الجزائر 5 مارس 2024 (شينخوا) كشف سفير الصين لدى الجزائر لي جيان اليوم (الثلاثاء) أن حجم التبادل التجاري بين الصين والجزائر ارتفع لأول مرة إلى أكثر من 10 مليارات دولار في 2023.
وقال لي في كلمة أمام المشاركين في المنتدى الاقتصادي الصيني الجزائري في ولاية سطيف الواقعة على بعد 270 كيلو مترا شمال شرق العاصمة الجزائر، إن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والجزائر دخلت مرحلة جديدة وفتحت أمامها فرص جديدة، حيث تطور التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين بقوة، تجاوز فيها لأول مرة إجمالي التجارة الثنائية 10 مليارات دولار أمريكي في العام 2023.
وأضاف السفير الصيني في المنتدى الذي نظمته سفارة الصين بالجزائر بمشاركة كبيرة من السلطات الرسمية ورجال الأعمال وأكثر من 260 مشاركا، أنه يتطلع إلى أن تصبح ولاية سطيف في طليعة التعاون بين الصين والجزائر.
وتعتبر ولاية سطيف مفترق طرق اقتصادي وصناعي وتجاري هام في شرق الجزائر، حيث تتميز بإمكانات تنموية كبيرة في مجالات الزراعة والموارد المعدنية والتصنيع والسياحة والثقافة، وهي مؤهلة لأن تصبح علامة جديدة للصداقة بين الصين والجزائر.
من جانبه، قال والي ولاية سطيف مصطفى ليماني إن أهمية المنتدى تتجلى في كونه ينعقد في ظروف جد إيجابية خصوصا وأن الجزائر تعرف تحولا جذريا في استراتيجيتها الإقتصادية.
وأشار إلى أن هذه الإستراتيجية نتج عنها تحسن في مناخ الإستثمار وبيئة الأعمال، وتعتمد على الرفع من قيمة الصادرات غير النفطية وتحسين جاذبية الإستثمار المحلي والأجنبي.
وقال إن الجزائر والصين، تربطهما علاقات تاريخية متجذرة منذ القدم، وستستمر من جيل لآخر لا سيما في المجال الإقتصادي.
وشدد على أن هذه العلاقات الإستراتيجية المثمرة والواعدة، ستتعزز وترتقي بفضلكم أنتم رجال الأعمال من البلدين.
ودعا ليماني رجال الأعمال في البلدين إلى تكثيف وتطوير أواصر التعاون البيني في إطار شراكة اقتصادية مبنية على مبدأ "رابح ـ رابح" والمضي قدما لازدهار ورقي بلدينا.
وخلال المنتدى، عرض ممثلو الحكومة الجزائرية السياسات التجارية وشروط الوصول إلى الأسواق الجزائرية على المشاركين، كما تباحثت الشركات من الجانبين حول فرص التعاون.
ويرى الخبير في الشؤون الاقتصادية الدكتور محمد الشريف ضروي في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن ارتفاع التبادل التجاري بين الجزائر والصين يعود إلى العديد من المرتكزات التي بنيت عليها العلاقات الاقتصادية بين البلدين، من بينها النجاحات المتتالية في عدة مجالات كالخطة الخمسية للتعاون الاستراتيجي بين البلدين والتي وقعت قبل سنة ونصف، وانخراط الجزائر ضمن المشروع الاستراتيجي (الحزام والطريق) فضلا عن الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة، وهو ما عزز من مستويات التعاون.
وقال ضروي إن توجه الصين بزيادة مستويات الاستثمارات المختلفة في الجزائر خاصة في قطاع السكن والأشغال العمومية والبنى التحية والطاقة هو الذي أدى إلى ارتفاع حجم التبادل.
وأشار إلى وجود رؤية استراتيجية متكاملة بين البلدين في ضرورة أن تكون الجزائر محورية ضمن طريق الحرير في توجه الصين بكل قوتها الاقتصادية نحو إفريقيا.
وأوضح ضروي أن هذه المؤشرات تعطي دلالة على وجود انسجام اقتصادي كبير بين البلدين تؤشر إلى ارتفاع هذه الأرقام بشكل كبير خلال السنوات القادمة في ظل توجه الجزائر من خلال مشاريعها نحو الدخول إلى العمق الإفريقي مع وجود هذه الغاية كهدف استراتيجي اقتصادي بالنسبة للصين.