الدوحة 30 نوفمبر 2023 (شينخوا) أكد أحمد بن سعيد الرميحي، المدير العام لوكالة الأنباء القطرية ((قنا)) على حاجة الإعلام العالمي إلى إظهار المسؤولية تجاه خدمة المصالح العامة من خلال خلق بيئة رأي عام إيجابية وصحية ومتناغمة باتجاه تعزيز الرخاء العالمي.
صرح بذلك الرميحي في مقابلة مكتوبة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) قبيل سفره إلى الصين للمشاركة في القمة العالمية الخامسة للإعلام التي تستضيفها وكالة أنباء ((شينخوا)).
وقال الرميحي، وهو أيضا دبلوماسي وكاتب كبير، "إن وسائل الإعلام تلعب دورًا حيويًا في نقل المعلومات وزيادة الوعي، ويتعين أيضا على الإعلام العالمي إظهار مسؤولية تجاه خدمة المصالح العامة من خلال خلق بيئة رأي عام إيجابية وصحية ومتناغمة".
وأوضح أن دور وسائل الإعلام في معالجة القضايا العالمية وضمان وجود جمهور مستنير هو دور أساسي ومتعدد الأوجه، ويشمل:
أولا، رصد الأحداث: فوسائل الإعلام تتبع وتغطي القضايا العالمية بشكل مستمر، مما يساهم في إبقاء الجمهور على علم بالتطورات والأحداث الدولية.
ثانيا، نقل المعلومات: تقوم وسائل الإعلام بنقل المعلومات والأخبار عن القضايا العالمية بطريقة مستقلة وموضوعية، مما يساعد الجمهور على فهم الأوضاع الدولية.
ثالثا، إثراء التحليل: توفر وسائل الإعلام تحليلات ومقالات تساهم في فهم أعمق للقضايا العالمية وتقديم وجهات نظر متعددة.
رابعا، تشجيع النقاش: تساهم تغطية وسائل الإعلام في إثارة النقاشات والحوارات حول القضايا العالمية وتوجيه الانتباه إلى القضايا المهمة.
خامسا، نشر الوعي: تلعب وسائل الإعلام دورًا في نشر الوعي بقضايا مثل تغير المناخ، وحقوق الإنسان، والصحة العامة والعديد من القضايا الإنسانية الأخرى.
سادسا، التأثير على صانعي القرار: تستطيع وسائل الإعلام توجيه الضغط العام والتأثير على صانعي السياسات لاتخاذ إجراءات فيما يتعلق بالقضايا العالمية.
سابعا، رصد انتهاكات حقوق الإنسان: يمكن للإعلام أن يسلط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في مكان ما ويساعد في دفع المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات.
وقال الرميحي "لقد بات العالم قرية صغيرة ودوله أكثر اعتمادا على بعضها البعض وتتزايد فيه أهمية وسائل الإعلام باعتبارها الجهة التي تشكل حلقة الربط وسط عصرنا الحالي الذي يشهد تغيرات لا يستهان بها، ومن ثم تحمل وسائل الإعلام على عاتقها مسؤولية نقل قصص حية تحكى العالم المعاصر بدقة وموضوعية إلى جميع أنحاء العالم، كما ينبغي أن تكون جسرا يربط بين الثقافات والشعوب المختلفة، ما يقدم إسهامات أعظم لعملية التطور الاجتماعي والتقدم للبشرية بأسرها."
وأوضح أن وسائل الإعلام تلعب دورًا مهمًا في تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والتعاون الدولي عبر عدة محاور:
أولا، نقل المعلومات: تساهم وسائل الإعلام في نقل المعلومات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إلى الجمهور، مما يزيد الوعي ويمكن الأفراد والمؤسسات من اتخاذ قرارات أفضل.
ثانيا، تعزيز الشفافية: من خلال تقديم تقارير وتحليلات مستقلة، تشجع وسائل الإعلام على الشفافية ومكافحة الفساد، مما يعزز من مناخ الأعمال والثقة في الحكومة.
ثالثا، تعزيز الابتكار: تعزز وسائل الإعلام من الابتكار والروح الريادية من خلال تسليط الضوء على نماذج نجاح وفرص جديدة في الاقتصاد.
رابعا، تعزيز التعليم والوعي: تقدم وسائل الإعلام برامج توعية وتثقيف تساهم في تعزيز التعليم والوعي حول مسائل اقتصادية واجتماعية.
خامسا، تعزيز التواصل الدولي: تساهم وسائل الإعلام في تعزيز التواصل بين الدول والثقافات المختلفة، مما يشجع على التعاون الدولي وتبادل المعرفة.
سادسا، الضغط نحو القضايا العالمية: تلعب وسائل الإعلام دورًا في جذب الانتباه إلى القضايا العالمية مثل تغير المناخ والتنمية المستدامة، مما يعزز التعاون الدولي لحل هذه القضايا.
وقال الرميحي إن وكالة الأنباء القطرية ((قنا)) تؤمن بأن وسائل الإعلام تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الشعور بالوحدة والتعاون بين الدول عبر عدة طرق:
أهمها توفير معلومات موثوقة وشاملة حول الأحداث العالمية والتي يمكن أن تزيد من فهم الناس للقضايا الدولية وتعزز الشعور بالانتماء للعالم بأسره.
كما أن وسائل الإعلام تقدم منصة لتبادل وجهات نظر متنوعة وإجراء مناقشة مفتوحة حول القضايا الدولية، مما يعزز التفاهم المتبادل والتعاون بالإضافة إلى تسليط الضوء على قصص النجاح والتعاون: من خلال نشر القصص والتقارير عن التعاون بين الدول ومشاريع التنمية المشتركة، والتي يمكن أن تشجع على المشاركة في جهود التعاون الدولي.
هذا إلى جانب تحفيز الوعي الثقافي من خلال عرض وسائل الإعلام للثقافات المختلفة، مما يمكن أن يساهم في تعزيز الاحترام المتبادل بين الدول والشعوب.
وأخيرا الدعوة إلى العمل المشترك عبر تشجع وسائل الإعلام على المشاركة في الجهود الدولية والمبادرات التي تهدف إلى حل مشاكل مشتركة مثل التغير المناخي والأمان الدولي.
تجدر الإشارة إلى أنه خلال القمة العالمية الثالثة للإعلام التي عقدت في دولة قطر عام 2016 تحت عنوان "مستقبل الأخبار والمؤسسات الإخبارية"، جرت الكثير من المناقشات حول بعض أهم القضايا في الوقت الراهن، بما في ذلك تأثير التكنولوجيا على عملية نقل الأخبار والإستراتيجيات المستدامة للعمل الإعلامي وحماية الصحفيين وكذا المتطلبات الدائمة التغير بالنسبة للجماهير على مستوى العالم. ولعب تبادل وجهات النظر العميق بين المشاركين في القمة دورا إيجابيا في توسيع القاعدة المشتركة بين وسائل الإعلام الإخبارية والصحفيين في دول لها أنظمة وخبرات مختلفة.
من المقرر أن تستضيف وكالة أنباء ((شينخوا)) القمة العالمية الخامسة للإعلام في الفترة من 2 إلى 8 ديسمبر المقبل بمشاركة مسؤولين وقادة مؤسسات وممثلين من وسائل الإعلام من مختلف دول العالم.
وقد عقدت الدورة الأولى من القمة برعاية ((شينخوا)) في العاصمة الصينية بكين في العام 2009، والثانية في العاصمة الروسية موسكو برعاية وكالة أنباء ((إيتار-تاس)) في العام 2012، والثالثة في العاصمة القطرية الدوحة برعاية شبكة ((الجزيرة)) الإعلامية في العام 2016، والرابعة في بكين في عام 2021.