بكين 10 مارس 2024 (شينخوا) يظل التحديث الصيني النمط عبارة طنانة خلال الدورتين السنويتين الجاريتين لأعلى هيئة تشريعية وأعلى هيئة استشارية سياسية في الصين.
خلال "الدورتين"، يتابع المراقبون في العالم عن كثب التصريحات المتعلقة بالسياسات والقرارات الاقتصادية من أجل الحصول على فهم أفضل للمسار الصيني نحو التحديث. ويقولون إن تجربة الصين تلهم العالم، وخاصة الدول النامية.
تجدر الإشارة إلى أن التحديث الصيني النمط هو تحديث لعدد هائل من السكان، وتحديث للرخاء المشترك للجميع، وتحديث للتقدم المادي والثقافي الأخلاقي، وتحديث للتناغم بين الإنسان والطبيعة، وتحديث للتنمية السلمية.
ومن جانبه لفت أحمد سلام الخبير المصري في الشؤون الصينية إلى الفرق بين التحديث الصيني النمط والمسار الغربي للتحديث، وقال إن مسار الصين متجذر في "حضارتها الفريدة".
أما ليودميلا فيسيلوفا، الأستاذة المشاركة في كلية الاقتصاد والإدارة بفرع المدرسة العليا للاقتصاد في سان بطرسبرغ، فأشارت إلى أن "المسار الصيني للتحديث يهدف إلى تحقيق الرخاء المشترك للجميع"، قائلة إن السياسات المبتكرة والرشيدة التي تنتهجها الحكومة الصينية تعد مفتاحا لعملية تنميتها.
ومن ناحية أخرى ذكر كافينس أدهير، وهو باحث في العلاقات الدولية مقيم بكينيا، أن "المسار الصيني نحو التحديث أصبح جذابا للغاية بالنسبة للدول النامية".
وقال الباحث إن مسار الصين نحو التحديث مهده السلام والنوايا الحسنة تجاه الدول الأخرى والتركيز على الصالح الجماعي للبشرية، وهو ما يفسر سبب تقاسم الصين عائدات تنميتها مع بقية العالم.
وأضاف أدهير أن "السلام والتنمية المشتركة يظلان سمتين رئيسيتين لقصة التحديث في الصين".
وفي نفس الإطار ذكر كريستوف نيدوبيل وانغ مدير معهد غريفيث آسيا وأستاذ الاقتصاد أن "الصين فريدة من نوعها وذلك على أساس ما لديها من حجم سوق كبير، ومستوى تعليم عالي نسبيا، وتكامل قوي بين الأعمال والسياسات، وسوق مالية كبيرة".
وأشار إلى أن جوانب محددة من تنمية الصين يمكن أن تقدم دروسا للبلدان الأخرى، مثل أهمية التعليم الجيد ومناطق التجارة الحرة مع التركيز على دعم الشركات المحلية للصادرات.
أما كيث بينيت، مستشار العلاقات الدولية المقيم بلندن، فقال إنه "رغم أن التحديث عملية عالمية ومطمح عالمي، إلا أنه يمكن أن يتخذ أشكالا مختلفة اختلافا تاما".
وقال بينيت إن التحديث الصيني النمط "يمثل شيئا جديدا تماما" -- شيئا سيُنظر إليه على أنه تحديث شامل ومنصف ومستدام في الواقع.
وأشار الخبير إلى أن الصين تتقاسم فرص التحديث مع العالم، ووصف التحديث الصيني النمط بأنه "نموذج تحديث مختلف اختلافا جوهريا".