الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

معرض الرياض الدولي للكتاب 2023.. الكتاب بوابة التبادلات والتعلم بين الحضارتين الصينية والعربية

10 أكتوبر 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ اختتم معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، أحد أكبر معارض الكتاب في المنطقة العربية، يوم 7 أكتوبر الجاري فعالياته التي أطلقها على مدار عشر أيام في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، تحت شعار "وجهة ملهمة"، ومشاركة أكثر من 1800 دار نشر من أكثر من 30 دولة ومنطقة حول العالم، واستقطب أكثر من مليون زائر.

وخلال معرض الكتاب، شاركت دور النشر الصينية بشكل مكثف في المعرض، والتقت عدد من الكتب المتميزة ذات الطابع الصيني مع قراء من الدول العربية، كما أقيمت عدد من أنشطة التبادل الثقافي الصيني السعودي، والصيني العربي، مما ضخ زخما جديدا في تعزيز التعاون في مجال النشر الصيني العربي وتعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات.

فهم أكثر شمولا وحيوية وثلاثية الأبعاد لإنجازات التنمية المعاصرة في الصين

بصفته وكيل مبيعات كتاب"شي جين بينغ: حوكمة الصين" في المنطقة العربية، قال أحمد سعيد، المدير العام لمجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية بمصر: "يأمل العديد من القراء في فهم أكثر شمولا وحيوية وثلاثية الأبعاد لإنجازات التنمية المعاصرة في الصين من خلال قراءة هذا الكتاب.

استغل صالح حمد السحيباني، المندوب السعودي الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، إجازته القصيرة لزيارة معرض الكتاب واختيار كتبه المفضلة، وأمام جناح الكتب الصينية، التقط صالح النسخة العربية من المجلد الرابع من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" متصفحه بعناية، قائلا:" إنه في السنوات العشر الماضية، حققت الصين إنجازات تنموية عظيمة، مما سمح للعالم رؤية المزايا الفريدة لنموذج الحوكمة الصيني، والتعلم من تجربة الحكم في الصين."

ويصادف هذا العام الذكرى العاشرة للبناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق". وبهذه المناسبة، تم الكشف عن عدد من الكتب باللغة العربية حول موضوع البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" في معرض الكتاب، مما يوفر للقراء فهمًا أعمق لإنجازات "الحزام والطريق" التي تم بناؤها بشكل مشترك.

وقال حمد التويجري، الأستاذ المشارك في قسم الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال بجامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية، إنه في السنوات الأخيرة، تماشى البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" بشكل وثيق مع "رؤية المملكة العربية السعودية 2030" وعززت بشكل فعال العلاقات بين المملكة العربية السعودية والصين. " أعتقد أنه من خلال التعاون بين دوائر النشر في البلدين، يمكن ضخ المزيد من القوة الأيديولوجية في التنمية المستقرة وطويلة الأجل للعلاقات السعودية ـ الصينية."

تقديم المزيد من المساهمات لتعزيز التبادلات الثقافية والصداقة الشعبية بين الصين والمملكة العربية السعودية

يقف أما الجناح صبي سعودي بالغ من العمر 14 عاماً يبحث عن كتب التاريخ الصيني القديم، وقال للصحفيين، إنه يتعلم اللغة الصينية منذ 10 أشهر، ولديه المزيد من الأصدقاء الذين يتعلمون اللغة الصينية من حوله. "آمل أن تتاح لي الفرصة لدراسة التاريخ الصيني بعمق لفهم الثقافة الصينية بشكل أفضل."

في السنوات الأخيرة، ومع التطور المستمر للعلاقات الصينية ـ السعودية، قامت الحكومة السعودية بدمج اللغة الصينية في نظام التعليم الوطني، وارتفعت حرارة تعلم اللغة الصينية في المملكة. ما دفع الى تدفق لا نهاية له من القراء السعوديين الذين يتطلعون إلى شراء الكتب المدرسية الصينية في المعرض.

قامت مجموعة بيت الحكمة الدولية للاتصالات الثقافية التي شاركت في معرض الرياض الدولي للكتاب لأول مرة، بجلب مادة تعليم اللغة الصينية "تعلم اللغة الصينية بحكمة ". وبحسب ما يونغ ليانغ، رئيس شركة بيت الحكمة السعودية للغات، فإن هذه المجموعة من المواد التعليمية تسعى جاهدة إلى أن تكون قريبة من ثقافة الدول العربية وخلق جو أكثر استرخاء للطلاب لتعلم اللغة الصينية، وقد تم اعتمادها من وزارة التعليم السعودية وهي قيد الاستخدام في أكثر من 10 مدارس.

وخلال معرض الكتاب ايضاً، تم تدشين "مكتبة طريق الحرير·رف الكتب الصينية" التي تبرعت بها شركة سينوبك لجامعة الملك سعود، والتي تضم أكثر من 1000 كتاب تغطي الاقتصاد والمجتمع، والتاريخ والثقافة، والأدب والفن، والعلوم والتكنولوجيا في الصين، وتدريس اللغة الصينية. وقال يزيد آل الشيخ نائب رئيس جامعة الملك سعود، إن هذه الكتب الصينية الرائعة ستثري تدريس اللغة الصينية والمواد البحثية الصينية في المدرسة وتساعد الشعب السعودي على تعلم المزيد عن الصين.

وقال ليان مينغ شيانغ، الممثل العام للمكتب التمثيلي لسينوبك في الشرق الأوسط، إن رف الكتب الصينية هذا، هو الثالث من نوعه الذي تموله سينوبك في المملكة العربية السعودية، وأضاف: "سنواصل تعزيز التعاون مع جامعة الملك سعود والأطراف المعنية وتقديم المزيد من المساهمات لتعزيز التبادلات الثقافية والصداقة الشعبية بين الصين والمملكة العربية السعودية."

العرب والصين نموذجان للتبادل والحوار بين الثقافات

كأحد الأنشطة المهمة خلال معرض الكتاب هذا، وقعت الصين والمملكة العربية السعودية خطط تنفيذ المشروع في مجالات الأدب والنشر والترجمة، وفتح فصل جديد في تبادلات النشر والتعاون بين البلدين.

أشار يحيى بن جنيد، رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي السعودي، إلى أن الصين تتمتع بتاريخ طويل وثقافة رائعة، وإن تزايد نفوذ الصين الدولي في السنوات الأخيرة، جعل المزيد من القراء الدوليين يسعون نحو معرفة المزيد عن الصين. "تعلق الدول العربية أهمية كبيرة على صناعة الترجمة والنشر العربية الصينية، وتأمل في مساعدة المزيد من القراء العرب على فهم الصين من خلال هذا العمل."

وتولي نورا القطاني، أستاذة مساعدة في قسم الادب بجامعة الملك سعود، اهتمامًا خاصًا بنشر الأعمال المترجمة بين العربية والصينية. وأمام جناح الكتب الصينية، أشارت إلى أعمال مترجمة مثل "الأدب العربي في عيون العلماء الصينيين"، قائلة:" إن كلا من العرب والصين لديهما حضارات طويلة، ويمكن لترجمة الكتب أن تساعد القراء من الجانبين على فهم بعضهم البعض بشكل أفضل، ومواصلة إرساء أساس متين للتعاون في عملية التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات." مضيفة:" بعد عودتي إلى المدرسة، سأوصي الطلاب بهذه الكتب لمساعدتهم على فهم الصين بشكل أعمق".

كما أقيم خلال معرض الكتاب حفل إطلاق مكتبة "الحزام والطريق" للصداقة الصينية العربية، والتي تضم أكثر من 50 كتابا في ثلاث سلاسل: "سلسلة الكلاسيكيات الصينية في الترجمة العربية"، و"سلسلة روائع الكتب للكتاب المشهورين الحديثين والمعاصرين"، و"سلسلة التبادل والتعلم المتبادل بين الحضارات"، وتغطي العديد من التخصصات بما في ذلك الفلسفة والاقتصاد والسياسة والأدب وغيرها. وقال ما تشاويانغ، المدير العام لدار نشر جامعة المعلمين ببكين، إن هذه الأعمال تظهر للقراء الأجانب القيم الصينية المعاصرة والقيم المشتركة للبشرية جمعاء من مختلف الزوايا، ولها تأثير إيجابي على تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والعربية وترسيخ الأساس الإنساني لمجتمع مصير مشترك بين الصين والدول العربية.

وفي الآونة الأخيرة، بلغ حجم تجارة حقوق النشر بين الصين والدول العربية 2000 مادة لسنوات عديدة متتالية، وهو ما يمثل 10% من إجمالي تجارة حقوق النشر بين الصين والدول الأخرى في العالم. وقال بشار شبارو، الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب:" تتمتع الصين بخبرة وموارد غنية في مجال النشر، ونأمل في توسيع عمليات التبادل والتعاون في مجال النشر العربي الصيني لتغطية المجالات الناشئة مثل النشر الرقمي وقواعد البيانات المعرفية والكتب الصوتية."

وفي مواجهة الاتجاه الجديد للتنمية الرقمية العالمية، تعاونت مؤسسات النشر الصينية والعربية لتطوير مواقع الكتب الإلكترونية العربية، ومنصات القراءة الرقمية العربية، ومنصات تجارة حقوق النشر الصينية العربية، لتحقيق رقمنة الكتب الصينية والعربية عالية الجودة. ووفقا لقوان هونغ، نائب المدير العام لشركة ووتشو للنشر والإعلام المحدودة، فقد تجاوز عدد تنزيلات تطبيق الهاتف المحمول لمنصة القراءة الرقمية التي أطلقتها الشركة 8.8 مليون، مع مستخدمين في 175 دولة ومنطقة، لتحتل المرتبة الثانية بين منصات القراءة الرقمية للناشرين العرب المحليين.

"إن العرب والصين نموذجان للتبادل والحوار بين الثقافات." قال عبد الله الكعبي، رئيس اتحاد الناشرين الإماراتيين، إن تجارة حقوق الطبع والنشر للكتب العربية الصينية قد شهدت تطورا قويا في السنوات الأخيرة، ، ويحظى الكتاب الصينيون بشعبية كبيرة بين القراء في الدول العربية، كما توفر تجربة الصين مرجعا مفيدا لتطوير صناعة النشر في الدول العربية. آملا في أن يواصل الطرفان تعزيز التعاون والتبادلات في مجال النشر ولعب دور أكبر في تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارتين العربية والصينية.

صور ساخنة