27 ديسمبر 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ عند تصفّح الصفحة الثامنة عشرة من صحيفة "الشعب اليومية" في نسختها الصادرة يوم 25 ديسمبر 2023، ستجد صورة لمرشد سياحي مصري يرتدي ملابس رياضية، ويحمل في يده ورقة وهو بصدد تقديم شرح للسياح الصينيين.
يدعى هذا المرشد عباس السعيد، وهذه هي المرة الثانية التي يظهر فيها على صحيفة الشعب اليومية. بعد أن ظهر أول مرة قبل 11 عاما، حينما كان يعمل مساعدا لمدير المركز الثقافي الصيني في القاهرة، وهو شرح بعناية علامات الأبراج الاثني عشر في الثقافة الصينية للطلاب المحليين في المركز الثقافي. وقام مراسل الصحيفة بالتقاط صورة له ونشرها في صحيفة الشعب اليومية الصادرة يوم 8 يونيو عام 2012.
عباس يشرح الأبراج الاثني عشر الصينية للأطفال الزائرين للمركز الثقافي الصيني في القاهرة، الصورة منشورة على الصفحة الـ19 من صحيفة الشعب اليومية في نسختها الصادرة يوم 8 يونيو 2012، وتم تصويرها من ون هونغ يان، مراسل صحيفة الشعب.
بعد 11 عامًا، عندما تحدث عن المقابلة في ذلك العام، لا يزال عباس مليئًا بالمشاعر: "لقد بقيت أحتفظ بصورة لتلك النسخة الثمينة من صحيفة الشعب اليومية في هاتفي. وكنت دائما ما أريها لأصدقائي وزملائي وعائلتي والسائحين الصينيين."
بدأ اهتمام عباس بالثقافة الصينية منذ طفولته. حينما قرأ كتابا للأطفال عن الحكمة الشرقية. وفي الدراسة ازدادت معرفته عن ثقافة الصين والشرق وطريق الحرير، وحكمة كونفوشيوس، مما جعله أكثر فضولًا للتعرّف على الصين بشكل أعمق. لاحقا، وبفضل تفوقه، تم قبول عباس في قسم اللغة الصينية بكلية اللغات بجامعة عين شمس. ومن أجل تعلم اللغة الصينية جيدًا، بات لايكلّم زملاءه إلا باللغة الصينية، كما درّب نفسه على التفكير باللغة الصينية، وأحرز تقدمًا سريعًا.
عبّاس يقرأ كتاب "الحوار" لكونفوشيوس. تصوير هوانغ بي تشاو، مراسل صحيفة الشعب
وقال عباس بأنه كان لديه ثلاثة أحلام: أولا تعلم اللغة الصينية، ثانيا أن يصبح مرشدًا سياحيًا، وثالثا أن يقدّم إسهاما في التبادل الثقافي المصري الصيني. وقد ظلّ دائمًا يسير بثبات على طريق الحياة الذي خطط له. وفي عام 2006، أكمل عباس البالغ من العمر 22 عامًا دراسته وذهب إلى كلية السياحة بسيناء للتعمّق في دراسة السياحة. وبعد تخرجه في عام 2009، بدأ رسميًا عمله كمرشد سياحي محترف في اللغة الصينية.
"من خلال العمل كمرشد سياحي، وجدت مجالا للتحدث باللغة الصينية أثناء العمل والدراسة. والشيء الأكثر أهمية هو أن وظيفة المرشد السياحي أتاحت لي أن أصبح صديقًا لعدد متزايد من الصينيين." إلى جانب ذلك، بدأ عباس يتردّد على المركز الثقافي الصيني بالقاهرة للمشاركة في الأنشطة الثقافية. وفي عام 2010، شغل عباس منصب مساعد مدير المركز الثقافي الصيني في القاهرة، حيث عمل لمدة ثلاث سنوات. "هذه الوظيفة منحتني الفرصة لمشاركة حبي للثقافة الصينية مع المزيد من الناس. ومن خلال إقامة المحاضرات والمعارض وغيرها من الأنشطة، بدأ المزيد والمزيد من المصريين في الاقتراب من الثقافة الصينية والوقوع في حبها"، يقول عباس. مضيفا بأن دوره في التقريب بين الثقافة الصينية والمصريين جعله يشعر بالسعادة الغامرة.
عباس يعرض عملا كاليغرافيا صينيا أهداه إليه صديق صيني. تصوير هوانغ بي تشاو، مراسل صحيفة الشعب
ويقول عباس أن الروابط بين الحضارتين الصينية والمصرية قديمة قدم التاريخ، وتعود إلى أكثر من 2000 عام. فيما يرى بأن مبادرة "الحزام والطريق" تعد رابطا جديدا بين البلدين، وتسمح بإعادة بريق طريق الحرير القديم. "تتعاون الصين بنشاط مع الدول في جميع أنحاء العالم لتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين. وفي ظل البيئة الدولية المضطربة اليوم، أعتقد أن الناس سوف يفهمون بشكل أفضل قيمة ودلالة التعاون المشترك في بناء مبادرة "الحزام والطريق"، يقول عباس.
يتحدّث عبّاس اللغة الصينية بطلاقة، ويقول بأن دراسة اللغة الصينية باتت أمرا شائعا في مصر. حيث تم في 2022 إطلاق المشروع التجريبي لتعليم اللغة الصينية في المدارس المتوسطة المصرية، ما يعني دخول اللغة الصينية إلى نظام التعليم الوطني المصري. ويرى عباس أن دراسة اللغة الصينية تلعب دورا في تعزيز علاقات التعاون بين الصين ومصر وتقريب المسافات بين الشعبين.