الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

فكرة "مجتمع المصير المشترك للبشرية" من وجهة نظر كاتب عراقي

فكرة

بقلم: أحمد محمد، كاتب عراقي مهتم بالشأن الصيني، وعضو في جمعية الصداقة العراقية الصينية

يعتبر مفهوم "مجتمع المصير المشترك للبشرية" واحدا من المفاهيم الأكثر أهمية في الرؤية العالمية للرئيس الصيني شي جين بينغ. وقد أصبح هذا المفهوم أيضا حجر الزاوية في السياسة الخارجية الصينية الراهنة.

يمكن فهم فكرة "مجتمع المصير المشترك" على أنها عالماً يحدده التعاون المتبادل، ونوع جديد من العلاقات الدولية القائمة على التعاون المربح للجانبين، والاحترام المتبادل لطرق التنمية؛ وتعزيز التنمية المشتركة لجميع الدول، والحفاظ على الوحدة والاستقرار لجميع دول وشعوب العالم، وضرورة التماسك في الأوقات الصعبة، وتقاسم الحقوق وتحمل الالتزامات، وتعزيز المصالح المشتركة للبشرية.

أثناء تفشي كوفيد-19 دفع مبدأ "مجتمع المصير المشترك للبشرية" الصين إلى تقديم المساعدة لجميع دول للعالم، مثل الأقنعة الواقية والمعدات الطبية وحتى إرسال الأطباء، وتعزيز التعاون والتضامن والدعم المتبادل لمواجهة الوباء والتغلب على التحديات، كما دعمت الصين الدول النامية الأفريقية خاصه من خلال إسقاط الديون عنها ومساعدتها ماليا.

كما لا يمكننا أن نهمل حقيقة أن العالم قرية صغيرة، وأن البشر يعيشون معا على كوكب واحد في الأرض. لذلك فإن بناء مجتمع المصير المشترك تدعو إلى التضامن وتقاسم الأفراح والأحزان، والازدهار المشترك، وتأسيس عالم يربح فيه الجميع. ويمكن ربط ذلك بما يقول التراث الصيني "إن كل الأشياء تنمو معًا دون أن تؤذي بعضها البعض، وتسير بشكل متوازي دون أن تتعارض مع بعضها البعض".

وفي هذا السياق ذكر الرئيس الصيني شي جين بينغ: "إن مجتمع المصير المشترك للبشرية، مثل اسمه، يعني ارتباط مستقبل ومصير جميع الأمم والدول ارتباطا وثيقا. حيث ينبغي له المشاركة في السراء والضراء، والعمل سويا لجعل كوكب الأرض الذي ولدنا عليه ونعيش عليه عائلة كبيرة متناغمة، وترجمة تطلّعات الشعوب لحياة أفضل على أرض الواقع." فيجب على كل الدول أن تبذل قصارى جهودها لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية.

وهذه المبادئ النبيلة التي استنتجتها الأمة الصينية في الدعوة إلى الوئام بين جميع الشعوب، والتطلع إلى عالم جميل "يمكن أن يكون البديل عن الإمبريالية الغربية التي استعمرت الدول وسرقت الشعوب. وفي الواقع، إن الصين تهدف إلى تقديم نموذج فريد للعالم، مختلفا عن نموذج القوى الغربية. والدفع نحو عالم أكثر عدالة ومساواة.

كما يمكن وصف مبادرة الحزام والطريق بأنها "منصة عملية مهمة" لجعل مجتمع المصير المشترك حقيقة واقعة.

حيث تهدف هذه المبادرة إلى ربط بلدان العالم ببعضها البعض عبر شبكة من الطرق البرية، والسكك الحديدية، والموانئ، وخطوط أنابيب النفط والممرات البحرية وشبكات الاتصال السلكية واللاسلكية التي تمر بالصين وبلدان أخرى. وتعكس هذه المبادرة رؤية الصين إلى التعاون من أجل تحقيق التعاون والتنمية المستدامة مع باقي الدول. كما يمكن القول إن هذه المبادرة تهدف إلى تحويل فرص العالم إلى فرص للصين، وفرص الصين إلى فرص العالم.

وقد حظيت مبادرة بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية بترحيب ودعم متزايد من قبل شعوب العالم كافة. ويجب علينا العمل جاهدين على بناء عالم بعيد عن الخوف ينعم بالأمن والحرية والعيش الرغيد. وعلينا أيضا التمسك بفكرة " أنت بخير، أنا بخير، والجميع بخير". فكل البشر هم من أصل واحد، وليس هناك مبرر للحروب والصراعات والقتل والاستغلال، بل يجب تعبيد الطريق لمستقبل مشترك سعيد ومضيء.

صور ساخنة