الجزائر أول نوفمبر 2022 (شينخوا) بدأت أعمال القمة العربية في دورتها الحادية والثلاثين اليوم (الثلاثاء) في الجزائر، بمشاركة عدد من القادة العرب، وذلك بعد غياب امتد لثلاث سنوات بسبب تداعيات جائحة كورونا.
وجرى افتتاح القمة بحضور رؤساء الجزائر عبد المجيد تبون، ومصر عبد الفتاح السيسي، وتونس قيس سعيد، والعراق عبد اللطيف رشيد، وموريتانيا محمد ولد الغزواني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالإضافة إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس جزر القمر غزالي عثماني، وجيبوتي إسماعيل عمر جيله، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود.
وفي خطاب تسليم الرئاسة الدورية للقمة إلى الرئيس الجزائري، دعا الرئيس التونسي إلى معالجة "أسباب الفرقة" في العالم العربي وتجاوز كل الأسباب التي أدت إلى الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية.
وأكد أنه بإمكان الدول العربية أن تؤسس في إطار الجامعة العربية "لمستقبل أفضل" للمنطقة العربية "بل للإنسانية جمعاء".
من جانبه، قال الرئيس الجزائري إن القمة العربية الحالية تنعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية "استثنائية بالغة التعقيد والحساسية" يغلب عليها "تصاعد التوترات والأزمات لا سيما في عالمنا العربي الذي لم يعرف في تاريخه المعاصر مرحلة في منتهى الصعوبة وباعثة على الانشغال والقلق، كما هو الحال في المرحلة الراهنة".
وأشار تبون إلى أن تعاظم التحديات الداخلية والخارجية الجسيمة التي يشهدها العالم بعد جائحة كوفيدـ19 وما تمخض عن هذه الظروف الدولية الاستثنائية الحالية "من تغيير في الموازين ومن تجاذبات وتفاقم ظاهرة الاستقطاب التي تساهم وبقدر كبير في تصعيد الأزمات مع تداعياتها على السلم والأمن الدوليين وتلقي بظلالها على العديد من الدول لا سيما في أمنها الغذائي".
ودعا تبون إلى "بناء تكتل اقتصادي عربي منيع يحفظ مصالحنا المشتركة".
من جهة أخرى، حذر الرئيس الجزائري من أن القضية الفلسطينية التي "تبقى قضيتنا المركزية الأولى، وفي صميم انشغالاتنا وعلى سلم أولوياتنا، تتعرض إلى مساعي التصفية... في ظل الصمت العالمي الرهيب".
وقال إنني "أتطلع أن يتم خلال هذه القمة إنشاء لجنة اتصالات وتنسيق عربية من أجل دعم القضية الفلسطينية، والجزائر على أتم الاستعداد لنقل هذا المطلب الحيوي إلى الأمم المتحدة للمطالبة بعقد جمعية عامة استثنائية لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".
ودعا إلى الإسراع في القيام بإصلاحات "جذرية عميقة وشاملة" لمنظومة العمل العربي المشترك حتى تتمكن الجامعة من الاضطلاع بدورها كأداة رئيسية للعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات ومواكبة التطورات التي يشهدها العالم إقليميا ودوليا.
من جهته، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في كلمة إن القمة العربية جاءت في وقتها حتى "نرتب أوراقنا ومواقفنا العربية"، مشيرا إلى أن المنطقة العربية تقع في قلب الأزمات وهي "ركيزة في معادلة إمدادات الطاقة والضحية الأولى" بشأن قضايا التغير المناخي المرتبطة بالجفاف والفقر المائي والأمن الغذائي.
وشدد على أن "إطفاء" الأزمات العربية المشتعلة "أصبح واجبا أكثر من أي وقت مضى"، مؤكدا أن الجامعة العربية التي هي "محصلة إرادات" الدول العربية "قادرة على التحرك إن توفرت الإرادة" مؤكدا بأنه من "أنصار تعريب الحلول".
وقال أبو الغيط "إننا نريد أن تكون القمة الحالية قمة لم الشمل بحق وهناك من البشائر بأن القمة ستواكب طموحات الشعوب العربية".
من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريش، في كلمة على دور جامعة الدول العربية "الحيوي" في تحقيق السلام والتنمية المستدامة في العالم.
وقال غوتيريش إن "عالمنا يواجه شدائد ومحن رهيبة، فالانقسامات الجغرافية السياسية تزداد وأوجه التفاوت تتعمق، والتعاون هو السبيل الوحيد للمضي قدما، وللمنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية دور حيوي تؤديه".
وأكد على أهمية "العمل معا للنهوض بالسلام والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان".
وقال إن القيادات العربية "قادرة باتحادها على تشكيل منطقة تحقق الاستفادة القصوى من إمكاناتها الهائلة، منطقة تركز على حل الخلافات من خلال الحوار المتجذر والمصلحة المتبادلة".
وتستضيف الجزائر على مدار يومين الدورة العادية الـ31 للقمة العربية التي يراد لها أن تكون موعدا للم الشمل وإحداث التوافق وتبني رؤية موحدة لتعزيز العمل العربي المشترك.
والتأمت القمة بعد غياب امتد لثلاث سنوات بسبب تداعيات جائحة كورونا.
وينتظر أن يتبنى القادة العرب في ختام القمة غدا الأربعاء مشاريع القرارات واعتماد إعلان الجزائر بعد جلستين مغلقتين.