الصفحة الرئيسية >> العالم

محلل: لماذا لا يخدم الخطاب المعادي للصين المصالح الأمريكية؟

8 مارس 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ نشرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصادرة في هونغ كونغ في 6 مارس الجاري، مقالا للكاتب ستانلي تشاو. وأشار المقال إلى أن خطاب التخويف من الصين الذي يتبناه الحزبان مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لا يخدم المصالح الأمريكية.

وقال ستانلي تشاو، إن الجمهوريين والديمقراطيين يسعون إلى الحصول على دعم الناخبين من خلال إظهار موقف أكثر صرامة ضد الصين. حيث تبدو الدوافع السياسية لحملات التخويف من الصين واضحة للعيان. وقد أعلنت إدارة بايدن في الأسبوع الماضي، عن إجراء تحقيق حول السيّارات الذكية التي يتم تجميعها في الصين، مدّعية بأن المركبات يمكن أن تجمع معلومات حساسة عن الأمريكيين والبنية التحتية الأمريكية. كما هدّد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوما جمركية تصل إلى 60% أو أكثر على البضائع الصينية، في صورة إعادة انتخابه.

ومع ذلك، فإن تعزيز الأهداف السياسية قصيرة المدى يأتي على حساب تجاهل التحديات الحقيقية التي تواجه الولايات المتحدة. أما الأمر الأكثر خطورة، فيكمن في أن القادة العسكريين الأميركيين قد انضموا أيضاً إلى خطاب التخويف. وفي العام الماضي، كان جنرال القوات الجوية مينيهان قد صرّح بأن الحرب بين الولايات المتحدة والصين أمر ممكن الحدوث.

وقال الكاتب أنه من الواضح أن القوة العسكرية الأكثر تقدماً في العالم، لا ينبغي أن تعتمد على حدس جنرالاتها في اتخاذ قرارات الحياة أو الموت. مشيرا إلى "الحدس لا يمكن أن ينجح مع الصين"، وأن هناك الكثير من المزالق في الاختلافات اللغوية والاجتماعية والثقافية.

وأوضح الكاتب أن الشيء نفسه ينطبق على الاتهامات التي لا أساس لها. حيث أشار قائد البحرية الأمريكية ديل تورو في العام الماضي، إلى أن أحواض بناء السفن التابعة للبحرية الأمريكية لا تزال في وضع إنتاجي غير موات. متهما الصين بالاعتماد على ما أسماهم بـ "العبيد"، في بناء السفن.

وعلق الكاتب على تصريح ديل تورو، قائلا: "بناءً على خبرتي في العمل في صناعة الشحن الصينية، فإن استخدام "العبيد" في مثل هذه المنطقة الحساسة والمهمة أمر مستحيل. لأن صناعة السفن تتطلّب مواهب ذات مهارات وخبرة عالية، والصين لديها المواهب الكافية." وأضاف ستانلي تشاو بأن اتهامات ديل تورو تفتقر إلى الأدلة، وتنبع من دوافع سياسية.

وخلص الكاتب إلى أنه من خلال التركيز على الخطاب المعادي للصين، يحاول الساسة الأميركيون صرف انتباه الرأي العام عن أوجه القصور التي تعيب النظام السياسي الأميركي. حيث يغرق هذا الأخير في المشاحنات الحزبية، ويعجز عن معالجة القضايا المحلية الأكثر إلحاحا، مثل الهجرة السرية والسيطرة على الأسلحة والتشرد. ومن الناحية الجيوسياسية فإن الهوس بالصين قد يكون عَرَضاً لتناقص القوة الوطنية الأميركية.

صور ساخنة