اختتمت مؤخرا فعاليات الدورة السادسة لمعرض الصين الدولي للاستيراد بشنغهاي، حيث بلغ حجم الصفقات المبدئية التي تم توقيعها 78.41 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 6.7٪ عن دورة السنة الماضية. ويشهد المعرض تحسنا فشيئا، مما يدل على جاذبية تعزيز الصين المستمر للانفتاح رفيع المستوى وضخ طاقة إيجابية في الانتعاش الاقتصادي العالمي.
وخلال هذه الدورة، أظهرت جميع الأطراف ثقتها في آفاق التنمية في الصين. حيث تجاوز عدد الشركات المصنفة ضمن أفضل 500 شركة في العالم والشركات الرائدة في المجال الصناعي عدد الشركات المشاركة في السنوات السابقة، وجاء التمثيل العالمي لهذه المؤسسات، وظهورها الآسيوي ومشاركتها في معرض الصين لأول مرة كثيفا للغاية. وهكذا تكون الشركات الأجنبية قد أدلت بتصويت على الثقة في الاقتصاد الصيني بإجراءات ملموسة. ووفقا للبيانات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية، انه في الفترة من يناير إلى سبتمبر من هذا العام، زاد عدد الشركات الأجنبية الجديدة التي تستثمر في الصين بنسبة 32.4٪ على أساس سنوي. وفقا لمسح أجراه المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية ، فإن ما يقرب من سبعين بالمائة من الشركات الأجنبية التي شملها الاستطلاع متفائلة بشأن آفاق السوق الصينية في السنوات الخمس المقبلة. ورفع صندوق النقد الدولي مؤخرا توقعاته للنمو الاقتصادي للصين في عام 2023 إلى 5.4٪. كما رفع جيه بي مورجان تشيس ويو بي إس ودويتشه بنك وغيرهم مؤخرا توقعاتهم للنمو الاقتصادي في الصين هذا العام. "يتمتع نظام سلسلة التوريد في الصين بمرونة وإمكانات هائلة“،”المرونة والابتكار من السمات الرئيسية للاقتصاد الصيني وبالنسبة لنا يمثل هذا فرصة لتلبية احتياجات السوق الاستهلاكية والاقتصاد الصيني". بهذه الكلمات أشاد قادة الشركات متعددة الجنسيات المشاركة في معرض الصين الدولي للاستيراد بمرونة وإمكانات الاقتصاد الصيني، وأظهروا ثقتهم الراسخة في تعميق العمل في السوق الصينية.
وفي معرض الصين الدولي للاستيراد هذا العام، شهد العالم أيضا تصميم الصين على مواصلة توسيع انفتاحها. في الكلمة التي بعث بها إلى المعرض، أشار الرئيس شي جين بينغ قال بكل وضوح: "معرض الصين الدولي للاستيراد ليس فقط للصين، ولكنه أيضا للعالم. هذا ليس معرضا عاديا ولكنه قرار رئيسي للصين لتعزيز جولة جديدة من الانفتاح رفيع المستوى وإجراء رئيسي للصين لأخذ زمام المبادرة لفتح سوقها للعالم." هذا ويفسح المعرض المجال كاملا لدور المنصات الأربع الرئيسية للمشتريات الدولية، وترويج الاستثمار، والتبادلات الشعبية، والتعاون المفتوح، ويوفر فرص السوق والاستثمار والنمو لجميع الأطراف المشاركة في المعرض. وسواء كانت منتجات محلية من البلدان أقل نموا أو منتجات ذات تكنولوجيا عالية من البلدان المتقدمة، فقد استقلت جميعها القطار السريع لمعرض الصين الدولي للاستيراد لتسريع اندماجها في سوق التجارة العالمية. وقالت شخصيات دولية إن "الصين المنفتحة خلقت المزيد من الفرص للتعاون في العالم" وإن "تصميم الصين على بناء اقتصاد مفتوح ضخ قدرا كبيرا من اليقين والزخم في الاقتصاد العالمي".
يصادف هذا العام الذكرى الـ45 للإصلاح والانفتاح في الصين والذكرى الـ10 لبناء منطقة التجارة الحرة التجريبية. وتم مؤخرا إنشاء منطقة التجارة الحرة التجريبية الـ22 في الصين، وهي منطقة التجارة الحرة التجريبية في شينجيانغ. من إنشاء منطقة لينقانغ الخاصة لمنطقة التجارة الحرة التجريبية في شنغهاي إلى تنفيذ التنمية المتكاملة لمنطقة دلتا نهر اليانغتسي، من إصدار وتنفيذ الخطة الشاملة لبناء ميناء التجارة الحرة في هاينان وخطة التنفيذ لشنتشن لزيادة توسيع الإصلاح والانفتاح ومواصلة تحسين بيئة الأعمال وتعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية، تم تنفيذ سلسلة من التدابير التي أعلنتها الصين بمناسبة إقامة معرض الصين الدولي للاستيراد لتوسيع الانفتاح واحدة تلو الأخرى، مما يخلق باستمرار فرصا جديدة للسوق العالمية. وقال نائب رئيس الوزراء ووزير التجارة التايلاندي، بوتان ويساياتشا، إن معرض الصين الدولي للاستيراد ينقل تصميم الصين على مواصلة الانفتاح على العالم الخارجي، ويظهر بشكل كامل رغبة جميع الأطراف في توسيع التعاون، ويجلب فرصا جديدة للشركات العالمية، وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة.
ومع الانتعاش البطيء للاقتصاد العالمي وتباطؤ التجارة العالمية، من الأهمية بمكان أن تعزز جميع البلدان الانفتاح والتعاون وأن تعمل معا للتصدي للتحديات. وستواصل الصين استضافة المعارض الكبرى مثل معرض الصين الدولي للاستيراد، وبناء منصة تعاون مفتوحة، وتعزيز المزيد من التوافق بشأن الانفتاح والتعاون، والمساهمة في الانتعاش الاقتصادي العالمي والتنمية والرخاء العالميين.