10 مارس 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يطلق على الإبل القاب متعدد بسبب صفاتها وحالاتها وأشكالها، وأشهر لقب هو "سفينة الصحراء"، حيث لعبت الإبل في الماضي دورا مهما في نقل اليشم والحرير والخزف والشاي ومواد أخرى على طريق الحرير القديم عبر صحراء غوبي الشاسعة شمال غربي الصين، وأصبحت وسيلة نقل مهمة للتبادلات الثقافية والتبادلات التجارية بين الصين والغرب. في الحاضر، ومع تطور المجتمع وتغيراته، لم تعد الإبل حاملة البضائع، ولكنها اصبحت حاملة للتنمية الصناعية. كيف تحولت الإبل في شينجيانغ من " سفينة الصحراء" إلى " سفينة التنمية الصناعية"؟
حليب الإبل: مصدر ثراء الرعاة
تعتبر محافظة فوهاي بمنطقة ألتاي والمعروفة ايضاً باسم "عاصمة حليب الإبل في الصين"، قاعدة هامة لتربية الحيوانات في شينجيانغ، حيث تساعد الظروف الجغرافية والمناخية الفريدة المناسبة بشكل خاص على تربية الإبل، ويوجد 25500 إبل في المحافظة.
تشتري شركات الألبان المحلية حليب الإبل الطازج يوميا من الرعاة المسؤولين عن تربية الإبل، مما يحقق لهم دخلًا ثابتًا ومستمرًا. وفي أغلب الأحيان، تحول الشركات حليب الإبل الطازج إلى مسحوق حليب الإبل، ومستحضرات تجميل ومنتجات أخرى. ومن شراء حليب الإبل الطازج إلى معالجته وبيعه، تم تشكيل سلسلة صناعية كاملة.
أما محافظة كهبينغ بمنطقة أكسو في شينجيانغ، فهي واحدة من الأماكن التي يوجد بها أعلى تركيز لتربية الإبل في الصين. وفي الوقت الحاضر، تحتضن محافظة كهبينغ 22000 من الإبل. وقال الراعي قربجان اهيتي: "نحن ننتج 30 كيلوغراما من حليب الإبل الطازج كل يوم ونرسلها إلى مصنع حليب الإبل للبيع، وتكلفتها 30 يوانا للكيلوغرام الواحد، ويمكننا كسب 900 يوان في اليوم. وما تملكه العائلة من سيارتين تم شرائهم من ما كسبته من بيع حليب الإبل الطازج، كما أن حياتنا تزداد سعادة."
قامت شركة حليب الإبل في كهبينغ ببناء ثلاثة خطوط إنتاج آلية، يمكنها معالجة أكثر من 6000 طن من الحليب الطازج كل عام، بقيمة إنتاج تبلغ حوالي 200 مليون يوان. وفي بداية هذا العام، وقعت اتفاقية تعاون في العرض والطلب مع شركتين في شنغهاي وتشجيانغ، كما خرجت منتجات الشركة العضوية البالغ عددها 17 منتجًا من شينجيانغ ودخلت المتاجر في مقاطعات ومدن أخرى، بقيمة عقد 15 مليون يوان.
واليوم، أصبح إنتاج وتصنيع حليب الإبل صناعة مميزة في شينجيانغ.
وبر الإبل: مادة أولية للمنتجات الشتوية
الصين هي الدولة التي تضم أكبر عدد من الإبل ذو سنامين في العالم، وتشكل تربية الإبل ذو سنامين في شينجيانغ ما يقرب من 70٪ من إجمالي البلاد، ويبلغ الإنتاج السنوي من وبر الإبل حوالي 440 طنًا، ويتميز وبر الإبل بخصائص الخفة والنعومة والمرونة الجيدة والاحتفاظ بالدفء القوي، كما أن بدلة التزلج الخارجية المصنوعة من وبر الإبل أكثر قابلية للتنفس وقادرة على التخلص من العرق، يكون دافئًا وخفيفًا. وقد شهد المنتج ترحيبا وحبا واسعا من عشاق التزلج.
وبالإضافة إلى ملابس التزلج الخارجية، تنتج شركة معالجة وبر الإبل في شينجيانغ أيضًا أوشحة وبطانيات وملابس ومنتجات أخرى من وبر الإبل تباع في الداخل والخارج. وقال ليو يان المدير العام للشركة: "أكملت شركتنا مهام الطلبات التجارة المحلية والتجارة الخارجية السنوية في عام 2022، وتم تسليم 40000 مجموعة من طلبات بدلات التزلج في السوق المحلية، وطلبات التجارة الخارجية للسترات الصوفية المحبوكة بقيمة 500 ألف يورو في الموعد المحدد. وفي عام 2023، نخطط لتطوير أسواق التجارة الخارجية في أيسلندا والسويد ودول أخرى. "
سباق الإبل: دمج ثقافة الإبل في تنمية السياحة الثقافية
البطء المعتاد للإبل يجعل الناس يعتقدون خطأً أنه لا يمكن أن يركض بسرعة، ولكن في المراعي في شينجيانغ، فهي أداة للسباق والمنافسة.
لقد أصبح سباق الإبل أو ما يطلق عليه "سباق الهجن" حدثًا واسع النطاق في الألعاب الرياضية التقليدية للأقليات في شينجيانغ في عام 1985، وتم إدراجه لاحقًا كعنصر تراث ثقافي غير مادي. وفي السنوات الأخيرة، أصبح سباق الهجن مع استمرار ارتفاع مستوى السياحة في شينجيانغ، نشاطًا سياحيًا ثقافيًا شعبيًا مميزًا، يجذب الكثير من الناس لمشاهدته.
في محافظة مولي، المعروفة باسم "موطن الإبل ذات الحواجب الطويلة في الصين"، بدأ بناء أول قاعدة سياحية ثقافية وصناعية للإبل في شينجيانغ في مايو 2022. كما تهدف "حديقة الإبل" في محافظة جيموناي، إلى الاستعادة البيئية والتخفيف من حدة الفقر من خلال التنمية الصناعية، وإثراء الشعب من خلال السياحة، وتسعى جاهدة لبناء "حديقة الإبل" لتصبح أكبر قاعدة لتربية الإبل في البلاد، كما تم "منتزه ترفيهي" "تشمل مجموعة كاملة من اصناف الإبل لجذب السياح للترفيه ومشاهدة المعالم السياحية.