人民网 2023:01:10.15:06:10
الأخبار الأخيرة

مقالة: اسباب وديناميكية استدامة نجاح الحزب الشيوعي في تنمية الصين

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2023:01:09.13:27

    اطبع
مقالة: اسباب وديناميكية استدامة نجاح الحزب الشيوعي في تنمية الصين
إعداد: مريم براهيمي

تنشر العديد من المقالات والدراسات والكتب والمواد الإعلامية والأكاديمية حول الصين في جميع أنحاء العالم، بشكل مكثف ودائم، يحاول معدوها تحليل ما وصلت إليه جمهورية الصين الشعبية من تحديث وما حققته من تنمية وقوة ناعمة وصلبة. اللافت أن الصين حققت ذلك بدون تراجع أو فوضى أمنية وسياسية. عززت التجربة الصينية السلام الاجتماعي لشعب متنوع من حيث الثقافات والاعراق، في وقت واجهت العديد من الدول النامية تحديات أمنية وسياسية واقتصادية، تسببت في توقف خططها التنموية وتراجع الوضع الاقتصادي فيها. قد تعود بعض هذه التحديات إلى بنية النظام والاقتصاد الدولي وما يفرضه ذلك من تبعية اقتصادية، لكن تؤكد تجربة الصين أن هذه الأسباب المهمة، تتراجع أمام عزم البلاد على تنفيذ استراتيجياتها التنموية في جميع المجالات.

لعب الحزب الشيوعي الصيني دورا محوريا في التنمية أو ما يعرف "بالمعجزة الصينية"، وحقق نجاحات استثنائية رغم التحديات المحلية والعالمية. ساهم قادة الحزب في بناء دولة مستقرة ومجتمع متماسك. يعتبر الانسان أو بالأحرى الشعب بشكل عام، الهدف الأساسي للتنمية التي تجاوزت مرحلة تحقيق الضروريات الإنسانية، إلى مرحلة الرخاء المشترك للجميع.

لم يعتمد الحزب الشيوعي الصيني خطابات قوية دون تنفيذ حقيقي على أرض الواقع. وبالنظر إلى أن الأحزاب السياسة والدولة هي أبنية مشكلة من الانسان والمجتمع، فإنها معرضة لظواهر سلبية وأخرى إيجابية. من بين الظواهر السلبية التي يكافحها الحزب الشيوعي الصيني بشكل معلن ظاهرة الفساد. وحققت الصين إنجازات مهمة في هذا الصدد.

بالرغم من حجم الصين الشعبية الضخم سواء من حيث الثروات البشرية أو البعد الجغرافي، إلا أن اهتمام الحزب الشيوعي الصيني بالتنمية لا ينحصر فقط في البعد المحلي، بل يهتم الحزب أيضا بمستقبل البشرية والتعاون المربح والتنمية المشتركة لجميع البلدان. يركز الحزب الشيوعي الصيني على فعالية معالجة التحديات العالمية ضمن مبادرة الحزام والطريق؛ الهادفة إلى تنمية "مجتمع مصير مشترك للبشرية". كل ما ذكر يطرح العديد من التساؤلات لعل أبرزها: ما هي أسباب نجاح الحزب الشيوعي الصيني للنهوض بالصين واستدامة تنميتها في ظل استقرار سياسي وأمني قوي في البلاد؟

أولا: سياسات الحزب الشيوعي الصيني وانجازاته:

كانت هناك شكوك منذ عقود بشأن مدى قدرة الحزب الشيوعي الصيني على مكافحة الفقر في البلاد وتنميتها، ولاسيما وأنها تضم اعلى عدد سكان على المستوى العالمي. بدأ الحزب الشيوعي الصيني في التحول من حزب قاد حركة التحرر الصينية، إلى الحزب الذي يقود مسار التنمية في البلاد. ركز دنغ شياو بينغ في الثمانينات على توجيه الحزب الشيوعي والشعب الصيني نحو مواجهة الفوضى ودعم الاستقرار. تم حينها إطلاق عملية تحديث الصين وتحويلها من مجرد دولة زراعية ، إلى دولة تتكامل فيها جميع القطاعات من مثل التكنولوجيا والصناعة، بمستويات تطور رائدة.

وصل معدل النمو الاقتصادي في البلاد إلى 9.7٪وارتفع نصيب الفرد من النتاج المحلي من 200 دولار إلى 3000 دولار في عام 2008. وتم رفع مستوى الحضر من 18٪ إلى 45٪. حقق قطاع الصناعة نموا ونجاحا كبيرا، كما كان تطوير قطاع البنية التحتية للبلاد ذو اولوية قصوى في التنمية . استطاعت الصين بناء منظومة نقل ومواصلات حديثة وواسعة. وتمكنت تدريجيا من التحول من الاقتصاد المخطط إلى اقتصاد السوق الاشتراكي.

يرتبط مسار البناء المستدام باستقرار الحزب الشيوعي الصيني وتطوره الدائم، بتركيزه على مصلحة الشعب والبلاد وليس المصالح الفردية أو مصالح حزبية ضيقة. بينت وثيقة عام 2021 التي صدرت بالتزامن مع مئوية الحزب الشيوعي الصيني، مبادئ عمله التي ميزته عن بقية الأحزاب السياسية في العالم. أصدرت دائرة الدعاية باللجنة المركزية للحزب في السادس عشر من أغسطس 2021، وثيقة بعنوان "الحزب الشيوعي الصيني: مهمته ومساهماته". تشتمل على خمسة فصول، جاء الفصل الأول تحت عنوان "خدمة الشعب بكل إخلاص"، الثاني بعنوان "تحقيق المثل العليا للحزب"، أما عنوان الفصل الثالث فتضمن "قيادة قوية وحوكمة قوية"، في حين جاء الفصل الرابع بعنوان "المحافظة على النشاط والحيوية".

قد تبدو العناوين واسعة ولكن كل محور يضم محاور أساسية، تشرح السياسات التي ستتبع ضمن مسار إصلاحي وتحديثي. يميز هذا التوجه الحزب الشيوعي الصيني بشكل خاص، لسعيه الدائم إلى التطوير والإصلاح داخل الحزب، وتصويب الأخطاء التي يتم رصدها. يمثل ذلك اهم الأسس التي دعمت استمراريته ونجاحه. يعتمد الحزب الشيوعي الصيني على هذه السياسة داخله وأيضا في الاستراتيجيات والسياسات المعتمدة في البلاد.

تطور الحزب الشيوعي الصيني على مدى المائة عام الماضية، من حزب يضم ما يزيد قليلا عن خمسين عضوا إلى أكبر حزب حاكم في العالم، بعدد أعضاء يتجاوز 95 مليون فرد. قام القادة على مر السنين والعقود، في مقدمتهم ماو تسي تونغ ودنغ شياو بينغ وجيانغ تسه مين وهو جين تاو وشي جين بينغ، بتكييف المبادئ الأساسية للماركسية مع واقع الصين وثقافتها ، وكان الاهتمام بخصوصية الصين أحد الأسباب الأساسية لنجاح الحزب الشيوعي في البلاد.

ثانيا: الاعتماد على التخطيط الاستراتيجي وليس الإدارة بالأزمات

اعتمد الحزب الشيوعي الصيني على التخطيط الاستراتيجي بالاستناد على معرفة الواقع الحقيقي وليس القرارات والسياسات الترقيعية والمؤقتة؛ التي تتأثر سلبا بالمعلومات المغلوطة عن حجم التحديات والمخاطر والمشاكل الحقيقية على جميع المستويات. ساهم العمل الجاد والحرص الدائم على الدقة في التقييم في دعم استراتيجيات الحزب للنهضة بالصين بشكل تدريجي وتطوري، الامر الذي مكن البلاد من استدامة التنمية والتطوير على جميع المستويات.

حاليا وبعد عقود من التنمية المتكاملة في الصين، نسمع عن رؤى مستقبلية يناقشها فلاسفة ومفكرون من جميع أنحاء العالم، تتوقع أن ان تصبح الصين القوة الأولى عالميا، وأن المعجزة الصينية والقوة الناعمة للبلاد ستصبح المحدد الأساسي لتصنيف مستويات القوة والاستدامة والتأثير الخارجي والاعتماد المتبادل. فعلى سبيل المثال يقول المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، إن "اللغة الصينية قد تكون الأكثر تداولا والأكثر طلبا خلال العقود القليلة المقبلة" بدل اللغة الإنجليزية.

بدأ التخطيط في الصين مع الخطة الخمسية الأولى في عام 1953، ثم دخلت عملية تطوير محوري خلال فترة حكم دنغ شياو بينغ في عام 1979، ضمن الانفتاح الاقتصادي والاقتصاد المخطط في مجال المشروعات الكبرى إضافة إلى تمكين القطاع الخاص من المساهمة في المشروعات . تميز التخطيط الاستراتيجي في الصين بالتكامل في جميع القطاعات، بحيث لم يتم التركيز على الاقتصاد دون تطوير قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية. كما لم يتم التركيز على رفاهية وازدهار المجتمع فقط دون بناء قوة استراتيجية وعسكرية للبلاد، تمكنها من تعزيز نفوذها وحفظ مصالحها وامنها القومي.

يمكن اعتبار مرحلة التأسيس مرحلة اختبار لحجم قدرات البلاد وتنوعها، وتحدي ما يناسبها من حيث السياسات الاقتصادية والاجتماعية. لتأتي بعدها مرحلة الاستدامة والتخطيط الاستراتيجي لبناء اقتصاد الصناعة والمعرفة. تبرز الخطة رقم 863، الخاصة بالتنمية العلمية التكنولوجية في الفترة ما بين (1986- 2000)، وكانت هذه الخطة محركا أساسيا لاقتصاد الصين القائم على التكنولوجيا. إضافة إلى الخطة العشرية للتكنولوجيا من (1991ـ 2000) والخطتين التاليتين لما بعد عام 2000.

بحسب البيانات رفع التخطيط الاستراتيجي الصيني الإنتاج المحلي الإجمالي من 198.15 مليار دولار عام 1980 إلى 12140 مليار دولار عام 2017. بتضاعف يصل إلى 61.3 مرة وهي نسبة ضخمة في النمو؛ توصف بالمعجزة الاقتصادية الصينية. تميز التخطيط الاستراتيجي الصيني بالاستمرارية والمرونة والتكيف إضافة إلى التركيز على الاستدامة والتكامل بين جميع المراحل والخطط.

ثالثا: التنمية السياسية في الصين

ركز الرئيس دنغ شياو بينغ على شفافية الأداء السياسي ومعالجة الخلل الإداري ومكافحة الفساد، إضافة إلى ضبط مسار التنمية الاقتصادية وتسريعها. طور النظام السياسي الصيني الحكم الذاتي الإقليمي وتم التركيز على تأسيس المناطق الإدارية الخاصة. تنقسم جمهورية الصين الشعبية إلى 23 مقاطعة وخمس مناطق تتمتع بالحكم الذاتي، وأربع بلديات مركزية ذات إدارة ذاتية وهي شنغهاي وتيانجين وبكين وتشونغتشينغ إضافة إلى منطقتي إدارة خاصة: هونغ كونغ وماكاو.

أسست الدولة نظاما إداريا يعتمد على التحديد الواضح لشروط شغل الوظائف، تم الربط بين الجغرافيا والسياسة والقانون والاقتصاد والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والبيئة والمحليات المتنوعة، في إطار رؤية حضارية اعتبرت الفرد شريكا في الوطن الامر الذي عزز الشعور لدى الفرد الصيني بالمسؤولية التي تقع على عاتقه في مسيرة البناء والنهوض بالاقتصاد الصيني.

الحزب الشيوعي الصيني ليس الحزب الوحيد في جمهورية الصين الشعبية، بل توجد أحزاب سياسية أخرى ولكنها صغيرة. يعد ذلك من الحقائق التي لا تذكر في الاعلام العالمي، ويظن الكثيرون في العالم بأن الصين تقنن نظام الحزب الواحد وتمنع تشكيل أي أحزاب أخرى. نجاح الحزب الشيوعي الصيني في قيادة البلاد واخراجها من الفقر لتصبح أحد اهم القوى الاقتصادية والعسكرية في العالم. يؤكد نجاح النموذج السياسي والحزبي الصيني الذي يختلف عن المنظومة السياسية والحزبية الغربية، ضرورة الاعتماد على خصوصية الدولة، والابتعاد عن تقليد النماذج واستيرادها. أدت سياسات الحزب الشيوعي الصيني إلى ضمان انتخاب الكوادر والكفاءات داخل الحزب، وتقديم أفضل الرؤى التحديثية المتوافقة مع تاريخ البلاد وثقافتها وطموحات شعبها.

تعمل لجنة فحص الانضباط في الحزب الشيوعي بجدية في مكافحة الفساد، فعلى سبيل المثال قامت بالتحقيق في عام 2016 مع 240 من المسؤولين على المستوى المركزي عاقبت 233 متهما. اما على المستوى الحكومي فقامت ادارة التفتيش والرقابة التأديبية بتسجيل 1.162 مليون حالة فساد وعاقبت نحو 1199 متهما. وتمت استعادة 8.3 مليار يوان من الأموال التي هربها الفاسدون للخارج. ووضع 100 فاسد على قائمة الانتربول تم القبض على ما يقارب 43 مطلوبا.

أكد شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بتاريخ 17 يونيو 2022، في كلمته في جلسة دراسة جماعية للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب حول تحسين القدرة على مكافحة الفساد، " أن المعركة ضد الفساد هي صراع سياسي كبير لا يمكن أن يخسرها الحزب ويجب ألا يخسرها أبدا لأنها تتعلق بالشعب". ويجب تسريع تحسين قوانين ولوائح مكافحة الفساد المتعلقة بالشؤون الخارجية. كما وجه تحذيرا مسبقا لكبار المسؤولين، بانه يتعين على الكوادر في المناصب العليا وأصحاب السلطة الأكبر ممارسة انضباط ذاتي أكثر صرامة. معتبرا بأن عملية مكافحة الفساد عالية الصعوبة والتعقيد وتتطلب جهدا شاقا ومستمرا وصرامة بدون تقديم أي تنازلات .

رابعا: ربط العالم والازدهار للجميع:

يوصف عالم اليوم بالفوضوي وتعد الفجوة بين الفقر والثروة الأكثر كارثية بين جميع مصادر الفوضى. يمكن ان يؤدي فقر الدولة إل فوضي خارج حدودها، إذ لم يعد الاضطراب في عالمنا اليوم مقتصرا على الدول الأقل نموا بل انتشر في الدول المتقدمة أيضا؛ من خلال الظواهر العابرة للحدود مثل الإرهاب والتطرف وازمات اللاجئين والهجرة غير الشرعية. تبرز الأسئلة الجوهرية التي تناقش كيفية تضييق فجوة الثروة وحل مشكلة الفقر مع ضمان استمرار التنمية، للإجابة على هذه التساؤلات بشكل مختصر يمكن القول إن ذلك يتطلب ثلاث محركات أساسية "تحقيق التنوع في العالم والتوازن في العلاقات إضافة إلى التواصل العالمي" .

بدل الاستمرار في جدلية الأنا والآخر واطروحات صدام الحضارات ونهاية العالم، التي لا تسهم في أي حل ينفع البشرية، بل تغذي ثقافة الصراع والتصادم. يمكن العمل بشكل مشترك في بيئة تنافسية تدعم توزيع الفرص الاستثمارية والتنمية وترفع مستوى الشركات والإنتاج والكفاءة. بيئة يمكن أن يزدهر الاتصال وتزدهر المشاريع المشتركة داخلها، بالاعتماد على مميزات الشعوب وثروات الدول.

إن احياء خط الحرير في مشروع الحزام والطريق الذي يعتمد على الخطوط البرية والبحرية، يمثل أحد اهم محركات التنمية المشتركة، والحلول لما ذكر أعلاه. فهو مشروع يعتمد على توزيع الفرص وليس الاحتكار وممارسة الاكراه بالضغط على الدول وفرض عقوبات عليها تؤثر على مصالحها القومية. يقوم مشروع الحزام والطريق على التكامل بين المستويين المحلي والعالمي للتنمية في الصين. تركز الصين على تنمية المناطق الغربية والجنوبية من البلاد. يعزز المشروع توجه الصين نحو الانفتاح والتكامل الاقتصادي العالمي. من خلال التدفق الحر للسلع واتفاقيات التجارة الحرة، والاستثمار في الدول الرئيسية الواقعة ضمن الطريق.

حدد البند الواحد والخمسين من الخطة الخمسية 13 للتنمية الاقتصادية والاجتماعية – بناء مبادرة الحزام والطريق- بأن تطوير آليات التعاون في المبادرة أولوية عليا. ركز المخطط التفصيلي على انشاء آليات متنوعة من آليات التمويل والتبادل الثقافي والشعبي. من المعروف أن التحديات التي تواجه المبادرات من هذا النوع تزداد كلما اتسع حجم المبادرة جغرافيا، يربط الحزام والطريق آسيا بأوروبا، ويضم أكثر من 60 دولة بمجموع يتجاوز 4 مليار شخص .

هناك تحديات تكمن في الاختلافات في المصالح والسياسات والاهداف بين الدول ومدى وضوحها. إضافة إلى الاختلافات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والمخاطر الجغرافية. لكن يعزز التزام الصين بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها ووحدة أراضيها، فرص نجاح المبادرة. لأنه يرفع من مستوى ثقة الأنظمة السياسية بنوايا الصين ويزيد من قوتها الناعمة وجذب الشعوب من منطلق احترام ثقافات هذه الشعوب. كما تنشط الدبلوماسية الصينية في تعزيز الفهم المتبادل، ومناقشة سبل معالجة مخاوف الدول التي تتضمنها المبادرة، ولاسيما المتعلقة بالأهداف الحقيقية للمبادرة وحجم الالتزامات المترتبة على هذه الدول وتأثير المبادرة على سياساتها الداخلية والخارجية.

الخاتمة:

تدرك الصين بأن الإصلاح والتطوير متعدد المستويات امر يحتاج إلى تخطيط استراتيجي، ولعب الحزب الشيوعي الصيني دورا محوريا في ذلك، من خلال اختيار الكفاءات والكوادر التي يمكنها العمل على ذلك؛ وفقا لرؤية طويلة الأمد تتناسب وواقع النظام الدولي والوضع الداخلي في الصين واحتياجات ورغبات الشعب الصيني، بكل ما يتميز به هذا الشعب من تنوع عرقي وثقافي، وبكل ما تتميز بيه الصين من تنوع جغرافي وخبرة تاريخية بشأن إعادة البناء والنهوض تصل إلى آلاف السنين.

تواجه شعوب العالم اليوم مخاطر تهدد مصيرها؛ تكمن في الأخطار البيئية والاقتصادية، وهما عنصران مترابطان يعملان وفقا لديناميكيات تهدد الاستقرار السياسي والأمني للدول، حيث يتسبب تغير المناخ في شح المياه والجفاف في بعض المناطق ما يؤدي إلى صراعات حول المياه والغذاء، أما الاخطار الاقتصادية فتقوم على بعدين الاخطار الناجمة عن بنية الاقتصاد العالمي وأخرى تعود إلى بنية الاقتصاديات المحلية؛ والتي تتأثر بشكل مباشر نقاط ضعف الاقتصاد العالمي وازماته.

تدرك الصين أن الاخطار المذكورة أعلاه واقع يجب العمل على معالجته وفقا للتخطيط الاستراتيجي المرن طويل الأمد، وعليه كان التركيز الأساسي على المؤشرات البيئية وقضايا التلوث، اما اقتصاديا فكان التوازن في التطوير الاقتصادي لجميع أقاليم البلاد قضية محورية تستمر الصين في العمل عليها. أما عالميا فاعتمدت مشروع الحزام والطريق، الذي من شأنه تحريك الفرص الاقتصادية وتنويعها، والقضاء على الركود الاقتصادي والتضخم؛ من خلال ربط العديد من الأقاليم في العالم فيما بينها. 

صور ساخنة

أخبار ساخنة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×