الصفحة الرئيسية >> الثقافة والحياة

مقالة : محاضرات الثقافة الصينية التقليدية تحظى بإقبال كبير في المجتمعات الريفية بالصين

/مصدر: شينخوا/   2023:11:27.14:38

جينان 27 نوفمبر 2023 (شينخوا) في عطلات نهاية الأسبوع، يأتي الأطفال في قرية روانجيا دائما إلى قاعة المحاضرات مبكرا بدلا من التوجه إلى الملاعب.

وفي هذه القرية التابعة لمدينة تشيويفو، مسقط رأس الفيلسوف الصيني القديم كونفوشيوس في مقاطعة شاندونغ بشرقي الصين، يتم توفير دروس الثقافة الصينية التقليدية مجانا في نهاية كل أسبوع في قاعة المحاضرات الكونفوشيوسية، حيث تجذب أكثر من 30 تلميذا.

هذا وقال هو ون تشه، طالب يبلغ من العمر 10 سنوات،"أدرس هنا في قاعة المحاضرات الكونفوشيوسية منذ أكثر من ثلاث سنوات. أحب ما تعلمته هنا - المقصوصات الورقية، والرسم الصيني التقليدي، وصنع تماثيل العجين، وكل شيء".

وقبل عشر سنوات، تم إنشاء أول قاعة محاضرات كونفوشيوسية في قرية بيدونغيه بمحافظة سيشوي بالقرب من جبل نيشان، حيث يُعتقد أن كونفوشيوس قد ولد.

وقد اجتمعت مجموعة من العلماء المتخصصين في الكونفوشيوسية من داخل الصين وخارجها في القرية وناقشوا كيفية تنشيط الثقافة الصينية التقليدية في المجتمع الحديث، وخاصة في المناطق الريفية.

ومنذ ذلك الحين، يلقي المحاضرون والمتطوعون محاضرات عن الكلاسيكيات الكونفوشيوسية ويسردون قصصا تتعلق بفلسفة الانسجام والنزاهة وفلسفة بر الأبناء في قاعات المحاضرات الكونفوشيوسية، التي تجمع بين الثقافة الصينية التقليدية والأعراف الاجتماعية الحديثة.

وحتى الآن، أنشأت مقاطعة شاندونغ أكثر من 22 ألف قاعة محاضرات كونفوشيوسية في المجتمعات السكنية الريفية على مدار العقد الماضي، وتعقد أكثر من 120 ألف نشاط ثقافي كل عام.

وفي السنوات الأخيرة، أدخلت مقاطعة شاندونغ قاعة المحاضرات الكونفوشيوسية ضمن نظام الخدمة الثقافية العامة الريفية ووضعت معايير موحدة للمرافق ومحتويات الدورات ومؤهلات المحاضرين والأنشطة لجعل تلك القاعات منصة للتواصل الثقافي.

وأصبحت قاعات المحاضرات الكونفوشيوسية، التي ما برحت تعمل منذ عشر سنوات، تحظى بشعبية متزايدة من خلال تقديم تجارب تفاعلية وغامرة على نحو أكبر، حيث باتت تجذب الشباب الآن. وبالإضافة إلى دروس حول الكلاسيكيات الكونفوشيوسية، يمكن للأطفال الآن المشاركة في الأنشطة الثقافية التقليدية مثل قطع الورق والرسم والخط والآلات الموسيقية التقليدية.

وبدأت قاعات المحاضرات الكونفوشية في المجتمعات الريفية في العمل كمراكز ثقافية تتجذر فيها الثقافة الصينية التقليدية، مما يسمح لمزيد من الناس بالوصول إلى تجارب ثقافية متنوعة.

وعند الاقتراب من قاعة المحاضرات الكونفوشيوسية في قرية تشينغيه في مدينة جينان، حاضرة مقاطعة شاندونغ، من الممكن أن يسمع الناس أولا اللحن المتواصل لأوبرا ووين، وهي أوبرا شعبية محلية تقليدية لها تاريخ يقارب 300 عام.

وكمهد للأوبرا، تحاول قرية تشينغيه الآن نشر هذا الشكل الفني القديم في قاعة المحاضرات الكونفوشيوسية.

وقالت تشانغ قوي لان، قروية تبلغ من العمر 77 عاما، "لم أفوت أيا من المحاضرات التي تُقدم مع عروض أوبرا ووين، إذ أني أحب ذلك كثيرا".

ومن جانبه؛ قال ما بن لي، أمين فرع الحزب الشيوعي الصيني في القرية، إن أوبرا ووين كانت على وشك الانقراض، مضيفا: "الآن، من خلال المحاضرات الكونفوشيوسية المنتظمة، يمكن لمزيد من الناس الاستمتاع بهذا التراث الثقافي غير المادي".

بدوره؛ قال جي ران ران، المسؤول في مركز توريث وتطوير الثقافة التقليدية في محافظة سيشوي: "نأمل من خلال بناء ونشر قاعات المحاضرات الكونفوشيوسية، أن تتاح للناس من جميع الأعمار فرصة الاستمتاع بالثقافة الصينية التقليدية".

صور ساخنة