26 سبتمبر 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ لقد دمجت العولمة الاقتصادية الاقتصاد العالمي ولم يعد بالإمكان لأي طرف الاستغناء عن الطرف الآخر. حيث أنه لا يمكن لأي بلد يسعى إلى التحديث الاعتماد على نفسه فقط وتحقيقه في ظل ظروف مغلقة. إذ أن تعزيز الترابط والتواصل هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المشتركة. لقد ورثت مبادرة "الحزام والطريق" المتجذرة أساسا في التربة التاريخية لطريق الحرير، روح هذا الطريق الداعي في جوهره إلى السلام والتعاون والانفتاح والشمولية والتعلم المتبادل، حيث كانت مبادرة شاملة ومنفحتة منذ طرحها من البداية.
في شبه جزيرة الهند الصينية، حوّلت سكة حديد الصين-لاوس هذه الأخيرة من دولة غير ساحلية إلى دولة ساحلية مما سهل إلى حد كبير سفر الناس وعزز النشاط الاقتصادي على طول هذا الخط بشكل فعال. في كازاخستان، قامت الصين وكازاخستان بتجديد مصفاة شيمكنت، مما قلل من الانبعاثات الملوثات بنسبة 90٪ وتكوين عدد كبير من الفنيين المحليين. أما في كينيا، فقد ساهم خط مومباسا- نيروبي في تنشيط الاقتصاد المحلي بأكثر من 2%. وعلى مدى العقد الماضي، عزز البناء المشترك للحزام والطريق بشكل فعال الترابط والتكامل الأفضل للبلدان والمناطق الواقعة على طول الحزام والطريق من خلال تعزيز سلاسل التوريد العالمية والسلاسل الصناعية وسلاسل القيمة وفتح مساحة تنموية أكبر. لقد ساهمت مبادرة "الحزام والطريق" حتى الآن إلى إنشاء أكثر من 3000 مشروع تعاوني، وعززت حجم الاستثمار بنحو تريليون دولار، وأنشأت معالم وطنية ومشاريع مرتبطة بتحسين معيشة الشعوب ومآثر عظيمة أخرى. لقد خلق البناء المشترك للحزام والطريق نموذجا جديدا للتعاون المربح للجانبين، كما أصبح منتجا عاما دوليا شائعا ومنصة للتعاون وحزام التنمية الذي يفيد العالم والطريق نحو السعادة والذي يفيد الناس في كافة الدول.
يُعد الانفتاح قوة دافعة ومهمة لتقدم الحضارة الإنسانية والسبيل الوحيد لازدهار العالم وتطوره. في الوقت الحاضر، تتسارع التغيرات الكبرى التي لم يسبق لها مثيل منذ قرن من الزمان، كما أن زخم الانتعاش الاقتصادي العالمي غير كاف. ولا يمكن لأي بلد أن يحل المشاكل التي تواجه تنمية الاقتصاد العالمي بمفرده. "إذا كان هناك ترابط فسيكون هناك تقدم معا، وإذا أغلق طرف ما على نفسه فسوف يخسر الجميع"، لأنه فقط من خلال تطوير اقتصاد عالمي مفتوح بثبات وتقاسم الفرص وتحقيق المنفعة المتبادلة يمكننا قيادة الاقتصاد العالمي للخروج من الصعوبات وتحقيق النمو الشامل والرخاء المشترك.
من خلال إنشاء منصة تعاون مفتوحة والعمل على البناء المشترك للحزام والطريق يمكن تعزيز بناء نظام عادل ومعقول وشفاف للقواعد الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الدولية، وتعزيز التدفق المنظم لعوامل الإنتاج والتخصيص الفعال للموارد والتكامل العميق للسوق، وخلق بيئة مواتية للتنمية المفتوحة والحفاظ على اقتصاد عالمي مفتوح وتطويره وتعزيز العولمة الاقتصادية وتحقيق المنفعة المتبادلة والازدهار المشترك والتنمية المستدامة لمختلف البلدان.
إن الانفتاح علامة مميزة للصين المعاصرة. لقد تم تعزيز التحديث على النمط الصيني باستمرار في عملية توسيع انفتاح الصين على العالم الخارجي وإجراء تفاعل حميد مع الدول الأخرى. وبالتمسك بالمبدأ الأساسي للتشاور والبناء المشترك وتقاسم الفرص، فإن مبادرة الحزام والطريق تدعو إلى التعددية الحقيقية، وتسمح للجميع بمناقشة شؤونهم والتعامل معها، وتشجع جميع الأطراف على إفساح المجال كاملا لنقاط قوتهم وإبراز إمكانياتهم. إن إنجازات البناء المستمرة منذ 10 سنوات واضحة للجميع، وهذا ما يعكس تصميم الصين الراسخ وإجراءاتها البراغماتية لمشاركة فرص السوق الصينية مع العالم وتعزيز بناء اقتصاد عالمي مفتوح، مما يُثبت بشكل قوي بأن بناء الحزام والطريق ليس أداء منفردا للصين وحدها، بل يشمل أيضا كافة الدول الواقعة على طول هذا الطريق، كما أنه طريق منير للصين لتقاسم الفرص والسعي لتحقيق التنمية المشتركة مع العالم. من خلال التمسك بالحوار والتشاور والبناء المشترك وتقاسم الفرص والتعاون المربح للجميع والتعلم المتبادل والبحث عن أكبر قاسم مشترك للتعاون، سيصبح طريق الانفتاح هذا أوسع وأكبر وسيمتد إلى أماكن أكثر وأبعد.
في مدينة تشيوانتشو بمقاطعة فوجيان يمكن للسائح رؤية أعلى برج هندوسي في معبد كايوان البوذي، نقوش على الأعمدة الهندوسية، قواعد على شكل أسود، تماثيل ملائكة طائرة إلى غير ذلك من صور التلاقح الحضاري. لقد كانت هذه المدينة نقطة انطلاق مهمة على طريق الحرير البحري، كما أن الزخارف المتنوعة في معبد كايوان تظهر بوضوح الإزدهار الذي كان يشهده طريق الحرير البحري القديم. ولا يمكن فصل ازدهار الحضارة وتقدم البشرية عن البحث عن أرضية مشتركة مع الاحتفاظ بالاختلافات والانفتاح والشمول، ولا يمكن فصلهما عن التبادلات الحضارية والتعلم المتبادل. في الوقت الحاضر يقف البناء المشترك للحزام والطريق عند نقطة انطلاق جديدة. ومن خلال التمسك بالتشاور والبناء المشترك، والتمسك بالترابط والتعاون، وتخفيف صعوبات التنمية وجمع الابتكار والسعي للحصول على مباركة المشاركة مع الانفتاح، فإن البناء المشترك عالي الجودة لهذا المشروع سيستمر بالتأكيد في تحقيق التقدم وفتح مساحة للنمو الاقتصادي العالمي، وتقديم مساهمات جديدة لتحسين رفاهية جميع الشعوب.