الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

تقرير اخباري: بمساعدة الصين .. مصر تنجح في إطلاق القمر الصناعي "مصر سات-2"

تقرير اخباري: بمساعدة الصين .. مصر تنجح في إطلاق القمر الصناعي

بالتعاون الصيني المصري، تم إطلاق القمر الصناعي "مصر سات-2" يوم 4 ديسمبر الجاري، من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية في شمال غربي الصين. ويعد "مصر سات-2" مشروعا بارزا للتعاون العميق بين الصين ومصر في مجال التكنولوجيا الفضائية الفائقة، وله أهمية فارقة في التعاون في مجال الفضاء بين البلدين.

وتعد مصر أول دولة تتعاون مع الصين في مجال الأقمار الصناعية في إطار البناء المشترك لـ "الحزام والطريق"، وقد أصبح التعاون في مجال الفضاء أحد المجالات الرئيسية للتعاون الصيني المصري في السنوات الأخيرة، ولا يرسى التعاون ذو الصلة أساسًا متينًا لتطوير صناعة الفضاء في مصر فحسب، بل سيدفع تطوير تكنولوجيا الفضاء في القارة الأفريقية أيضًا.

تحسين قدرة مصر على تطوير صناعة الفضاء بشكل مستقل

أقيم حفل تسليم النموذج الأولي للقمر الصناعي "مصر سات-2" بمساعدة الحكومة الصينية في مركز تجميع واختبار تكامل الأقمار الصناعية AIT في مدينة الفضاء المصرية في يونيو من هذا العام، ما جعل مصر أول دولة أفريقية تمتلك قدرات الاختبار والتجميع النهائي والمتكامل للأقمار الصناعية.

ولا يزال ياسين منير، مدير اختبار المشروع المصري، يتذكر بوضوح المشهد الذي تم فيه تسليم النموذج الأولي للقمر الصناعي: "سيصبح هذا القمر الصناعي علامة فارقة في تطور صناعة الطيران في مصر. وأنا أتطلع إلى هذا النجم الذي يسطع في الفضاء".

ويعد مشروع القمر الصناعي “مصر سات-2" إنجازًا تاريخيًا للبناء المشترك لـ "الحزام والطريق" بين الصين ومصر، وأحد المشاريع المحددة لتنفيذ "الإجراءات الثمانية الكبرى" التي اقترحتها قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك).

منذ شهر مارس، عمل منير بشكل وثيق مع زملائه من مصر والصين لإجراء اختبارات مختلفة على النموذجين الصناعيين وتحديد الحالة الفنية للأقمار الصناعية النموذجية. وقال منير: "تحت التوجيه الدقيق للمهندسين الصينيين، أكملنا بنجاح العديد من مهام الاختبار والتحقق. وساعدنا الأصدقاء الصينيون في تحقيق اختراقات تكنولوجية".

وبعد تسليم النموذجين الأوليين للقمر الصناعي بنجاح إلى مصر، أكمل القمر الصناعي كامل النطاق التجميع والاختبار والتحقق في مصر وتم شحنه مرة أخرى إلى الصين. قال تسوي يوفو، كبير المصممين وقائد القمر الصناعي، إن التسليم السلس للنموذج الأولي للقمر الصناعي يؤكد تمامًا أن مصر لديها بالفعل القدرات العملية والتطبيقية لأنظمة التجميع النهائي وأنظمة الاختبار واسعة النطاق.

بالإضافة إلى ذلك، تم مؤخرًا الانتهاء من تركيب واختبار نظام القياس والتحكم الأرضي ونظام التطبيقات الأرضية في مصر، استعدادا للعمل بعد إطلاق القمر الصناعي. وسيتولى النظام الأرضي مهام القياس والتحكم للقمر الصناعي "مصر سات-2"، وضمان التشغيل المستقر ونقل البيانات للقمر الصناعي، وتزويد مصر ببيانات ومعلومات الرصد الأرضي الدقيقة.

"قد أدى مشروع القمر الصناعي "مصر سات-2" المدعوم من الصين إلى تحسين قدرات مصر التنموية المستقلة في صناعة الفضاء بشكل كبير." قال أحمد رافع، قائد المشروع، إنه سيتم استخدام بيانات الأقمار الصناعية في تعداد الأراضي والموارد في مصر، ومراقبة المحاصيل، وإدارة الموارد المائية، والبناء الحضري، وما إلى ذلك، لتوفير دعم المعلومات لاتخاذ القرارات العلمية في مجال الزراعة والمياه في مصر، والحفاظ على البيئة وغيرها من المجالات، ولها أهمية كبيرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر.

المزيد من المهندسين المصريين يصبحون العمود الفقري لمجال الفضاء بمساعدة الصين

إن تكنولوجيا الفضاء هي انعكاس للقوة الوطنية الشاملة، ويجب أن يعتمد تقدم صناعة الفضاء بشكل وثيق على المواهب المحلية في مجال الفضاء. ويعتمد القمر الصناعي "مصر سات-2" نموذج تطوير مشترك، وتتكون جميع المناصب في الفريق من الصين ومصر بالتناسب، ويشارك الجانب المصري بعمق في التصميم والتجميع النهائي والاختبار والمراجعة والجوانب الأخرى للقمر الصناعي.

"لا تعطيني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد السمك. ولا نحتاج إلى تقديم المساعدة الفنية فحسب، بل نحتاج إلى مساعدة الحكومات المحلية في تعزيز بناء أنظمة التقييس أيضًا." قال تسوي يوفو، إن المعايير هي اللغة المشتركة والمبادئ التوجيهية للتعاون والتبادلات الدولية، وهي بمثابة جسر مهم للتعاون الفني والاتصالات، ويلعب توحيد معايير هندسة الفضاء دوراً مهماً في التنمية المستدامة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء. وبعد التوجيه والتدريب، تعلم العاملون والتكنولوجيون المصريون تدريجيًا، وأنشأوا نظام العمل الفضائي الخاص بهم ونظام التوثيق الفني والنظام القياسي.

وبصفته المصمم الرئيسي للجانب المصري من مشروع القمر الصناعي "مصر سات-2"، شارك طلال بشكل كامل في تصميم القمر الصناعي واختباره والتحقق منه وتنسيق الفريق وغيره منذ إطلاق المشروع في عام 2019. وصرح طلال أنه بمساعدة الخبراء الصينيين، تمكن هو وزملاؤه من إتقان التقنيات ذات الصلة، "هذه التجربة جعلتني أنمو بسرعة وجعلتني أكثر ثقة في مستقبل صناعة الفضاء في مصر".

"وبمساعدة الصين، أصبح المزيد من المهندسين المصريين العمود الفقري لمجال الفضاء، وشكلوا مجموعة المواهب. والأهم من ذلك، أن التطور السريع في أعمال توحيد المعايير أدى إلى تحسين كفاءة العمل بشكل كبير، ووضع أساس متين لتطوير صناعة الطيران في مصر." قال أحمد رافع.

تعزيز صناعة الفضاء في مصر لمواصلة تحقيق تطورات جديدة

قال تامر دباش، مدير مركز AIT المصري للأقمار الصناعية: "أعرب بعض الناس قبل بضعة أشهر، عن عدم ثقتهم بإمكانية النجاح. الآن، أصبح هذا أمرا مثيرا للدهشة بالنسبة لهم." مضيفا، إن مصر أصبحت أول دولة أفريقية تمتلك قدرات تجميع الأقمار الصناعية وتكاملها واختبارها، "كل ذلك بفضل الصين".

وباعتباره بنية تحتية أرضية مهمة، لا يمكن الاستغناء عن مركز AIT للأقمار الصناعية في تطوير الأقمار الصناعية. في الماضي، لم يكن لدى مصر مركز خاص بها للأقمار الصناعية، لذلك لم تكن قادرة على امتلاك قدرات أولية لتطوير الأقمار الصناعية ولم يكن بإمكانها الاعتماد إلا على استيراد الأقمار الصناعية الأجنبية الكاملة. وفي يناير 2016، وقعت الصين ومصر اتفاقية للمساعدة في بناء مركز AIT للأقمار الصناعية المصرية، وبدأ التنفيذ في عام 2017. ويعد المركز أكبر مشروع للمساعدة الفنية في الصين منذ إنشاء خط السكة الحديد بين تنزانيا وزامبيا. وتبلغ مساحة المركز حوالي 6400 متر مربع ويتكون من ورشة عمل نظيفة لتجميع الأقمار الصناعية وسلسلة من معدات التجميع والتكامل والاختبار الداعمة.

بالإضافة إلى إنشاء البنية التحتية، ومن أجل مساعدة مصر على إتقان تركيب وتشغيل المعدات، قدمت الصين تدريبًا للعاملين العلميين والتكنولوجيين المصريين، بما في ذلك 11 دورة يبلغ مجموعها 416 ساعة من التدريب النظري و6 جلسات تدريس ميدانية، وتم تأليف أكثر من مليون كلمة من المواد التعليمية الداعمة. وفي يونيو من هذا العام، تم الانتهاء من إنشاء المركز بشكل أساسي واستكمال القبول الفني، مما مكن مصر من الحصول على بنية تحتية فضائية متقدمة دوليًا، وقد لعب دورًا في الانتهاء السلس من التجميع النهائي والتكامل والاختبار للقمر الصناعي "مصر سات-2" على أرض مصر.

وقالت رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي المصرية، إن مساعدة الصين لمشروعي مركز AIT المصري والقمر الصناعي "مصر سات-2" قد حققت تقدما كبيرا، مما أدى إلى تحسين كبير في البحث والتطوير المستقل في مصر للأقمار الصناعية وقدرات القياس والتحكم بالأقمار الصناعية والتطبيقات، مما يجعل مصر الدولة الإفريقية الأولى في مجال الفضاء، وهو ما تقدره وتشكره مصر بشدة.

"التعاون بين مصر والصين في مجال الفضاء مثمرا." قال شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، إن مركز AIT المدعوم من الصين هو أول مركز لتطوير توطين صناعة الأقمار الصناعية في مصر التي سيمكنها من لعب دور رائد في نقل تكنولوجيا الأقمار الصناعية إلى أفريقيا. كما ستقدم الدعم لاستراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر 2030. مضيفا، أن مصر ترغب في زيادة تعميق وتوسيع التعاون مع الصين، والتعلم من تجربة الصين الغنية في مجال الفضاء، وتعزيز صناعة الفضاء في مصر لتحقيق تنمية جديدة بشكل مستمر.

صور ساخنة