الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

تعليق: كيف يمكن للصين تخفيف الضغط على التجارة الخارجية في ظل تراجع الطلب الخارجي؟

لا تزال التجارة الخارجية الصينية تشهد ضغطاً تراجعياً، حيث أن القيمة الإجمالية لواردات وصادرات الصين في الشهرين الأولين من هذا العام أقل من نفس الفترة من العام الماضي، كما انخفض حجم التجارة مع العديد من الشركاء التجاريين الرئيسيين. ويعتقد المحللون أنه من المتوقع أن تتخذ الصين سلسلة من الإجراءات لحل الضغط على التجارة الخارجية في المستقبل.

وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك الصينية يوم 7 مارس الجاري، بلغت القيمة الإجمالية لواردات وصادرات الصين في الشهرين الأولين 6.18 تريليون يوان، بانخفاض طفيف بنسبة 0.8٪ على أساس سنوي، وهناك فجوة واضحة بين معدل النمو السنوي البالغ 13.3٪ في نفس الفترة من العام الماضي. من بينها، زادت الصادرات بنسبة 0.9٪ على أساس سنوي، بينما انخفضت الواردات بنسبة 2.9٪. وحسابا بالدولار الامريكي، انخفضت القيمة الإجمالية لواردات وصادرات الصين في الشهرين الأولين بنسبة 8.3٪ على أساس سنوي.

باستثناء التجارة مع الآسيان التي لا تزال تحافظ على النمو، انخفض حجم الواردات والصادرات بين الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان وغيرها من الشركاء التجاريين الرئيسيين. من بينها، انخفض حجم التجارة الصينية الأمريكية بنسبة 10.6٪ على أساس سنوي. ومن المؤكد أن تقلص حجم الواردات والصادرات في الشهرين الأولين يرجع إلى القاعدة المرتفعة في نفس الفترة من العام الماضي، لكنه يعكس أيضاً أن التجارة الخارجية للصين تواجه تحديات كبيرة.

ومتأثراً بعوامل مثل التخمر المستمر للأزمة الأوكرانية وتزايد النزعة الأحادية والحمائية، فإن التوقعات بشأن الاقتصاد العالمي والتجارة هذا العام قاتمة، وخطر الركود آخذ في الارتفاع. ووفقًا لتوقعات منظمة التجارة العالمية، من المتوقع أن ينمو حجم التجارة العالمية في السلع بنسبة 1٪ فقط في عام 2023، وهو أبطأ بنحو 2.5 نقطة مئوية عن عام 2022.

تعتمد التجارة إلى حد كبير على السوق الدولية، وسيكون لإضعاف الطلب الخارجي تأثير حتمي على التجارة الخارجية للصين. كما قال وزير التجارة الصيني وانغ وين تاو، فإن الضغط على التجارة الخارجية "زاد بشكل ملحوظ" هذا العام، وأبلغت العديد من الشركات أن طلبياتهم آخذة في الانخفاض، والطلبات تتأخر، والطلبات الكبيرة تتناقص، والطلبات طويلة الأجل تقصر.

أوضح تقرير عمل الحكومة الصينية لعام 2023 ضرورة استمرار الواردات والصادرات في لعب دور داعم في الاقتصاد. ويعتقد المحللون أنه بناءً على المعلومات الرسمية الأخيرة، ستبذل الصين جهودًا لتحقيق الاستقرار في التجارة الخارجية في المستقبل من ثلاثة جوانب.

 أولاً، تنمية "منتجات ناجحة" جديدة: تحتاج الصين إلى إيجاد نقاط نمو تجارية جديدة بعد عودة المواد والمنتجات المضادة للوباء المتعلقة بـ "اقتصاد البقاء في المنزل" والتي دعمت زيادة الصادرات الصينية إلى وضعها الطبيعي بشكل تدريجي الآن. ووفقًا للبيانات الرسمية، تكمن أبرز صادرات الصين الأخيرة في "المنتجات الثلاثة الجديدة" للسيارات، وبطاريات الليثيوم، والمنتجات الكهروضوئية. وقد بلغ معدل النمو السنوي لصادرات السيارات في الصين 78.9٪ في الشهرين الأولين من هذا العام. ومن المتوقع أن تتخذ الصين في المستقبل المزيد من الإجراءات العملية والفعالة فيما يتعلق بتحسين هيكل المنتج وتطوير نقاط نمو جديدة للتجارة.

ثانياً، العمل المتعمق في الأسواق الناشئة: يحافظ حجم التجارة بين الصين والآسيان على معدل نمو مرتفع يقارب 10٪ في الشهرين الأولين، في وقت تتزايد فيه الشكوك الاقتصادية والتجارية العالمية، وهو أمر نادر جدًا بين الشركاء التجاريين الرئيسيين للصين، مما يدل على التكامل القوي، وإمكانيات كبيرة للتجارة بين الجانبين. وتتسارع مفاوضات منطقة التجارة الحرة 3.0 بين الصين والآسيان مع دخول "اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية" حيز التنفيذ في المزيد من دول الآسيان، ومن المتوقع أن يصل حجم التجارة بين الصين والآسيان إلى مستوى مرتفع جديد. كما ستصبح البلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق" محور توسع السوق الصيني. وقد صرح تشين تشون جيانغ، مساعد وزير التجارة الصينية مؤخرًا، أنه مع الاستمرار في توسيع نطاق التجارة مع البلدان التي تعمل بشكل مشترك على بناء "الحزام والطريق"، وتحسين الهيكل التجاري، وتوسيع استيراد السلع عالية الجودة، يتم تسريع بناء شبكة منطقة التجارة الحرة التي تغطي "الحزام والطريق". وقال لي جان، كبير الاقتصاديين في إدارة البحوث بصندوق التجار الصيني، إن دول الآسيان والبلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق" لديها إمكانات سوقية كبيرة، وأن تعزيز العمل في هذه الأسواق سيساعد على استقرار أساسيات التجارة الخارجية للصين.

ثالثاً، الإسراع في تطوير أشكال ونماذج جديدة للتجارة: لعبت التجارة الإلكترونية عبر الحدود والتجارة الرقمية دورًا مهمًا في "اختراق" التجارة الخارجية للصين خلال الوباء، وستستمر في لعب دور مهم في المستقبل. قال وزير التجارة الصيني وانغ وين تاو، إنه في المستقبل، ستنسق وتعزز الصين التطوير السريع والصحي للأشكال والنماذج الجديدة مثل التجارة الإلكترونية عبر الحدود، والمستودعات الخارجية، وصيانة الإيداع. بالإضافة إلى ذلك، ستتبع اتجاه نقل الصناعة إلى المناطق الوسطى والغربية والشمالية الشرقية، لتحسين جودة التجارة في المنطقة الشرقية، وزيادة نسبة التجارة في المناطق الوسطى والغربية والشمالية الشرقية. وقال لي جان، إنه بالنظر إلى جهود الحكومة المستمرة لتحقيق الاستقرار في التجارة الخارجية وتفاؤل السوق بشأن الآفاق الاقتصادية للصين هذا العام والظروف المواتية الأخرى، ومن المتوقع أن تظهر التجارة الخارجية للصين اتجاهاً تنموياً "منخفض في البداية ومرتفع في نهاية" هذا العام.

صور ساخنة