القاهرة 4 أكتوبر 2021 (شينخوا) أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة المصرية محمد منير، أن هناك "نقلة نوعية" في العلاقات الثقافية بين مصر والصين حيث يشهد التعاون الثنائي تطورا ملموسا، وأوضح أن بلاده تحاول تطبيق النموذج الثقافي الصيني الذي جعل للثقافة قيمة مضافة.
وزار منير، الصين ثلاث مرات تجول خلالها في مدن بكين وقوانغتشو وشانغهاي.
وقال المتحدث المصري في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، "لقد زرت الصين للمرة الأولى في عام 2008، حيث قدمنا العرض التاريخي (أوبرا عايدة) لمدة أربعة أيام على هامش أولمبياد بكين، والجميل أن أوبرا بكين كانت كاملة العدد أثناء هذا العرض وهو ما يؤكد ولع وحب الشعب الصيني للحضارة المصرية".
وأضاف أن الصينيين أصحاب حضارة عريقة ونحن أحفاد الفراعنة وكان هناك تلاقي للحضارتين، فخلال هذه الزيارة التي استمرت 15 يوما كنت مستمتعا جدا بطريقة العمل مع الصينيين.. وكان طلاب الفنون التطبيقية يأتون ليشاهدونا ونحن نصمم الملابس الفرعونية.
وتابع منير، أن "الزيارة الثانية كانت في أوائل عام 2017 لمدة سبعة أيام، حيث ذهبت إلى مدينة قوانغتشو في ختام العام الثقافي المصري الصيني الذي انطلقت بدايته في مدينة الأقصر المصرية بحضور القيادة المصرية والصينية ".
وأردف أن "الزيارة الثالثة كانت في ديسمبر 2019 لمدة 21 يوما وكانت بالنسبة لي زيارة ثقافية وعلمية رائعة انعكست على أسلوبي في العمل، ونقلت خبرات كبيرة جدا من الصين إلى مصر، وهذه الزيارة كانت عبارة دورة نظمتها وزارة التجارة والصناعة الصينية عن الصناعات الثقافية وذهبنا إلى مدينتي شانغهاي وبكين".
واستطرد أن "هذه الزيارة من أهم السفريات في حياتي لأني استفدت من التجربة الثقافية الصينية خاصة في الصناعات الثقافية، حيث استطاع الصينيون أن يجعلوا للثقافة قيمة مضافة من خلال تحويل المنتج الثقافي إلى منتج هادف للربح ودعائي للصين في نفس الوقت من خلال الأعمال التراثية لذلك كانت الزيارة تجربة ثقافية مفيدة جدا".
وقال منير، إن "الزيارة الأخيرة أتاحت لي الفرصة للتعرف على الحضارة الصينية بشكل أكبر خاصة أنها كانت تتضمن برنامجا لزيارة الأماكن السياحية والتاريخية، ورأينا كيف تحولت الصين خلال 40 عاما بفضل الحوكمة والحكم الرشيد إلى واحدة من أهم الدول الكبرى في العالم وثاني أقوى اقتصاد على مستوى العالم".
وواصل "لقد رأيت الصين بانبهار.. وفى كل زيارة أشاهد تطورا في الصين.. ونحاول أن نطبق التجربة الصينية والنموذج الثقافي الصيني في مصر".
وأضاف أن "هناك نقلة نوعية في العلاقات بين مصر والصين وطريقة التعامل وتبادل الخبرات بين البلدين خاصة أن الشعب الصيني ودود ومشابه للشعب المصري في كرم الضيافة وطبعا يحب العمل جدا".
ورأى المتحدث المصري، أن "العلاقات المصرية الصينية وطيدة ولها طابع خاص ومميز لأننا نتحدث عن حضارتين من أقدم من الحضارات في العالم"، واعتبر أن "التعاون الثقافي بين البلدين كبير وقوي وهناك حوار ثقافات بين الجانبين.. ويوم الخميس الماضي كنا نحتفل بمرور 65 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث قمنا بتنظيم حفلة موسيقية مشتركة مع الصين عبر شبكة الإنترنت وتم بثها على قناة وزارة الثقافة المصرية".
وشدد على أن "التعاون الثقافي بين مصر والصين شهد دون شك تطورا ملموسا في السنوات الأخيرة وهذا أمر واضح وبرز أكثر منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد"، قبل أن يضيف أن "تطور العلاقات بين القاهرة وبكين أدى إلى تكثيف التعاون في كل المجالات والحضور الثقافي الصيني في مصر أصبح له تأثير كبير"
ورأى منير، أن "هناك أوجه شبه بين الحضارتين المصرية والصينية فهما من أقدم حضارات التاريخ.. والشعوب التي لديها حضارة تستطيع أن تصنع المستقبل ومصر حاليا تقفز قفزة كبيرة جدا وتأثير التجربة الصينية ينعكس بشكل كبير جدا على التجربة المصرية".
وأردف أن هناك تشابها في صناعة الحرف بين الصين ومصر، واقترح تنفيذ مشروعات ثقافية مشتركة تفيد الجانبين كأن يتم إنشاء مركز للحرف التراثية الصينية والمصرية وإقامة ورش عمل مشتركة في المجال الفني سواء في قيادة الأوركسترا أو الباليه والفن الشعبي.
وأشاد المتحدث المصري بجودة اللقاحات الصينية، وقال "لقد أخذت لقاحا صينيا وهو لقاح آمن جدا بل أحد أفضل اللقاحات الموجودة" في العالم.