الصفحة الرئيسية >> الثقافة والحياة

كوجيما الياباني وشينجيانغ، صداقة امتدت لـ 40 سنة

كوجيما الياباني وشينجيانغ، صداقة امتدت لـ 40 سنة

29 ديسمبر 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ بدأت قصة الياباني كوجيما ياسوتاك مع شينجيانغ في عام 1982، حينما شارك في معرض قواندونغ لشراء الأحجار الكريمة. وعلى هامش المعرض، عرف أن شينجيانغ تنتج عدّة أنواع من الأحجار الكريمة، فبدأ رحلته في البحث عن "الكنوز في شينجيانغ". ورغم أنه لم يحصل على تقدم الأعمال حول الأحجار الكريمة، لكنه تأثر بكرم ضيافة أهل شينجيانغ وطيبتهم. وعلى امتداد أكثر من 40 سنة، تردّد كوجيما على شينجيانغ أكثر من 150 مرّة من أجل المشاركة في الأنشطة الثقافية. وهو الآن مستشار ثقافي للحكومة الشعبية لمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم، ومواطن فخري لمدينة أورومتشي، وأستاذ فخري لجامعة شينجيانغ، وباحث زائر في جامعة تسينغهوا، ورئيس اللجنة التاريخية والثقافية الصينية. لكن كوجيما في الأصل رجل أعمال، وقد نجح في عام 1966 في تأسيس شركة للأحجار الكريمة، باتت لديها أكثر من 160 فرعا حول العالم في غصون 26 سنة. وفي عام 1987، قرر أن يصبح راهبا، وترك منصب رئاسة الشركة في عام 1996.

خلال أكثر من 40 عامًا من الصداقة مع شينجيانغ، كان كوجيما شاهدا على تغيّرات هائلة حدثت في شينجيانغ. فصحراء تاكليماكان التي عرفها أول مرة باسم "البحر الميت"، باتت اليوم "بحر الأمل". وباتت الطرق السريعة تشقها من كل اتجاه، والقطارات فائقة السرعة تعبرها كل يوم. وأصبحت حياة الناس أكثر سعادة وثراء.

في عام 1986، زار كوجيما إلى كهوف كيزيل وأُعجب بتراثها الثقافي، وقرّر تقديم المساعدة لأعمال البحث العلمي في الكهوف. وفي غضون ذلك، علم كوجيما أيضا من إدارة الثقافة في شينجيانغ أن شينجيانغ تمتلك أيضًا موقعين مهمين للتراث الثقافي، وهما آثار نيا ومدينة لولان القديمة. وتحت مساعدته، اقترح مبادرة للتعاون الصيني الياباني في إجراء تحقيق علمي مشترك حول آثار نيا.

وفي عام 1988، أُطلق مشروع التعاون العلمي المشترك بين البلدين. وبعد سبع سنوات من العمل الشاق، توصلت الفرق الأثرية إلى اكتشاف نسيج حريري يحمل رسوما فلكية، والذي يعد أحد أعظم الاكتشافات الأثرية الصينية في القرن العشرين. لاحقا، شارك كوجيما فرق البحث أعمال الحفر والتحقيق، حيث اكتشفوا جدارية ثمينة تعرف باسم "موناليزا المناطق الغربية". ويعتبر بعض الباحثين أن هذه الجدارية هي أصل طريقة رسم الحرير على المقلاة الحديدية في معبد كيندو هوريوجي في اليابان. كما مثل الاكتشاف شاهدا على التاريخ الطويل من التبادلات الثقافية بين الصين واليابان.

يقول كوجيما أن الانسان هو من يصنع المجتمع والدولة والثقافة، لذا فإن تثقيف الإنسان يكتسي أهمية خاصة. لذلك، وأثناء قيامه بعمليات تفتيش مشتركة للتراث الثقافي في شينجيانغ، بدأ في تقديم المنح الدراسية للطلاب في جامعة شينجيانغ في عام 1986. وحتى الآن، تلقى ما يقرب من 4500 طالب جامعي منحا دراسية من كوجيما. ومن أجل تعزيز التنمية الثقافية في شينجيانغ وتنمية المواهب الثقافية، أطلق كوجيما في عام 1998 "جائزة كوجيما للتميز الثقافي والآثار"، وحصل عليها حتى الآن حوالي 400 شخص.

المساهمات الكبيرة والمتنوعة التي قدمها كوجيما، جعلته واحدًا من أشهر الأجانب وأكثرهم احترامًا في شينجيانغ. وقد ذكر بأنه ذات مرة عندما كان يستقل سيارة أجرة في شينجيانغ، تعرف عليه السائق وأصرّ على عدم قبول الأجرة. وأخبره السائق بأن أخته قد حصلت على منحة كوجيما في جامعة شينجيانغ، وبأنه يشعر بالامتنان له.

جزاء لإسهاماته المستمرّة تجاه شينجيانغ، حصل كوجيما على عدّة جوائز، بما في ذلك "جائزة المساهمة في التبادل الثقافي" من وزارة الثقافة الصينية، ولقب "المواطن الفخري" من مدينة أورومتشي، ولقب "مبعوث الصداقة الشعبية" من الرابطة الشعبية للصداقة مع الدول الأجنبية. كما أقامت الحكومة الشعبية لمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم أنشطة ذات صلة للاحتفال بالذكرى العشرين والثلاثين والأربعين لصداقة كوجيما مع شينجيانغ في أعوام 2001 و2011 و2023.

وهذا أشعر كوجيما بأن صداقته قد تعدّت أهل شينجيانغ، لتشمل كامل الشعب الصيني، ومختلف المجموعات العرقية في شينجيانغ.

وقال كوجيما: "هناك حوالي 200 دولة في العالم، ويقال إن هناك ما بين 3000 إلى 4000 مجموعة عرقية. لكن التنوع والاختلاف يجب ألا يلغي الاحترام المتبادل والتفاهم." ويعتقد أن القرن الحادي والعشرين هو قرن التعاون الدولي، ويأمل أن يتمكن الشباب من إدراك أهمية التعاون الدولي، والبدء بالأشياء الصغيرة التي يمكنهم القيام بها، ثم المشاركة في القضايا الكبرى للتعاون الدولي.

صور ساخنة