقاسم فرص التنمية مع الدول الأخرى ودعم التعددية وحماية النظام الدولي المرتكز على القانون الدولي.
وأكد شي أن بلاده ستواصل دورها بانية للسلام العالمي ومساهمة في التنمية العالمية ومدافعة عن النظام الدولي، وستدفع بناء نمط جديد من العلاقات الدولية ومجتمع مصير مشترك للبشرية.
وقال وانغ إن وجهات نظر شي حصلت على فهم ودعم من جميع الأطراف الأخرى، مضيفا أنه هناك توافق عام على أن أفكار شي مرتبطة بشكل وثيق بالوضع الحالي وتقدم أجوبة على أسئلة رئيسية وتعكس الثقة القوية بالذات وتثبت إحساس الصين العالي بالمسؤولية في الشؤون الدولية.
وأضاف أن جولة آسيا الوسطى كانت خطوة أساسية من الصين لتدعيم الشراكات العالمية وتعاون الحزام والطريق والسلام والاستقرار في العالم، كما حققت الأهداف المتوقعة ونتائج مثمرة.