人民网 2019:08:02.10:45:02
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: من" البترو دولار" إلى عصر "البترويوان"...المنعرج الحاسم لسوق الطاقة العالمي

2019:08:01.11:00    حجم الخط    اطبع

بقلم ين سيونغ، باحث في معهد تشونغ سين لدراسات التنمية والإصلاح

قال وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنغر ذات مرة: "إذا تحكمت في النفط، فيمكنك التحكم في جميع البلدان، وإذا تحكمت في العملة، فإنك تتحكم في العالم بأسره". هذه المقولة تلخص فلسفة القوة لدى بعض النخب التي تختبئُ وراء الستار وتقوم بتشكيل السياسة الخارجية والداخلية للولايات المتحدة. بناءً على هذا التفكير الاستراتيجي، شجعت ادارة ترامب بعد توليها مقاليد السلطة بقوة على عمليات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة، حيث تفوقت على روسيا لتصبح أكبر منتج للنفط في العالم وستصبح قريبًا أكبر دولة مصدرة له. وقد أدّى ذلك إلى تغيريْن رئيسيين في خريطة الطاقة العالمية: أولاً، أدى استغلال الزيت الصخري إلى رفع التقديرات للاحتياطات النفطية. ثانياً، تعمل الصين التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة على تطوير مصادر جديدة للطاقة وتسعى جاهدة للتخلص من الاعتماد على الطاقة الأحفورية مثل النفط والفحم.

تعد المكانة الرائدة التي يتمتع بها الدولار احدى أهم ركائز الاقتصاد الأمريكي. وفي مارس من هذا العام، قامت الصين بفتح سوق العقود الآجلة للنفط الخام في شنغهاي مع تدشين مركز شنغهاي الدولي لتجارة الطاقة. وهو ما يعد حدثا بارزا يعني من زاوية نظرية بأن عصر احتكار "البترودولار" لعملية توجيه سوق السلع الرئيسية وسوق النقد قد انتهى. وبدأ عصر جديد يلعب فيه "البترو يوان" دورا مهما في النظام الدولي الجديد. وقد أشارت وسائل إعلام أجنبية إلى أن توقيت إدخال الصين لعقود النفط الخام المقومة باليوان قد تزامن مع النزاعات التجارية بين الصين وأمريكا. لكن في الحقيقة ان الصين قد ظلت تعدّ لهذه الخطة منذ 20 عامًا. 

بالنسبة للصين، يعدّ إدخال العقود الآجلة للنفط خطة متوافقة مع الاحتياجات التنموية للاقتصاد الصيني، وهو ما يمثل انعكاسا طبيعيا لمكانة الصين في تجارة النفط العالمية وتجسيدا لقوتها الشاملة.

ومن المعلوم أن انتهاء حاجة الولايات المتحدة لاستيراد النفط، سيقوض أساس الدولار الأمريكي كعملة لتسوية النفط. مما سيدفع الدول المنافسة للولايات المتحدة في انتاج النفط إلى البحث عن عملة بديلة للتسوية. وبفضل امتلاكها منظومة صناعية متكاملة وقدرتها على انتاج معظم الضروريات والمنتجات الصناعية، تعد الصين البديل الأفضل. لذلك فإن تدويل اليوان هو نتيجة حتمية لتشكل النظام الاقتصادي العالمي الجديد. لكن طرح "البترويوان" لا يعني استبدال الدولار الأمريكي، بقدر ما يعني التحوط من المخاطر التي قد تترتب عن انهيار البترودولار.

طبعا لا يمكن أن نتوقع تزعزع منظومة "البترودولار" خلال فترة قصيرة، لكن هذا الاتجاه أصبح أكثر وضوحا في الوقت الحالي، ويبدو أن السياسيين الأمريكيين قد انتبهوا إلى ذلك وباتوا يشعرون بالقلق. كما تثير مختلف أشكال العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على الدول الرئيسية المنتجة للنفط فكرة تخلص هذه الدول من السيطرة الأمريكية. وهو ما قد يدفعهم نحو بورصة شانغهاي للنفط الخام الآجلة المقومة باليوان.

يشهد تسعير النفط في التجارة العالمية خلال الوقت الحالي اتجاها نحو التراجع عن "البترودولار"، حيث يميل نحو جانب المشتري والتنوع. لكن يبقى من السابق لأوانه الحديث عن نهاية "البترودولار" أو الحديث عن بداية عصر استعمال "البترو يوان". ومع ذلك، ليس هناك شك في أن "البترويوان" سيؤثر بشكل فعال على نظام "البترودولار" الحالي ويعزز تنويع النظام النقدي العالمي، وبالتالي تسريع عملية تدويل اليوان. مما سيعزز تدفق المزيد من الاستثمارات على الاقتصاد الصيني، وهذا الاتجاه لن يتغير بارادة الولايات المتحدة. وكما قال جيمس ريكارد مؤلف كتاب “الموجة القادمة من الحرب النقدية العالمية"، "بعد مرور 43 عاما، بدأت العجلة تتراجع إلى الخلف، وفقد العالم الثقة في الدولار". 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×