الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

ست سنوات على التوالي .. مصر تحرص على المشاركة في معرض الصين الدولي للاستيراد

8 نوفمبر 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أكد عادل زهران، المستشار التجاري بالمكتب التجاري المصري التابع للقنصلية العامة المصرية في شانغهاي، أن مصر حريصة على المشاركة في معرض الصين الدولي للاستيراد منذ انطلاقه عام 2018، كضيف الشرف بدعوة من الجانب الصيني، وذلك بحضور معالي الدكتور/ مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، في مراسم افتتاح الدورة الأولى من المعرض، حيث شاركت مصر في الدورة الأولى بجناح وطني كبير ضم نحو 25 شركة تمثل قطاعات متنوعة زراعية وصناعية وتجارية، بالإضافة إلى فرع البنك الأهلي المصري في شانغهاي. وحرصت مصر على المشاركة في الدورات المتتالية للمعرض بهدف تعريف الشريك الصيني بالفرص التجارية والاستثمارية المتاحة في مصر إضافة إلى استطلاع آفاق التعاون في مجال التكنولوجيا والعلوم. كما أن العديد من الشركات المتنوعة التي شاركت في الدورات السابقة للمعرض تمركزت في القطاع الزراعي والأغذية، والتي لقيت فرصا وترحيبا في السوق الصينية.

قال عادل زهران في لقاء صحفي مع صحيفة الشعب اليومية أونلاين على هامش معرض الصين الدولي للاستيراد السادس في شانغهاي يوم 5 نوفمبر الجاري، إن هناك شراكة مهمة تربط بين مصر والصين في خطة التنمية المصرية، وأن التبادل التجاري بين مصري والصين قوي، حيث حقق إجمالي المبادلات التجارية نحو 9.9 مليار دولار أمريكي في عام 2021، وبلغت قيمة الاستثمارات الصينية في مصر نحو 7 مليون دولار أمريكي، تشمل قطاعات متعددة في مصر مثل، الطاقة، والكهرباء، والنقل، والبنية التحتية، والموانئ، والأمن الغذائي، والتشييد، والبناء.

تُعتبر مصر أكبر منتج وأكبر مصدر للبرتقال في العالم، وقد احتلت المرتبة الأولى في إنتاج البرتقال وذلك بعد إزاحة إسبانيا التي احتلت المرتبة الأولى لفترة طويلة. قال عادل زهران إن البرتقال المنتج المصري قد لقي ترحيبا واسعا في السوق الصينية منذ تقديمه في هذه السوق. وأكد أن حجم صادرات مصر من البرتقال إلى السوق الصينية تجاوز نحو 150 مليار دولار أمريكي خلال عامي 2018 و2019، لكنه تراجع نوعا ما خلال الفترة الممتدة بين 2020 و2022، وذلك بسبب الوباء والاجراءات الاحترازية التي كانت مطبقة في الصين واضطرابات قطاع اللوجستيات العالمي. وأعرب عن تطلع مصر لإعادة تعزيز الأهداف التي حققها الجانبين في التبادلات التجارية سابقا، بالاعتماد على السوق الصينية الكبيرة، والتغير في النمط الغذائي الصيني الذي بات يميل لتجربة المنتجات الأجنبية. مضيفا أن مصر توفر سلة معقولة من الفواكه في السوق الصينية، مثل البرتقال والماندرين والليمون والجريب فروت والعنب والتمور، وحديثا المانجو والرمان. كما تعمل مصر على صادرات أخرى للصين، مثل القطن الذي يُعتبر من أحد البنود الهامة في هيكل الصادرات المصرية في السوق الصينية، ويصل حجم الصادرات المصرية من القطن سنويا 100 مليون دولار أمريكي في المتوسط، وتصدّر مصر أيضا إلى الصين الأعلاف التي تُستخدم في تسمين الماشية مثل منتج "تفل البنجر"، وهو منتج جانبي من مخلفات مصانغ بنجر السكر، وله سوق واسعة في الصين، وتبلغ الصادرات المصرية للصين من هذا البند نحو 80 مليون دولار أمريكي في المتوسط، حيث تستورد الصين نحو 80% تقريبا من الإنتاج المصري من تفل البنجر.

وحول الذكرى العاشرة لطرح مبادرة " الحزام والطريق"، قال عادل زهران: "إن فلسفة الحزام والطريق في الأساس هي ربط الصين مع الدول الأخرى، وبناء شبكة أسواق من خلال تبادل المنافع، معتمدة في الأساس على تهيئة البنية التحتية اللازمة للتبادل التجاري والاستثمار، والتي تشمل الموانئ، والطرق، والطاقة والاتصالات". مضيفا، أن مصر تعمل على أحد نقاط الارتكاز المهمة في مبادرة "الحزام والطريق"، وهي المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تحديدا، التي تظم أربع مناطق صناعية كبيرة تمثل نقطة ارتكاز ومنصة مهمة جدا لتنفيذ هذه المبادرة، وعلى سبيل المثال، وتمثل منطقة تيدا الصناعية الصينية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس منصة مهمة للشركات الصينية المشاركة في بناء مبادرة "الحزام والطريق" للانطلاق بالمنتجات الصينية من مصر إلى الأسواق الإقليمية في أوروبا وأمريكا وأفريقيا والشرق الأوسط، ويساهم هذا التوجه للشركات الصينية المصنعة في التكامل بين مبادرة "الحزام والطريق" وخطة التنمية المستدامة رؤية مصر 2030 ويؤكد على مبدأ تبادل المنافع من خلال مساعدة الشركات الصينية في التغلب على التحديات العالمية في سلاسل الامداد وتراجع الطلب وأيضا المساهمة في البرنامج الطموح لتوطين الصناعة المصرية وتلبية احتياجات السوق المصرية.

وأشار عادل زهران، إلى أن انضمام مصر إلى تجمع بريكس يُعد خطوة مهمة في تنمية العلاقات المصرية-الصينية، والعلاقات المصرية مع الشركاء سواء المؤسسين في بريكس أو الشركاء المنضمين الجدد، بهدف فتح الاسواق وتكاملها، حيث تشهد سلاسل الامدادات إعادة هيكلتها في العالم كله، وبالتالي فإن انضمام مصر إلى بريكس أو غيرها من المنظمات أو المؤسسات أو التكتلات أو أشكال اقتصادية أخرى يساعد على إيجاد مكان ضمن سلاسل الإمداد الجاري إعادة هيكلتها. كما قد يساعد الانضمام إلى بريكس في التعامل مع بعض التحديات التي تواجه العديد من الأسواق الناشئة ومنها مصر، مثل الضغط على العملات المحلية وارتفاع معدلات التضخم وارتفاع كلفة التمويل نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة عالميا لكبح التضخم. كما يمكن لمصر الاستفادة من التسهيلات التمويلية التنموية التي يقدمها بنك التنمية الجديد التابع للبريكس بالعملات المحلية والموجهة للمشروعات المستدامة والخضراء بحسب سياسة البنك ومنها الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر والذي يُعد من المشروعات ذات الأولوية في مصر، كما أن اعتماد العملات المحلية في التبادلات التجارية بين دول المجموعة مستقبلا سيقلل من ضغط الطلب على العملات الأجنبية.

ومن جانبه، أكد وائل سعد، مدير عام فرع البنك الأهلي المصري بشنغهاي، حرص البنك على المشاركة في معرض الصين الدولي للاستيراد منذ إنطلاقه وحتى خلال فترة الوباء. كما استعرض تاريخ افتتاح فرع البنك الأهلي المصري بشنغهاي، والذي كان عام 1999 كمكتب تمثيلي، ليتحول إلى فرع كامل الخدمات عدا اليوان الصيني عام 2008، وتم أخذ رخصة التعامل بالعملة المحلية اليوان الصيني في أواخر عام 2017. ويُعد فرع البنك الأهلي المصري بشنغهاي، أول بنك في الصين من المنطقة العربية، وأول بنك من المنطقة العربية يحصل على رخصة التعامل بالعملة الصينية. كما أضاف أن هدف الفرع هو تنمية التجارة البينية أو العلاقات الصينية-المصرية أو العلاقات الصينية بدول المنطقة أيضا، مشيرا إلى أن معرض الصين الدولي للاستيراد فتح آفاقا جديدة لتعزيز التعاملات بين مصر والصين وأعطى حافزا أكبر لتعاملات المنطقة التجارية والاستثمارية.

صور ساخنة