القاهرة 13 نوفمبر 2023 (شينخوا) أكد مسؤول بوزارة الزراعة المصرية على التعاون الزراعي الوثيق مع الجانب الصيني، معتبرا أن أرضية التعاون بين البلدين صلبة وقوية وممهدة لتعزيزه في مجالات الميكنة والرقمنة وإنتاج بذور تتحمل الجفاف والملوحة.
وقال المشرف العام على قطاع العلاقات الخارجية بوزارة الزراعة المصرية الدكتور سعد موسى، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، "لدينا كقطاع زراعة علاقات قوية جدا مع الصين، وهناك تعاون وثيق في الكثير من المجالات، من بينها إنتاج التقاوي المتحملة للظروف المناخية المعاكسة، خاصة في المحاصيل الزراعية الاستراتيجية مثل الأرز وبعض أصناف الذرة وفول الصويا ومحاصيل الأعلاف وغيرها".
وتابع موسى قائلا "نتعاون مع الصين من خلال خطط تعاون كل ثلاثة أعوام يتم تجديدها بعد إعادة تقييمها والوقوف على ما تحقق خلالها من إنجازات ومالم يتم، وتحديثها أول بأول وتجديد توقيعها".
وأشار إلى اتفاق مصر والصين على إنشاء لجنة فنية زراعية مشتركة تتولى متابعة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بين الجانبين، لافتا إلى توقيع مذكرة تفاهم أيضا لفتح السوق الصيني أمام صادرات المانجو المصرية.
وشدد موسى على أن أرضية التعاون بين مصر والصين صلبة وقوية وممهدة لتعزيزه، خاصة أن الجانب الصيني متقدم بشكل كبير جدا في القطاع الزراعي، وهناك تعاون فعلي كبير سواء بين الصين ومصر أو الصين والدول العربية والإفريقية.
وبشأن أهم المجالات التي ستشهد تعاونا كبيرا في المرحلة المقبلة بين الجانبين المصري والصيني، قال موسى إن إنتاج الحبوب المتحملة للملوحة والجفاف في ظل التغيرات المناخية، وأيضا الميكنة والرقمنة في إطار ما تمتلكه الصين من تكنولوجيا عالية جدا في هذا المجال تأتي في مقدمة المجالات المرشحة دائما للتعاون المشترك.
وأضاف أيضا أن التعاون في مجال التجارة البينية في القطاع الزراعي سيكون له مردود كبير جدا على الجانبين في المستقبل، معتبرا أن مصر بما تمتلكه من قدرات وخبرات يمكن أن تكون مركزا لنشر التكنولوجيا الصينية المتقدمة في المجال الزراعي بالمنطقتين العربية والإفريقية.
واستبعد المسؤول المصري وجود أي صعوبات أو تحديات أمام التعاون المصري الصيني في المجال الزراعي، قائلا إن "هناك تفاهما كبيرا بين الصين ومصر على مستوى القيادتين السياسيتين، وهناك توافقا بين الجانبين في التركيز على التنمية والسلام والتعاون الدولي، ولا أعتقد أن هناك صعوبات في التعاون أو في تنفيذ المشروعات المشتركة".
وأردف قائلا إن هناك علاقات قوية جدا ومتينة بين القيادتين السياسيتين في مصر والصين، وهو ما يصب في مصلحة تعزيز التعاون في كل المجالات، بما فيها قطاع الزراعة.
وأوضح أن اهتمام مصر بتعزيز التعاون مع الصين له العديد من الآليات التنفيذية، منها "وحدة الصين" برئاسة رئيس الوزراء، وهي لجنة وزارية تجتمع كل فترة لتقييم الموقف التنفيذي للتعاون مع جمهورية الصين الشعبية في كل قطاعات ومجالات التعاون المختلفة.
وأشار موسى أيضا إلى أن "هناك اهتماما صينيا كبيرا لتعزيز أواصر التواصل والتعاون مع الدول العربية، وهو ما برز خلال القمة الصينية - العربية بالمملكة العربية السعودية العام الماضي، والتي أعلنت الصين خلالها عن مبادرات تستهدف تعزيز التعاون المشترك في المجال الزراعي من بينها إرسال 500 من الخبراء الصينيين لمساعدة الدول العربية على زيادة الإنتاج من الحبوب، بالإضافة إلى إنشاء 9 مراكز تدريبية بالمنطقة العربية ومنها مركز مكافحة التصحر ومركز الأرز المقرر إنشائهما بمصر".
وتابع "نسعى جاهدين أن تستفيد مصر من هذه المبادرات الصينية".
وقال موسى إن وزير الزراعة المصري السيد القصير تلقى دعوة لحضور الملتقى الصيني - الإفريقي الثاني، معتبرا أنها دلالة على اهتمام الجانب الصيني بتعزيز التعاون الثنائي مع الدول العربية والإفريقية.