الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

دبلوماسيون عرب: مجالات التعاون بين الصين والدول العربية تتعزز باستمرار

دبلوماسيون عرب: مجالات التعاون بين الصين والدول العربية تتعزز باستمرار

18 يوليو 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ عقدت مؤخرا في شنغهاي الدورة الدراسية الثانية للدبلوماسيين العرب المعتمدين لدى الصين والتي استضافها مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، بمشاركة 18 دبلوماسيا من 15 سفارة دول عربية في بكين وبعثة جامعة الدول العربية في بكين.

وخلال هذه الندوة، أجرى الدبلوماسيون مناقشات نشطة ومعمقة، وزاروا أماكن مثل موقع المؤتمر الأول للحزب الشيوعي الصيني ومدرسة الحزب بلجنة حزب بلدية شنغهاي التابعة للحزب الشيوعي الصيني، ومزرعة الرياح لينقانغ التابعة لمجموعة شانغهاي للكهرباء وميناء يانغشان للمياه العميقة وموقع شنغهاي قوانجفولين الثقافي وغيرها من الأماكن الأخرى. وقد أثار تاريخ تطور الحزب الشيوعي الصيني وخبرته في الحوكمة، اهتمام الدبلوماسيين العرب لإجراء مناقشات حول تاريخ الصين وواقعها، ما عزز لديهم فهما أكبر حول النهضة الصينية والتطور الذي حققته والممارسة الصينية العربية في بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، وإنجازات الصين وآفاقها للإصلاح والانفتاح.

"إنجازات الحزب الشيوعي الصيني ذات أهمية كبيرة للعالم"

في موقع المؤتمر الأول للحزب الشيوعي الصيني وقاعته التذكارية الأولى، ألقى الدبلوماسيون نظرة فاحصة على كيفية ميلاد الحزب واستمراره في النمو والتطور.

وقال نزار مجيد السكرتير الأول بالسفارة العراقية في الصين: "عند إلقاء نظرة ثاقبة على التاريخ، نرى بأن الحزب الشيوعي الصيني توحد وقاد الشعب لتأسيس صين جديدة، وأدرك أن هذا الشعب هو سيد البلاد، لذلك فإنه يسعى جاهدا كي يعيش الشعب الصيني حياة سعيدة."

وقال محمد زياد زيتون، السكرتير الثالث بالسفارة السورية في الصين: " إن إنجازات الحزب الشيوعي الصيني ذات أهمية كبيرة للعالم." مضيفا: "يسير الحزب الشيوعي والشعب الصيني إلى الأمام، على الطريق الذي رسماه لأنفسهما واختاراه، وهما يعملان بكل حزم لتطوير التنمية في البلاد وجعلها دولة متقدمة، وبالتالي فهما يمنحان الدول العربية فهمًا أعمق حول مفهوم «الاستقلالية»."

وأثناء هذه الجولة الدراسية في مدرسة الحزب ببلدية شنغهاي، تم تزويد الدبلوماسيين بالنسخة العربية من المجلد الثالث لكتاب «شي جين بينغ حول الحكم والإدارة». وقد سبق أن يقرأ زيتون المجلد الأول والثاني من هذا الكتاب، وقال: "تركز هذه المجموعة من الأعمال الهامة على فلسفة الحكم للحزب الشيوعي الصيني واستراتيجيته في الحكم. إنها ملهمة للغاية وهي المفتاح الذهبي للعالم لفهم الصين ولفهم الحزب الشيوعي الصيني."

وفي متحف التاريخ المدرسي التابع لمدرسة الحزب ببلدية شنغهاي، أثارت المعارض والتفاسير حول أعمال التعليم والتدريب لمدرسة الحزب، فضلاً عن بناء كوادر ومواهب الحزب الشيوعي الصيني اهتمام الدبلوماسيون بشكل كبير. حيث قال العديد منهم بأن الحزب يولي أهمية كبيرة لتدريب الأفراد والابتكار الذاتي، وستوفر الخبرة ذات الصلة مرجعا للأحزاب السياسية في البلدان الأخرى.

"جلب المزيد من التجارب الناجحة من الصين إلى الوطن الأم"

تلتزم الدول العربية في الوقت الحاضر بتحقيق التحول في مجال الطاقة، وتعزيز التعاون في مجال الطاقات المتجددة بما يلبي التوقعات المشتركة لكل من الصين والدول العربية. لذلك، زار الدبلوماسيون العرب مزرعة الرياح لينقانغ التابعة لمجموعة شانغهاي للكهرباء لمعرفة المزيد عن إنتاج وتصنيع طاقة الرياح البحرية الصينية وغيرها من معدات توليد الطاقات المتجددة الأخرى.

وقال المستشار الثقافي بالسفارة المغربية في الصين حميد بلوش: "تمتلك الصين تكنولوجيا رائدة لطاقة الرياح كما أن المغرب قد بنى محطة جديدة للطاقة. لدى الجانبين آفاق واسعة للتعاون في مجال الطاقة النظيفة." مجموعة شنغهاي للكهرباء هي الشركة الأولى لتصنيع المعدات وقطع غيار الآلات في الصين من حيث المبيعات، حيث أنشأت حاليًا مصانع في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والعراق والسودان ودول عربية أخرى بالتعاون مع الشركات المحلية. وأضاف قائلا: "أتطلع إلى اتخاذ التعاون الجديد في مجال الطاقة كنقطة انطلاق لتعزيز تعميق التعاون العملي بين الدول العربية والصين في البناء المشترك للحزام والطريق وجعله أكثر صلابة. "

عند زيارة رصيف ميناء شنغهاي يانغشان للمياه العميقة، ذهل الدبلوماسيون بإنجازات الصين في الموانئ وغيرها من إنشاءات البنية التحتية والخدمات اللوجستية البحرية. وقال محمد صبيح مستشار بسفارة دولة قطر إن الصين حققت نتائج مثمرة في مجال التشغيل الآلي للمحطات، وأن العديد من الدول العربية بحاجة إلى تعزيز بناء الموانئ. مضيفا: "أرغب في تعميق التعاون متبادل المنفعة مع الشركات الصينية ذات الصلة ونقل المزيد من التجارب الناجحة من الصين إلى بلادي قطر."

وفي موقع شنغهاي غوانغفولين الثقافي، زار الدبلوماسيون العرب الآثار التاريخية والآثار المعمارية لفترات مختلفة في شنغهاي، وتعرّفوا على تاريخ هذه المدينة وحاضرها ومستقبلها. وقال أحمد شعيب القائم بالأعمال في بعثة جامعة الدول العربية في بكين: "تصميم المكان رائع للغاية وغني بالعناصر التاريخية ومميزات العصر. من خلال هذه الزيارة تعرفت على التاريخ الطويل لشنغهاي وثقافتها." كما أضاف بأن بلاده موريتانيا تولي أهمية كبرى لحماية الآثار التاريخية وتأمل في تنفيذ أشكال أكثر ثراءً من التعاون الثقافي مع الصين في المستقبل.

"التعزيز المشترك للتنمية والازدهار في المنطقة والعالم"

تزداد العلاقات الصينية العربية في الوقت الحاضر قربا أكثر فأكثر، وهناك العديد من النقاط المضيئة في التعاون في مختلف المجالات. نظمت الندوة محاضرات خاصة حول العلاقات الصينية العربية وبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك للعصر الجديد، مما سمح للدبلوماسيين بالحصول على فهم متعمق لسياسة الصين الخارجية وفلسفتها في هذا المجال، وتاريخ التبادلات الودية بين الصين والدول العربية، والسياسة الخارجية للصين تجاه الشرق الأوسط وإنجازات التعاون الودي الصيني العربي وأهمية ومسار تحقيق بناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك للعصر الجديد.

في المحاضرة المخصصة حول "مبادرة الأمن العالمي: المسار العملي لبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية"، أجرى الدبلوماسيون العرب تبادلات متعمقة حول مواضيع مثل مبادرة الأمن العالمي، ويحظى دور الصين كدولة رئيسية في حماية السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة بتقدير كبير من قبل الدبلوماسيين. وقال أحمد شعيب إن الصين بذلت جهودا مهمة من أجل السلام في الشرق الأوسط، مضيفا: "نتطلع إلى المزيد من التطور للعلاقات العربية الصينية وتشكيل آليات تعاون أكثر اعتدالا، والتعزيز المشترك للتنمية والازدهار في المنطقة والعالم."

في غضون أيام قليلة، شهدت الندوة أنشطة كثيرة وكانت حافلة بالمناقشات والزيارات الميدانية، وشاهد الدبلوماسيون إنجازات التنمية في الصين بشكل مباشر، وهم يثقون أيضًا في التعاون العملي بين الدول العربية والصين في مختلف المجالات. وقال الدبلوماسي القطري محمد صبيح بأنه صار له فهمًا أعمق للصين، ويأمل في أن يخبر المزيد من الناس عن تجربته الشخصية وأن يقدم لهم صينًا أكثر واقعية من كافة النواحي. كما أضاف: "بالرغم من انتهاء هذه الندوة، إلا أن الصداقة بين الدول العربية والصين لا تزال تتعمق. أتطلع إلى استمرار توسيع التعاون بين الجانبين لنخلق معا مستقبلا أكثر إشراقا."

صور ساخنة