الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

تعليق: في الذكرى العاشرة لمبادرة " الحزام والطريق".. ماذا سيجلب معرض الصين الدولي للاستيراد السادس للعالم؟

تتزين شنغهاي في الفترة الأخيرة بألوان اعلام دول العالم أجمع لاستقبال العرس التجاري السادس خلال الفترة من 5 الى 10 نوفمبر الجاري، والذي أصبح أهم الاحتفالات التي تستضيفها شانغهاي كل سنة لتعزيز التبادلات والتعاون بين الشركات والأطراف الأخرى. ويعد معرض الصين الدولي للاستيراد، مبادرة صينية ذاتية، وحدثا غير مسبوق في العالم، وهو منتج عام تقدمه الصين لدعم تحرير التجارة وباء اقتصاد عالمي مفتوح، وهو يعكس مسؤولية الصين عن توسيع الواردات وزيادة الحيوية للاقتصاد العالمي.

ويصادف معرض الصين الدولي للاستيراد السادس هذا العام الذكرى العاشرة لمبادرة " الحزام والطريق"، التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، وخلال عشر سنوات، وقعت أكثر من 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية على أكثر من 230 وثيقة تعاون بشأن المبادرة. وقال الرئيس الصيني في كلمة القاها خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي المنعقدة مؤخرا: "إن الغاية الأصلية لهذه المبادرة هي تعزيز تناسق السياسات وترابط المنشآت وتواصل الأعمال وتداول الأموال وتقارب الشعوب مع كافة دول العالم، استلهاما من طريق الحرير القديم، وتركيزا على التواصل والترابط، بما يضفي طاقة محركة جديدة على النمو الاقتصادي العالمي، ويفتح مجالا جديدا للتنمية العالمية، ويشكل منصة جديدة للتعاون الاقتصادي الدولي."

منذ البداية، ركزت مبادرة "الحزام والطريق" على الاستثمار في البنية التحتية سعيا لتحقيق التنمية المشتركة. وقد تم الانتهاء من عدد من مشاريع لبنية التحتية البارزة، مثل سكة حديد الصين -لاوس، وسكة حديد جاكرتا- باندونغ فائق السرعة، وميناء بيرايوس، مع بداية تشغيلها، كما وقعت الصين 21 اتفاقية تجارة الحرة مع 28 دولة ومنطقة. وفي مجال التبادل التجاري، بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين الصين والدول المطلة على "الحزام والطريق" 19.1 تريليون دولار أمريكي من عام 2013 إلى عام 2022. وحققت إنجازات عظيمة وجلبت عوائد فعلية للعالم، واتسعت دائرة أصدقائها باستمرار على مدى السنوات العشر الماضية. كما عززت الصين التنمية عالية الجودة في البناء المشترك لـ "الحزام والطريق"، وباعتبارها الدولة الأولى في العالم من حيث عدد السكان، وثاني أكبر اقتصاد وثاني أكبر مستورد ومستهلك في العالم، فإن معرض الصين الدولي للاستيراد سيوفر منصة تبادل رئيسية للتواصل وعرض منتجاتها وجعل علاماتها التجارية معروفة للبلدان على طول الطريق.

منذ أن نظم أول معرض الصين الدولي للاستيراد في شانغهاي في نوفمبر 2018، أصبح أول معرض على المستوى الوطني موضوعه الاستيراد، نافذة للصين لبناء نمط تنمية جديد، ومنصة لتعزيز الانفتاح رفيع المستوى، وسوق دولي يضمن دول العالم أجمع. مما يؤكد ما قاله الرئيس الصيني شي جين بينغ في الكلمة التي القاها خلال الافتتاح، حيث أكد على ثقته التامة بمستقبل الاقتصاد الصيني، وأشار إلى أن هذا المعرض يعد خطوة مبتكرة ورائدة في تاريخ تطور التجارة الدولية. وحتى الآن، شاركت 131 دولة ومنظمة دولية، وأطلق حوالي 2000 منتج جديد وتقنيات جديدة وخدمات جديدة، مع حجم معاملات تراكمي مقصود البالغ حوالي 350 مليار دولار أمريكي.

وفي الوقت الحاضر، أكدت أكثر من 60 دولة مشاركتها في المعرض الوطني الشامل لمعرض الصين الدولي للاستيراد لهذا العام، كما أكدت منظمات دولية مثل منظمة التجارة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، ومركز التجارة الدولي مشاركتها ايضاً. وعلى صعيد معارض الشركات، فقد قامت نحو 3000 شركة بالتسجيل للمشاركة في المعرض، وتبلغ مساحة العرض أكثر من 360 ألف متر مربع.

وككل عام منذ عام 2018، ينظم معرض الصين الدولي السادس للاستيراد(CIIE) هذا العام في المركز الوطني للمؤتمرات والمعارض (شنغهاي) في الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر، ويوفر المعرض هذا العام قوة دافعة أخرى لمساعدة الانتعاش الاقتصادي للبلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق"، حيث يتيح فرصا لتعزيز التبادلات والتعاون بين الشركات والأطراف الأخرى على طول الطريق. وحسب ما تناولته الصحف الصينية المحلية، بلغ عدد الشركات وشركات فورتشن 500 والشركات الرائدة في الصناعة المشاركة في المعرض هذا العام مستوى قياسي، كما سيشارك حوالي 1500 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، بزيادة 40٪ تقريبًا مقارنة بالدورة السابقة، ومن المتوقع أن يحضر أكثر من 330 ضيفا من أكثر من 30 دولة ومنطقة منتدى هونغتشياو الاقتصادي الدولي.

كما سيتم عرض لأول مرة، مجموعة متنوعة من الأجهزة الطبية المتقدمة، والأدوية المبتكرة، ومعدات الطاقة منخفضة الكربون، والمعدات الصناعية الذكية، ومركبات الطاقة الجديدة، ومنتجات التجميل عالية التقنية، والأغذية عالية الجودة، وما إلى ذلك. ولأول مرة عالمياً، تم تجهيز منطقة المعرض بأحدث التخصصات، ويرتبط ابتكار الموضوع ارتباطًا وثيقًا بالموضوعات الساخنة. وبالنسبة للتنمية عالية الجودة، سيشهد المعرض هذا العام، زيادة في منتجات تكنولوجيا الطاقة ومنخفضة الكربون وحماية البيئة وصناعة بذور المحاصيل والدوائر المتكاملة والمجالات الخاصة الأخرى بنسبة 30٪ مقارنة بالدورة السابقة.

إن معرض الصين الدولي للاستيراد ليس مجرد منصة للعديد من المنتجات الجديدة والتقنيات الجديدة والخدمات الجديدة التي سيتم إطلاقها عالميًا ولأول مرة في الصين فحسب، ولكنه منصة تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري الدولي وتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع. كما لا يساعد المعرض في استئناف العمل والإنتاج في هذه الدول، ولكنه يسمح للشركات بالعثور على اتجاهات جديدة في السوق.

وحتى يوفر معرض الصين الدولي للاستيراد السادس فرص لعدد أكبر من الشركات للمشاركة، والسماح لهم بتقاسم الفرص في السوق الصينية، أصدرت الحكومة الصينية سلسلة من التدابير السياسية مثل "آراء حول تعزيز النطاق المستقر والهيكل الأمثل للتجارة الخارجية" يتم العمل بها ابتداءا من هذا العام، كما ستعمل وزارة التجارة الصينية مع الإدارات المعنية على اتخاذ تدابير متعددة لتعزيز استيراد المنتجات العالمية عالية الجودة، وتوجيه مختلف المحليات لتنفيذ ابتكار السياسات بشكل فعال على أساس الخصائص والمزايا المحلية، وبناء عدد من منصات استيراد السلع الاستهلاكية ومراكز تجارة السلع السائبة، وتعزيز التكامل العميق بين تجارة الواردات والصناعة والاستهلاك، وتشكيل وضع جديد على الصعيد الوطني حيث يعزز الاستيراد الابتكار، ويحفز الزخم والإمكانات لتنمية الواردات.

باستعراض مسيرة الإصلاح والانفتاح في الصين منذ عام 1978، نجد أن تخفيض الرسوم الجمركية وزيادة الواردات مطلب للتنمية الاقتصادية في الصين. ووفقا لما صرحت به وزارة التجارة الصينية مؤخراً، فإنه استنادًا إلى اتفاقيات التجارة الحرة وترتيبات التجارة التفضيلية التي تم التوقيع عليها ودخولها حيز التنفيذ، ستطبق الصين معدلات ضريبة الاتفاق على بعض السلع المستوردة بموجب 19 اتفاقية والتي تنشأ في 29 دولة أو منطقة، ومواصلة خفض معدلات الضرائب، من أجل إطلاق العنان لإمكاناتها الاستيرادية بشكل مستمر.

صور ساخنة