الكويت 19 مارس 2023 (شينخوا) لا يساور رواد الأعمال الصغيرة والمتوسطة في الكويت، شك في أن المشاركة في مبادرة "سبارك"، التي أطلقتها شركة ((هواوي)) قبل ثلاثة أشهر فرصة كبيرة لتطوير شركاتهم من خلال التدريب والدعم الفني الذي سيتلقونه من عملاق الاتصالات الصيني.
وأطلقت ((هواوي)) بالتعاون مع مجلس الشباب الكويتي مبادرة "سبارك" لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في أواخر ديسمبر الماضي بهدف تعزيز الإبداع والابتكار لدى الشباب، ودعم التحول الرقمي للشركات الصغيرة والناشئة ومساعدتها على تنمية أعمالها عبر دورات تدريبية تقنية وإدارية.
وبعد إطلاق المبادرة تقدمت 30 شركة للمشاركة فيها قبل أن يتم الإعلان في الثامن من مارس الجاري عن فوز عشر شركات، وسيتم لاحقا اختيار ثلاث شركات من بين العشر المتأهلة.
وقال عضو مجلس الشباب الكويتي المتخصص في الأمن السيبراني صالح الشمري، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نظمنا هذه المبادرة بالتعاون مع شركة ((هواوي)) وتقدمت للمشاركة قرابة 30 شركة تكنولوجيا يديرها شباب كويتي، وتم عمل تصفيات لاختيار عدد من المؤهلين ونجحت عشر شركات في التأهل".
وأضاف الشمري "حرصنا على أن يكون الدعم لهذه الأفكار التكنولوجية شامل لعدة جوانب يستفيد منها الشباب".
وتتضمن هذه المبادرة فرصا تدريبية لرواد الأعمال الشباب تنقسم إلى شقين، الأول دورة تدريبية تتعلق بتفاصيل إدارة الأعمال، والثاني عبارة عن دورة تدريبية للجانب التقني العملي وكل ما يتعلق بوسائل التخزين السحابية، وفق الشمري.
وستخضع الشركات العشر المتأهلة لفترة تدريبية لنحو عشرة أيام في مقر شركة ((هواوي)) بالكويت تتخللها دورات متعلقة بمواضيع ومفاهيم مختلفة في التكنولوجيا مثل الأمن السيبراني.
وأكد الشمري بشأن ما يمكن أن يقدمه الجانب الصيني للشركات الكويتية فيما يتعلق بالتدريب، أن "الخبرات الصينية أثبتت جدارتها على مدى العقود الأخيرة وتبين مدى قوتها في اكتساح السوق بفضل قدرتها على تجهيز الكفاءات والكوادر الوطنية في أي دولة حتى يتسنى لها استخدام التكنولوجيا الصينية المتطورة".
وشدد على أن "هذه الشراكة قوية جداً وأثمرت جهودها من خلال التعاون مع شركة هواوي، إحدى أكبر شركات التقنية في الصين، ونتطلع لأعمال أخرى مع الشركات الصينية في مجالات التكنولوجيا بمختلف أنواعها".
وبالنسبة للرئيس التنفيذي والمؤسس في شركة ((سوكيستا ستوديو)) المتخصصة في التصميم وبرامج الألعاب المتأهلة ضمن الشركات العشر طلال الحبيب، يعد التدريب الذي تقدمه شركة ((هواوي)) "مهم جداً من الناحية التقنية والتجارية" للشركات الكويتية.
وقال الحبيب لـ ((شينخوا)) إن تدريب ((هواوي)) "مهم جداً من الناحية التقنية والتجارية لمساعدة المشاركين في فهم التقنية التي توفرها وكيفية تطبيقها"، موضحا أن "الدعم الذي قدمته هواوي شمل التدريب على الطرق المثالية لتنمية المشاريع وطرق نجاحها من الناحيتين التجارية والمالية".
وتابع أن "البرنامج التدريبي سيمتد لقرابة عشرة أيام، وسيتضمن شرحا تفصيليا لطرق استخدام التكنولوجيا وكيفية تطبيقها والاستفادة منها".
وأكد الحبيب أن "الخبرات الصينية من أهم الخبرات التي يمكن الاستفادة منها، خاصة بعد التطور الملحوظ في الآونة الأخيرة للشركات والمنتجات الصينية بشكل عام والمنتجات والخدمات التقنية والتكنولوجية بشكل خاص، وذلك على المستويين الإقليمي والعالمي".
ويتراوح عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة في الكويت بين 25 ألفا و30 ألف شركة تمثل ما يقرب من 90 في المائة من إجمالي الأعمال التجارية في الكويت، وتساهم بنحو 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وفق إحصائية صادرة عن اتحاد شركات الاستثمار في الكويت.
وغالبا ما تواجه الشركات الناشئة صعوبات فيما يتعلق بالموارد وتتطلب دعمًا لتطوير حلولها، بحسب الرئيس التنفيذي لشركة ((هواوي)) لين جين تسان.
وقال لين لـ((شينخوا)) إن "مبادرة دعم الشركات التقنية الناشئة تتم من خلال تزويدها بالموارد والخدمات"، موضحا أن "هواوي لن تقدم تدريبا تقنيا ومهنيا فحسب، بل سيتم التركيز على آليات التسويق وتدريب حالة العمل لمساعدتهم على تطوير المهارات والتفكير التجاري من أجل دعم وتطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة".
وتابع أنه "في المستقبل، سنواصل التركيز على التطوير المبتكر للشركات الصغيرة والمتوسطة في الكويت، الأمر الذي يتماشى مع رؤية الكويت 2035 للتحول الرقمي".
وشدد على أهمية الابتكار، قائلاً "نعتقد أن الابتكار أمر بالغ الأهمية لدفع عجلة النمو وخلق فرص جديدة، لذلك قمنا بإشراك الحكومة الكويتية والمستثمرين والحاضنات لبناء نظام بيئي من خلال ربط الشركات الناشئة عبر البرنامج لإنشاء منصة للتعاون والنمو".
وتحدث لين عن آفاق أرحب مع الجانب الكويتي، موضحا أن "هدفنا لا يقتصر على برامج مماثلة، سنواصل تعميق التعاون في مختلف المجالات لخلق نظام بيئي أفضل لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة".
ويشيد عبدالله الشريم مؤسس شركة ((نومادز))، وهي واحدة من الشركات العشر المتأهلة، بمبادرة شركة ((هواوي)).
وقال الشريم لـ((شينخوا)) إن "مبادرة هواوي تأتي في إطار مسؤوليتها الاجتماعية لدعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتساهم بشكل كبير في تعزيز التحول الرقمي لدى الشركات الناشئة من خلال مساعدتها عبر التقنيات الحديثة مثل تكنولوجيات الإدارة السحابية والذكاء الاصطناعي، ودعمها على الجانبين الإداري والمالي".
وأضاف أنه "خلال أيام التدريب العشر سيتم تنظيم عدد من المحاضرات في عدة مواضيع تخص تطوير الأعمال وجذب الاستثمارات والمعرفة التقنية، التي ستساهم في زيادة وعي المبادرين وتمكينهم من تطوير أعمالهم لخلق كيانات اقتصادية ناجحة داخل الكويت".
وأكد أن "التجارب الصينية في قطاعات التكنولوجية أثبتت نجاحا مبهرا حول العالم، وشركة هواوي تعتبر خير مثال لهذا النجاح الاستثنائي للصين".
وأعرب الشريم عن أمله في "نقل هذه الخبرات والتجارب الصينية إلى السوق الكويتي الواعد، والمساهمة في تطوير قطاع المشاريع التكنولوجية للشركات الصغيرة والمتوسطة".
وعلى غرار الشريم، وجد عبدالرحمن الملحم، المؤسس والشريك الإداري في شركة ((ايون)) إحدى الشركات العشر، في مبادرة ((هواوي)) "فرصة لتطوير الشركات الناشئة".
وأعرب الملحم عن سعادته باختياره لهذه المشاركة، قائلا إنها "فرصة لتطوير الشركات الناشئة سواء كانت مشاريع صغيرة أو متوسطة".
وتابع "هذه المبادرة ستكون حافز كبير لي لتطوير حجم الأعمال في شركتي لأنه بلاشك الخبرات الصينية سيكون لها دور أساسي في هذا النجاح".
واعتبر الملحم أن "المجالات المطروحة للتدريب، وهي كيفية استخدام التكنولوجيا وإدارة الشركات من الناحية المالية والتكنولوجية فرصة تدريبية مهمة للغاية من أجل الوصول للعالمية وتقليل التكاليف وطرق التسويق".