تقرير إخباري: مصر تؤكد دعم جهود إحياء عملية السلام على أساس حل الدولتين خلال لقاء السيسي وكوشنر

القاهرة أول أغسطس 2019 (شينخوا) أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه اليوم (الخميس) جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، دعم بلاده لجهود إحياء عملية السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل على أساس حل الدولتين، بما يقود إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، في بيان على صفحته في (فيسبوك)، بأن السيسي استقبل صباح اليوم كوشنر، بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للمفاوضات الدولية جيسون جرينبلات، والمستشار السياسي لوزير الخارجية الأمريكي بريان هوك.

وشدد السيسي، خلال اللقاء على أن "مصر تدعم جميع الجهود الرامية للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، والدفع قدما بمساعي إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وفقا للمرجعيات الدولية، وعلى أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، بما يسهم في إعادة الاستقرار وفتح آفاق جديدة لمنطقة الشرق الأوسط".

وأبدى الرئيس المصري حرصه على الاستمرار في التنسيق والتشاور مع الإدارة الأمريكية حول سبل ترسيخ السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، خاصة في ضوء حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها المنطقة وما تمر به من أزمات متعددة.

بدوره، استعرض كوشنر خلال اللقاء الاتصالات التي تقوم بها الولايات المتحدة مع مختلف الأطراف في المنطقة، سعيا للدفع قدما بجهود إعادة مسار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأكد على الأهمية البالغة التي توليها بلاده للتشاور مع مصر في هذا الإطار، باعتبارها مركز ثقل لمنطقة الشرق الأوسط، ولما لديها من خبرات طويلة ومتراكمة في التعامل مع كافة الأطراف المعنية في هذا الخصوص.

وأشاد بـ "الدور الهام والجهود الكبيرة" التي تبذلها مصر لتعزيز أسس الاستقرار والسلام في المنطقة.

ويقوم كوشنر بجولة شرق أوسطية شملت حتى الآن إسرائيل والأردن ومصر، ومن المنتظر أن تقوده إلى قطر والسعودية والإمارات.

وتأتي جولة كوشنر بعد أكثر من شهر على ورشة البحرين، التي طرح خلالها كبير مستشاري الرئيس دونالد ترامب وصهره، الشق الاقتصادي لخطة السلام الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والمعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن".

ويرفض الفلسطينيون خطة واشنطن لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقاطعوا ورشة البحرين الاقتصادية، التي أقيمت على مدار يومي 25 و26 يونيو في المنامة.

ودعت منظمة التحرير الفلسطينية اليوم الدول العربية التي سيزورها كوشنر لرفض صفقة القرن بجميع تفاصيلها، معتبرة أنها "مشروع إسرائيلي" لتصفية القضية الفلسطينية.

وأكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان عقب اجتماع في مدينة رام الله بالضفة الغربية، اليوم ضرورة التزام جميع الدول العربية بمبادرة السلام العربية كما قررتها القمة العربية، التي انعقدت في بيروت عام 2002، وتوقف كافة أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال، مشددة على أن الشعب الفلسطيني لم يفوض أحدا التحدث باسمه أو التفاوض نيابة عنه.

وطالبت المسؤولين العرب في الدول التي تشملها زيارة الوفد الأمريكي، بالحديث بلغة واضحة، وهي رفض صفقة القرن الأمريكية بجوانبها السياسية والاقتصادية وجميع تفاصيلها.

واعتبرت اللجنة الصفقة الأمريكية "مشروعا إسرائيليا" في الأصل والأساس لتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني من خلال اختزالها إلى مجرد حكم إداري ذاتي تحت سلطة الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي في الضفة الغربية أو كيان سياسي هزيل في قطاع غزة.

وتهدف جولة كوشنر لحشد الدعم للخطة الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بحسب تقارير وخبراء.

ورأى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن كوشنر يسعى خلال جولته في المنطقة إلى تحقيق عدة أهداف، تشمل أولا جمع بعض الأموال لتحقيق الشق الاقتصادي لصفقة القرن، والذي أعلن عن تفاصيله خلال ورشة البحرين.

وكان كوشنر قد قال خلال الورشة التي عقدت في أواخر يونيو الماضي إن الشق الاقتصادي للصفقة يهدف إلى جذب استثمارات بقيمة نحو 50 مليار دولار في الأراضي الفلسطينية ومصر ولبنان والأردن، وخلق أكثر من مليون فرصة عمل للفلسطينيين، ومضاعفة إجمالي الناتج المحلي على مدار عشرة أعوام.

وأضاف فهمي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "كوشنر يريد أن يأخذ عدم رفض من الدولة العربية الرئيسية مثل مصر والسعودية على أي مسار أمريكي قادم (تجاه القضية الفلسطينية)، بحيث لا تعترض ولا تعيق هذه الدول المسار الأمريكي".

وتابع "ثالثا: كوشنر يريد من خلال جولته دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل الانتخابات المقبلة".

وأردف قائلا "رابعا: دونالد ترامب يريد تحقيق نجاح قبل الانتخابات الأمريكية القادمة في هذا الملف، خصوصا أنه لم يحقق نجاحات فى الملف الإيراني بجانب تعثر المفاوضات مع كوريا الشمالية، وبالتالي يريد النجاح في عملية الشرق الأوسط".

وأوضح فهمي، أن "موقف مصر تجاه الطرح الأمريكي (صفقة القرن) ثابت سواء قبل ورشة البحرين أو بعدها وحتى أثناء جولة كوشنر هو التأكيد على الثوابت المصرية فى التعامل مع القضية الفلسطينية، والتي تتركز على حل الدولتين، بما يقود إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية".

وأكد أن "القاهرة لديها تحفظات على صفقة القرن، حيث تحدث السيسي عن خيار حل الدولتين، بينما تتحدث أمريكا عن أنه لا حل إلا دولة واحدة (هي إسرائيل) وإقامة حكم ذاتي للفلسطنيين".

وفي مطلع مايو الماضي، روج كوشنر لخطة السلام المرتقبة دون الإشارة إلى حل الدولتين.

وقال كوشنر في حديث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى حينذاك :"إذا قلت دولتين فهذا يعني شيئا للإسرائيليين وشيئا آخر للفلسطينيين". "لذلك قلنا، كما تعلمون، دعونا لا نذكر ذلك. ولنقل فقط دعونا نعمل على تفاصيل ما يعنيه ذلك".

وشدد فهمي على أن "موقف مصر داعم وبقوة لموقف السلطة الفلسطنية"، مشيرا إلى أنه "لا يوجد جدوى من تفاوض الأمريكان مع أي طرف آخر.. وإذا لم يفاوضوا الفلسطينيين فلن تتم صفقة القرن نهائيا".

ورأى الخبير المصري أن "الدول العربية لن تقبل أي طرح أمريكي لا يتصل مع أهدافنا الرئيسية، التي تتمثل في حل الدولتين".

وتقاطع السلطة الفلسطينية، الإدارة الأمريكية منذ نهاية عام 2017 إثر إعلان الرئيس ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.